أرسلت rara (طالبة، 17 سنة، مصر) تقول:
لا أعرف كيف أبدأ فيداي لم تنفكا ترتعدان منذ أربعة أيام والحكاية كالآتي:
لقد تربيت في إحدى دول الخليج وحينما عدنا للاستقرار في مصر كنت أشعر بالوحدة الشديدة وبسطحية تفكير كل من في سني, ولاحظ ذلك أحد أساتذتي وبدأ يساعدني -مع العلم أني كنت وقتها لا أتجاوز الحادية عشرة باختصار طفلة بديل حصان- بدأ أستاذي يعلمني كيف أقرأ, كيف أنتقي المحتوى, كيف أتذوق الشعر, كيف ألعب الشطرنج.
أتذكر عندما كنا في طريق العودة من الرحلات كيف كان يأمر السائق بأن يدير شريط لأم كلثوم ويقول لي "اسمعي الكلام وحسيه.... شفتي بتكرر المقطع ده كتير أزاي.... إلخ".
أتذكر عندما كنت أحاول أن أجادله لكي أكمل طريقي في لعبة السباحة وكيف أنه وبجلسة واحدة أقنعني بأن جسدي هذا هو جوهرتي وأنه يجب ألا يظهر على الملأ, وكيف أني من يومها لم أظهر أي جزء منه وعن اقتناع.
أتذكر حين كان يحدثني عن زوجته وأن الله أكرمه بها, كيف كان يقول لي "أنا أول ما قلبي دق.. دقيت على بابها على طول...ما ينفعش نسيب مشاعرنا تلعب جوانا من غير ما نصرفها صح"
أتذكر الجلسات الأدبية الطويلة التي كنا نناقش فيها شعره -فقد كان شاعراً رفيع الطراز-.
أتذكره وهو يعلمني بحور الشعر على الرغم من أنها ليست بالمنهج بل لمجرد إشباع فضولي.
أتذكر حين كان يحلم بأن يحفّظ ابنه القراَن قبل أن يبلغ السادسة.
أتذكره وهو غاضب مني ولا يحدثني فقط لأني لم أكن أصلي الفجر حاضر.
أتذكره وهو يعطيني دروسا عظيمة في الحياة هي منهاجي وستظل.
أتذكره وهو يشرب تلك الملعووووووووووووووووونة التي تدعى السيجارة.
أتذكره وأنا أحاججه في حرمانيتها فتارة يقول "لزوم الحياة وقرفها" وتارة أخرى "السجاير مكروهه مش حرام"
ومرةً أخرى "والله أنا بحاول وربنا يقدرني"
أتذكره حينما اتصلت به من خمسة أيام لأخبره أني أريد مقابلته لأستشيره هل أغير كليتي أم لا؟
فقال لي "خلاص أنا عازم نفسي على العشاء عندكوا بكره"
وحينما أتى "بكره" ظللت أنتظر وأنتظر لكنه لم يأتِ فعزوت الأمر إلى المواصلات -لأنه يسكن بقرية إلى جوار مدينتنا- وحينما استبد بي القلق اتصلت به على محموله فلم يجب فاتصلت على المنزل لأجد أقسى خبر سمعته في حياتي, لم أملك إلا أن أقول "بلاش هزار.... لأ مش معقول... لأ ماماتش"
هرولت إلى منزله ليلاً لأجده خالياً إلا من السواد, بحثت عن ابنه الذي لم يكمل بعد السادسة وعن ابنته التي لم تتجاوز التسعة أشهر, فلم أجدهما.
أخذت أحتضن زوجته ونحن نبكي ولا أعرف كيف حدث ولا متى فقد كان معي على التليفون أمس.
بعد يومين من الصمت والبكاء استطاعت زوجته الثكلى التحدث إلي وكانت تقول "والله كان ورايا وكان بيقولي يالله يا.... عشان اتأخرتي على المدرسة وبعدين ببص لقيت.... واقع وبيطلع في النفس.......... وبكاءءءءءءءءءءء شديد"
أتعرف ما هو شعوري الآن د\وائل؟؟؟
حسناً, أريد أن أنزل إلى الشارع لأضرب كل من أرى بيده سيجارة
أريد أن أقول له لماذااااااااااااااااااااااااااااااااا؟؟؟؟؟؟؟
لماذا تجعلها تتحكم بك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لن أتحدث عن الله أو عن تقياه,
سأتحدث عن أهلك, أصدقائك, من يحبوك, من تحبهم وتهتم لأمرهم,
أتضرب بهذا كله عرض الحائط لمجرد إن المزاج يحكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لم أعرف أطهر من هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثالثة والثلاثين ولا أستطيع تخيله الآن وحيداً في قبر مظلم.
يا رب أجعلت قبره روضة من رياض الجنة أم –والعياذ بالله- حفرة من حفر النار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إننا ندعوا, نقرأ القراَن ونصلي له.
لكن هل يجدي هذا كله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لقد كان يدخن وهو يعلم مدى حرمانيتها.
يا رب ارحمه واعفُ عنه.
وأرجوكم يا كل المدخنين,
لا تعرضوا من تحبون لهذا المأزق
لا تنسحبوا من حياتهم فجأة.
قبل أن تشعل سيجارتك فكر ملياً في أهلك وابنك.
ادعوا له جميعاً بالرحمة والمغفرة
آمين
أرجو نشر هذه المشاركة للعظة والعبرة وشكراً
السلام ختام
14/9/2007
واقرأ أيضًا على مجانين:
شروط التدخين / التدخين والكافيين ورمضان / التدخين أسلوب حياة / الإقلاع عن التدخين ...هل يحتاج مساعدة طبية ؟ / الاكتئاب : التدخين ومضادات الاكتئاب