اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر1
اليوم الثالث: الجمعة 23 يونيه\حزيران 2006
الساعة - 12:40
القضية - حرية الحرية
ما هذا الذي أسمعه؟ شبح لنغمات من أغنية لفيلم أطفال كرتوني عنوانه "جزيرة الكنز" وتقول "ها نحن ذا، على دروب كنزنا، دربا خطيرة إلى الجزيرة، ها نحن ذا". صوت آخر، وهو رفيف مروحة السقف في الغرفة التي أجلس فيها اكتب هذه السطور. وصوت الطاقة الكهربية تئز في الأجهزة، وصوت أبي وهو يدخل البيت بعد صلاة الجمعة. ولا شيء حر، ولا أحد حر ولا حتى تفكيري. كل شيء مقرر لك ولي وللجدران التي لابد يوما أن تهدم.
أليست الحرية مصطلح مخادع؟
هل تظن يا أيها الشاكي وما بك داء أن هناك أحد حر، أو شيء حر، لمجرد أنك تنام وتستيقظ متى تشاء، وتتزوج وتنجب وتقبض راتبك وتعمل وتلعب؟
يا بني آدم أنتم لستم أحراراً
إنكم في سجن هائل!
سجن الكون من فوقكم.
وسجن أضلعكم.
وهذه أنا حبيسة جسم امرأة وعقل رجل وقلب طفل!
لا تعجب عزيزي القارئ فذلك أشبه بالقارب المقلوب الذي نجا عليه بطل عبد الحليم عبد الله في رواية "شجرة اللبلاب".
أنا هناااااااا! سجينة الليل والنهار.
سجينة المدينة.
سجينة القارة.
سجينة كوكب الأرض والمجرّة الشمسية ودرب التبّانة.
يا إلهي إني أغرق في ظلمات نفسي ولكن أين هي نفسي هل هي أنا؟
يقال في المتشاءم والمتفائل أنهما سجينان ينظران خلال قضبان السجن أحدهما يرى النجوم والآخر يرى الليل والقضبان ولكني أقول وبعلو صوتي أنا لست متشائمة!
أنا سائمة.
نعم سئمت من أن أعيش في سجن الكون وأعلم علم اليقين أني لن أترك هذا السجن إلا عندما يقضي ربي ما هو قاض ساعة يشاء. فأنا لست حرة حتى ولو سافرت كل صيف لأجوب العالم. حتى ولو كان لدي مليارات الدولارات التي تخولني سلطة أشبه بسلطة الملوك. حتى ولو...
سأظل سجينةً أنظر إلى الليل والنجوم خارج نفسي، وأبحث في دخيلتها لأجد آية قرآنية يقول فيها الخالق العظيم: "وما يشاؤون إلا أن يشاء الله"، فلا تهزأ بنفسك وتحدث نفسك بالحرية الكاذبة!
أنت أيها الإنسان مجرد عبد......... نعم عبد!
والعجيب أني كغيري أزيد من قيود عبوديتي!
فأشتهي الطعام ويستعبدني إخراج الفضلات!
أشتهي الشراب فيستعبدني التبول!
أشتهي الراحة فيلتقطني النوم الذي لا يحبني ويتركني عبدا له!
عبد الدرهم، عبد الدينار، عبد الدكتوراه، عبد الدورة الدموية، والجهاز التنفسي، والدماغ بمادتيه البيضاء والرمادية، عبد أهواءك بعد أن كنت عبداً فقط لواحد أحد فتمتع بعبودياتك جميعها.
أما أنا فلا وألف لا.
لا أريد أن أكون عبدا لشيء ولا لأحد، ويكفيني أن أكون عبدا لله الواحد القهار. قد يرأف بي مولاي ويحررني من هذه النفس وأصير حرّة وأنا حيّة من تلك الحياة التي يتنازعها الأحياء حريصون عليها يخافون أن تنقص أو تقصر. ولكني أعترف أني أقع في عبودية أفكاري وحركات جسمي وسكناته، لا حيلة لي في دفع كل هذا وحدي.
فيارب احمل أحمالي وأنخ بي مطيتّك كي أستشعر الحرية.
كم أشتهي أن ألقي سمعي لصوت بلبل أو كروان أو يمامة أو ربما هدهد، فقد اعتدت عليها وها ذا يؤلمني لأنها عبودية أيضا........... فما هي الحرية؟
أن تختار فقط أن تكون عبدا لله وحده، وأن تسقط من حساباتك الرغبات، والأهواء، والحاجات، والطموحات، وألاّ تقلق من السقوط إلى القمّة أو الصعود إلى القاع، أو تخشى انتهاء الوقت أو طول الدرب. وها أنا ذا على درب كنزي.... فهل أجد فيه حريتي؟
أعطني حريتي أطلق يدايا فأنا كما أنا بعد لم أفعل شيا.... آسفة يا سومه...
ويتبع >>>>>>: اعترافات مسلمة في عالم الكفر مشاركة2