كان واحد من الناس
تعليقاً على موضوع كان واحد من الناس للمناضلة في زمن الجبروت الأمريكي
الأخت العزيزة المناضلة؛
أصبحت تطالعنا الكثير من هذه الأخبار اللعينة والجديدة علينا، وهي الانتحار بسبب الفقر. بل هناك من يبيع أبناءه هذه الأيام! ويا ترى هل هناك أكثر من هذا تخفيه عنا الأيام؟
ولكنني كما أرى أن الانتحار حراماً وكفراً بالله، فأراه أيضاً ضعفاً لأن من أصيب بمصيبة ما أو مشكلة خانقة فبدلاً من الصبر عليها والسعي بكل ما أوتي من قوة لحلها والخروج منها يتجه للهروب من الحياة ويا ليته ينسحب جزئياً بالعزوف عن بعض الأنشطة فيها بل ينسحب منها تماماً بإنهاء حياته.
هو حتماً لم يتعب نفسه كما ينبغي كي يخرج من ضائقته مهما كانت، فقاصر التفكير هذا من يتصور الحياة شيئاً آخر غير المشقة والتعب والمعاناة بل إن الأصل فيها المعاناة والمكابدة فالله يقول: لقد خلقنا الإنسان في كبد. وآية أخرى تقول: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك فملاقيه. أي أن حياتنا كلها مشقة ومعاناة.
ثم إنني أعرف شباباً كثيراً جداً تعدوا 36 و37 وبدون زواج لظروف المادية الصعبة ولم ينتحروا... فكيف تفسرين هذا؟ إنها القدرة على المقاتلة في الحياة والصبر على الشدائد وعدم العجز، وإلا فلما قال رسولنا الكريم: استعن بالله ولا تعجز.
الانتحار هروب وعجز وانسحاب لا أقبله لإنسان مهما كانت ظروفه.
فلعلك تعرفين أن غالبية أغنياء العالم بدئوا حياتهم من الصفر، عمال في الشركة التي امتلكوا فروعاً لها في أنحاء العالم. كانوا فقراء جداً ولكنهم صبروا وصابروا وجاهدوا وطبقوا الآية الخاتمة في سورة آل عمران، هذه الآية المعجزة: يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
فالصبر هو من أهم ما نحتاجه في ظروف صعبة نعيشها جميعاً على المستوى العالمي، ولا داعي للخوض فيها هنا.
أما اليأس واليائسون فلا مكان لهم في حياتنا. لأنهم لا يصبرون .ولا يسعون في الحياة كما ينبغي.
أما الجانب الآخر في حديثك فهو كارثة حقيقية بلا شك، فالفقراء يزدادون في مصر بشكل مخيف ومرعب بدرجة تفوق التوقعات والإحصاءات، فوصلوا لنسبة 55% من المصريين وفق آخر بحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، كما ظهر في المؤتمر الأخير عن الفقر خلال هذا العام.
فلو كنا نتكافل كما ينبغي لما وصلنا لهذه الدرجة المفزعة ولما زادت الجرائم لهذه الدرجة التي نسمع عنها ونراها يومياً، لو تكفل كل منا بجاره الفقير أو قريبه المحتاج، لما أصبح لدينا فقراء من الأصل، ولحُلت الكثير من مشكلاتنا.
المهم ألا يلجأ أحد أبداً إلى الانتحار كحل مهما بلغ به اليأس.
ولاء الشملول
الأخت العزيزة؛ ولاء الشملول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعدتني مشاركتك في موضوع (واحد من الناس) وأتفق معك تماما أن الانتحار جبن وعجز ويأس من رحمة الله سبحانه وتعالى التي وسعت كل شيء وأنه ليس حلا على الإطلاق وأنا ضده تماما فالحياة هبة من الله سبحانه وتعالى وليس من حقنا أن ننهي حياتنا وقتما نشاء وقد أوضحت أنني ضد اقرار هذا المسكين وأرجو من الله له العفو وحقا ما وددت الإشارة إليه هنا إلى أن الظروف القاسية كالفقر والبطالة والمرض قد تدفع اليائسين إلى الانتحار،
فوددت لو كنا أكثر تكافل وتراحم وأن يعلم الغني أن في ماله حق معلوم للفقراء والمحرومين وهو ليس تفضلا منه ولكنه حق قرره المولى سبحانه وتعالى وكم أتمنى أن تنتهج الجمعيات الخيرية نهج جمعية الأورمان التي توفر مشاريع صغيرة ككشك لبيع المثلجات أو جاموسة عشر لمن يعيش في القرية فلو أننا فكرنا في عمل مشاريع صغيرة لهؤلاء المحتاجين لما شاهدنا خبر كهذا وأن نفتح نافذة من الأمل لكل محتاج حتى لو تخلت الدولة عن دورها في رعاية هؤلاء المحتاجين فبإمكان جمعيات المجتمع المدني لو تمت إدارتها بشكل جيد أن تحل جانب كبير من أزمة البطالة بتوفير فرص عمل في المشاريع الصغيرة كما أوضحت سعدت بمشاركتك القيمة وأود أن أعبر لك عن إعجابي الشديد بكل مدوناتك وأنني من المتابعين الدائمين لكل ما تكتبين، فلا تحرمينا من كتابتك فأنت مقلة هذه الأيام
مع تحياتي لك
ويتبع >>>>: كان واحد من الناس مشاركة1
واقرأ أيضًا:
قانون ساكسونيا / مناضلة وعزت القمحاوي......والبرئ / خيط الحكاية