جاءتنا هذه المدونة من "أختكم في الله عانس" (36 سنة) من الجزائر تقول فيها:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الأتقياء، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
بالصدفة دخلت موقع المجانين هذا وبالصدفة قرأت رسالة أخت تشكو من داء العنوسة... وجدت أن لا أحد يمكن أن يفهمها أو يحس بها بقدر أخت تمر بنفس الظروف أختاه... أجابك دكتور... لكنه برغم محاولاته لم يشف غليلي ولا غليلك على ما أعتقد... ليس من يحترق كمن يحاول إنقاذ المحترق وهو بعيد حتى وإن لفحته بعض من ألهبة النار المحترقة.... أختك أنا عشت 36 سنة من عمري ولم أحس بها أبدا... تدرين؟؟؟؟ أحس أن عمري سرق مني.... كثير من زميلاتي وأقاربي في مثل سني تزوجن ولديهن بدل الطفل أربعة وخمسة... هن يحسدنني على الحرية التي أملكها على عملي وثقافتي وأني أبدو أصغر من سني لأني ما تزوجت.... وهن لا يعلمن أن لحظة احتضان صغيرها وقبلة على خديه تعادل الدنيا كلها... هن لا يعلمن أن كلمة ماما كنز لا تعادله مجوهرات ولا أرصدة في البنوك... هن لا يعلمن أن كلمة زوجي تعني الأمان تعني الاستقرار وتعني الأنوثة... فهل تكون الأنثى أنثى بدون رجل؟؟؟
أحس أني أذبل يوما بعد يوم... أتلاشى... لا معنى لوجودي... لما أنا موجودة؟؟ ما دوري في الحياة؟؟ أعلم أنكم يا من لا تعيشون الوضع ستقولون: نحن خلقنا للعبادة وليس للتزاوج والتناسل وإن لم تنالي نصيبك في الدنيا فبصبرك تنالين أضعافا مضاعفة يوم القيامة..... لكن من يقول لي كيف أصبر وأنا مخلوق حساس أتوق لكلمة حنونة من زوج حبيب ولحضن دافئ من ابن قريب؟؟؟ كيف أركز في صلاة أو صوم وأنا مشغولة التفكير في مصير مجهول؟؟؟ أرى الرجال يتسابقون على بنت العشرين حتى وإن كانوا أبناء الأربعين فلمن يتركوننا؟؟؟
تعرفت على رجل متدين عن طريق النت وهو متزوج ويطلب زوجة ثانية والحمد لله زوجته متدينة ولم تمانع زواجه حتى أننا تكلمنا معا بالهاتف... مع أني في السابق ما كنت أؤمن بالزواج بمن سبق له الزواج كنت أحلم أن أكون الأولى والأخيرة في حياته وأن يكون الأول والأخير في حياتي.... لكن الظروف فوق كل الأحلام والأمنيات اضطررت للقبول به متزوجا... لكنه من بلد عربي آخر ومن مذهب آخر... عندما أخبرت والدتي برغبتنا في الارتباط ثارت وهاجت وطلبت مني أن أظل بلا زوج على أن أتزوج برجل متزوج ضيف إلى ذلك أنه من دولة أخرى.......... هو لم يتقدم للوالد بعد فظروفه لم تسمح له بالسفر ولا زلت بانتظاره.... وفي هذه المرحلة أعيش مرحلة أصعب من الأولى بين نار الشوق لأكون زوجة وأما وبين احتمال رفض الوالد وانتظار المجهول.........
أنا في دوامة لا بداية ولا نهاية لها فالمشكلة أن الأهل لا يقدرون حجم معاناة ابنتهم في الوقت الذي يتطلب منهم الوقوف إلى جانبها... هم لا يحسون بها مطلقا ويقفون سدا أمام سعادتها باسم العادات والتقاليد وكلام الناس... سيسألون كيف تعرفت على ذاك الشخص وهو من بلد آخر؟؟ وكيف ستعيشين مع زوجته وهي بنت البلد وأنت الغريبة؟؟؟ وكيف سيعاملك أبناؤه؟؟؟ وكيف؟ ولما؟؟ وووووو أسئلة أراها بلا لون ولا رائحة ولا طعم كل ما يهمني زوج صالح يعرف حقوق ربه وحتما سيصونني حتى لو كان متزوجا قبلي بثلاث وحتى لو طلب الزواج علي بثالثة أو رابعة... أريد أن أعيش ما بقي لي من العمر في كنف أسرتي كما جميع الناس لكنهم لا يقدرون ذلك وأعلم أن كثيرا من الأهل يتصرفون بنفس الطريقة... متى كان الزواج الثاني محرما؟؟؟ بل إني أراه الحل لمشكلتنا... على شيوخ الأمة ومثقفوها أن يحثوا عليه حثا... علينا الرجوع لديننا... ففيه كل الحلول لكل المشاكل....
أصبح تعدد الزوجات في زماننا ضرورة ملحة.... على مثقفي وشيوخ أمتنا إعداد الفتيات منذ الصغر على تقبل فكلمة التعدد وعليهم تربية الذكور على الجمع بين عدة زوجات ليساهموا في إنقاذ بنات المسلمين من الضياع.... فمن السهل جدا لمن هي ناقصة إيمان أن تقع في براثن الإثم لأنها لا مناعة لها... وحده الزوج يحصنها برغم إيمانها وبرغم أملها بالله تعالى... عجزت عن التعبير لأن دموعي غمرتني فعذرا لكل من يقرأ رسالتي ومضطرة للتوقف هنا برغم أن صدري مازال ممتلئا بالكثير والكثير... وأرجو لكل من يقرأ أن يدعو لي بالتوفيق ولأهلي بالهداية ولكل المسلمات بالعثور على الزوج الصالح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ويتبع>>>: إلى مجانين من عانس
واقرأ أيضاً:
خائفةٌ من العنوسة: زيادة حبتين! / بعض حياتنا هاجس العنوسة والإشارات الحمراء