تعتعة الكبار بأغاني العيال (4)
الأطفال، وقلب نظام الحكم (5)!!
"أغنية العيال : أولا"
"الكبران"
أنا بأكبر
أيوه بأكبر
بس أنا لسَّه صُغيّرْ
يعني بتغير وأغير
ما هو ده معناه يا خُويَا إني بأكبر
عايز أكبر بَسْ شرطي:
أحتفظ بطفولتي وارسم بيها خطي:
"إني أكبرْ،
وقت ما هُو لازِمْ وِوَاجبْ،
بس أصغرْ:
لأجل ما ألعب، وألاعب"
أنا بأكبر مش بأشِيــــــــــيخْ
يعني بأتعلّم يا شيخْ
يعني بأحمل مسئولية
وأحترم طفلي اللي فيـّهْ
وإن غِلِطْ، مش لازم إني أكبِتُهْ
ما الكبير برضك بيعمل عملتُهْ.
مش ضروري الصَّحْ يفضل هوَّ الصحْ
على طولْ
كل صح نجرَّبُهْ يمكنْ "يقولْ":
إنه صح نصْ نصْ
يبقى نتعلم نبصْ :
ييجي صَـحْ أصحّ مِنّهْ
غََصْب عَّنهْ
يبقى معنى إني بأكبر
إني بأتغيّر وبأقْدَرْ!
قالت البنت لأخيها: أظن ليس لك حجة، كلام للعيال بحق وحقيق. قال: تستعبطين أم تسخرين، قالت: أنت كما أنت، تغرق نفسك في الكتب وأنت تحزق، ولا تكلف خاطرك أن تسمع أختنا أو أخانا وهما يرقصان على أنغام الأغنية. قال: يرقصان لأنهما لا يفهمان خطورة ما يرددان، قالت: خطورة ماذا يا جدع أنت!!، بطّل فتاوي وأحكام، قال: واحدة، واحدة، لو سمحتِ، واحدة واحدة، بالله عليك، هل أختنا تفهم "كل صح نجرَّبُهْ يمكنْ "يقولْ": إنه صح نصْ نص،.... ييجي صِحْ أصحّ مِنّهْ، غَصْب عَّنهْ"؟ قالت: لا تعقّدها، وهل هي تفعل غير ذلك؟ وهل الدنيا تسير بغير ذلك؟ وهل جدتي انتقلت من الكانون لوابور الجاز- كما أبلغتني أمي، التي انتقلت من الوابور إلى البوتاجاز، إلا إتباعا لنفس المبدأ؟ كيف تنكر أن أختنا تملك نفس القدرة، أن تميز بين الصح والأصح منه بالتجربة؟
قال: ماذا أقول لك؟ اسألي الأوصياء على عقولنا، وعلى نقودنا، وعلى ديننا، وعلى لغتنا، وعلى تعليمنا، وعلى سياستنا، قولي لهم: "مش ضروري الصح يفضل هوّا صح على طول"، وأنه يمكن أنه: "ييجي صح أصح منه، غصب عنه"، قالت:ألم ترى بنت بنت خالتنا وهي تتمايل حين تمشي وتكاد تقع، لكنها تأبى أن تعود للزحف؟ قال: أنت تبسّطين المسائل أكثر من اللازم، قالت: وما هو اللازم اسم الله عليك؟ قال: ارحميني، حرام عليكِ يا شيخة، طيب ناوليني كتاب الأناشيد، صفحة هذه الأغنية، تعالي نقرأ كيف بدأت: أنا بأكبر، أيوه بأكبر، بس أنا لسّه صغيّر، يعني بأتغيَّرْ وأغير، ما هو ده معناه يا خويا إني بأكبر "ثم تنتهي: يبقى معنى إني بأكبر، إني بأتغير وبأقدرْ"، ما رأيك؟ هل أنا الذي أعقّد المسائل؟ قالت: طبعا، قال: بذمتكِ هل مباحث حكومات "الاستقرار المتجمد بالطول والعرض" تقبل حكاية "بأغيّر"، و"بأقدرْ" هذه؟ قالت : بطـّل إدخال رعبك السياسي في أغاني أختنا، قال: أنت التي تبطلين الاستعباط، دعي حكومات الاستقرار النائم في عسل الاستحمار جانبا، وقولي لي: هل شركات النظام العالمي، المتخفية في شكل حكومات الغطرسة، والمديرة لشؤون "القتل الجماعي الاستباقي الجديد" تقبل أن هناك: صح أصح من صحّها، حتى من خلال فشلها في إبادة كل من خالفها بالقتل بأنواعه؟
قالت: تعني ماذا؟ قال: أعني أننا نظلم الأطفال بهذا الكذب عليهم، حين يكبرون سوف يكتشفون كمْ خدعْنَاهُم، قالت: أليس الأولى أن ننظر في أنفسنا لنكتشف كم أننا تشوهنا حين فهمنا أن معنى الكبران هو الرَّسَياَن والتعقل والثبات على المبدأ؟ إيش حال لو سمعت أغنية "الأفكار"، هل أسمّعها لك؟"؟ قال: وهل أنت سوف تعتقينني؟ قالت: حقك تدعو لي وأنا أرحمك من حشو دماغك بكل هذا الذي تقرأه ليل نهار، قال يعني "مثقف"!!! قال: فال الله ولا فالك، عموما، ربنا ستر والمساحة خلصت. قالت: لكن هناك مساحة الأسبوع القادم، قال: يا رب تكونين نسيتيها.
نشرت في الدستور
15-8-2007
ويتبع >>>>>: تعتعة الكبار بأغاني العيال (6)
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: كرامة الناس.. وكرامة الحكومة! / تعتعة سياسية: اختبار الأحزاب بالرنين السياسي