جلست تشكو إليّ زوجها: هو لا يريد أن يتحمل المسئولية، ولا يريد أن يتعب، ويطالبني دومًا بكل شيء؛ أن أتحمل أعباء الأسرة داخل المنزل وأن أعمل خارجه معه وإلا لن يعمل وحده!!
- "الطريقة دي متتنفعش أبدًا، أنا مش حشتغل لوحدي"!! هكذا ببساطة.. وصفاقة!!
قلت: لم لا تتمردين، لم لا تتخذين موقفًا أكثر إيجابية من الشكوى؟؟
قالت: وماذا أفعل؟ سنظل في نكد ليل نهار ولن يُصلح حاله.
قلت: فابعثي إلى حكمٍ من أهله..
خفضت عينيها ولم تجبني، ونطقت أمي: "وافرضي إنه طلقها، حتعمل إيه في العيال اللي في رجليها؟؟"
قلت: وماذا يفعل هو لهم جميعًا وهو على هذه الحالة من السلبية؟؟
قالت أمي: "أهو ظل راجل"!!!!!!!!
إذا فهذه هي القضية "ظل رجل"!!
وما معنى الرجولة إن لم تكن صبر وجلد وتحمل لمسئولية القوامة والقيادة، بل وما معنى القوامة وما جدواها إن لم يكن الرجل مسئولاً عن أهله مسئولية كاملة؟؟ ولمَ تطيع الزوجة زوجها ما لم يكن قوامًا عليها قائمًا بحقها وحق أطفالها؟؟ وبم فضل الله تعالى الرجال على النساء؟؟ أوليس بالقوامة يكون الفضل، وللفضل تكون القوامة وبما أنفقوا؟!!
قلت لها ولأمي: لا ظل رجل ولا ظل حائط، بل سأظل أنا على نفسي وكفانا ظلالا لا ترسل غيثًا ولا تغني نفعًا..
دخلت سيدة تساعدنا بالمنزل تتبع صوتي وعلى وجهها ابتسامة تشي بالكثير، سألت أمي عنها قالت: "أصل اللي عندها خيال ظل بردو"!!
وفي المساء كنت أحاور أحد الأفاضل عبر الهاتف أرجوه ألا يتخذ قرارات مدمرة تجاه أبنائه في خضم صراعه مع والدتهم، وأحاول دون جدوى إقناعه بأنه كأب ينبغي أن يفكر في صالح الأبناء أولاً، وكفاهم ما يلقون من أثر الصراع والعنف الأسري الذي وشم شخصية كل منهم بعلامات يصعب محوها.
كان يصول ويجول في حواره معي، ويخرج عن نقاط الحوار الأصلية في تفرعات لا حصر لها، وأعانني أهتمامي بمهارات التفكير على رصد تلك الخنادق كي لا يسقطني فيها، لأعود به مرة بعد أخرى إلى المحاور الرئيسية للحوار.. أو للصراع.. وقرب نهاية المكالمة كان يخبرني أنه غير راضٍ عن أسلوبي في الحوار وأنني "مستفزة" وأنه لم يعد لديه طاقة ليسمعني وأنه سيفعل ما يشاء!!!!
مرة أخرى نروم ظلاً فينضح حميمًا وغساقًا!! ماذا حدث لمثل هؤلاء الرجال؟! وبأي حقٍ من حقوق الله يستمسك أحدهم ليقول ما يقول أو ليفعل ما يفعل؟! أهكذا تكون الرجولة حقًا؟! سلطة مطلقة يتحول بها الرجل إلى الحاكم بأمره، مكرسًا كل قواه المادية والمعنوية لصالح راحته أولاً وقبل كل شيء، ولو على حساب صغار يتفيئون ظلاله أو زوجة تبغي حماه؟!!
جلست أفكر قبل نومي إن كنت على استعداد لتحمل مثل هذا النوع من الحياة- لو كنت في مكان إحدى السيدات الثلاثة- ووجدتني أقول في نفسي: ولمَ!!.. أمن أجل ظل رجل.. أم خيال ظل؟؟
واقرأ أيضاً:
مدونات مجانين: أنا والمجانين.. ما بيصير!!!