كان واحد من الناس البسطاء أقصى أحلامه أن يتزوج ويجد عملا يقيه شر الحاجة والسؤال لم يحلم بفيلا في مارينا بل أقصى أحلامه غرفة صغيرة تجمعه وزوجته التي ترضى بظروفه وتقدر حاله ويشفى من حساسية الصدر التي كانت تصيبه بالأزمات التنفسية هذه كانت أقصى أحلامه فهل ترونه بالغ وحلق في سموات الأماني أم أنها أحلام مشروعة لإنسان قنع من الحياة بالحد الأدنى منها فاستكثرت عليه حتى أنفاسه اللاهثة وأسلمته ليأس مرير لم يجد معه حل سوى أن يتخلص من حياته وتتساقط دموعي وأنا أقرأ أخر كلامته التي نشرت في جريدة (المصري اليوم) الجمعة الموافق 17/ 8 / 2007 .
(حاولت التخلص من حياتي أربع مرات وفشلت فإذا نجحت هذه المرة فإن ذلك سيكون بمحض إرادتي فقد كرهت هذه الحياة بعد أن فشلت في العلاج من المرض وهزمني الفقر فلم أستطع الإنفاق على عروستي التي تزوجتها منذ شهور لأنني لم أجد فرصة عمل) انتهت رسالته القصيرة ومع أنني بالطبع ضد قراره بإنهاء حياته وأطلب من الله له الصفح والمغفرة ألا إنني أتسأل ألم تكن أحلامه مشروعة جاهد طويلا لتحقيقها حتى أنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ السابعة والثلاثين ليس بطرا ولكن لضيق ذات اليد وأستعير كلمات الخبر من جريدة (المصري اليوم) وهي تحكي تفاصيل لحظاته الأخيرة حيث هداه تفكيره إلى تنفيذ عملية إعدام شخصية في الصحراء بعيدا عن البشر الذين رفضوا مساعدته في مواجهة الحياة ويقفون حائلا أمام تخلصه منها.
يا الله أين روح التكافل الاجتماعي كيف يقر لي عين وأهنأ بطعام وجاري جائع ألم يكن هناك من أمل من أن يرأف أحد بحاله ويوفر له فرصة عمل ولو بسيطة تقيه ذل السؤال لا أعرف وجدتني أردد أغنية كان واحد من الناس زي كل الناس ناس عايشة تجرى وشقيانة وهي عايشة وخلاص كان واحد من الناس ز ي كل الناس مستورة مادام بابنا علينا مقفول بالترباس بس الأيام مش سيبانا مش سيبانا في حالنا بتخدنا غدر على خوانا ويانا من اللي جرى لنا.
وأخيرا أهدي هذه القصة إلى حكومتنا العزيزة أعانها الله.
ويتبع >>>>: كان واحد من الناس مشاركة
واقرأ أيضًا:
التعذيب السلاح الفتاك / قانون ساكسونيا