تعتعة الكبار بأغاني العيال(10): غنّوتين
الأغنية للأطفال داخلنا
****
أصل الكبّايَة المِتْنَصّصَهْ دى: فيها وفيها
وصاحبنا المتردد جدا، مشغول بيها.
طب وانت شفت انهُوهْ فيهمْ؟
شفت النص المليان حاجة؟
طب حاجةْ إيه؟
أو شفت النص الفاضي وبس،
طب نعمل إيه؟
لو كنت صحيح عايز تحكمْ، والحكم ميزانْ،
تعرف لما تشوفها ملانة: إنك عطشانْ
وإذا شفت النص الفاضي وْبَسْ، تبقى قرفانْ
أو يمكن ملهـِى على عينك، علشان زهقانْ
طبْ شوفها وانت بعيد عنها
نصّها مليان، نصها فاضي: قرّب منها
تملاكْ تملاها، تقلـّبْها
تلقاك جوّاها،... وي شاربْها
تقدر تملاها يجوز بَاحْسنْ
مش تقعد تبكى وتتمسكـِن
لو ملْـيانه بكلام فارغ، قومْ فـضّيها
واملاها باللي ما هوش فيها
ولا تستجرِي فْ يوم ترميها
تشربها ما دام إنت ماليها
* * * *
قالت البنت لأخيها: المصيبة أن أحدا لا يريد أن يفهم أن المسألة ليست فيما نرى، بل فيما نفعل،
قال الشاب: يعنى ماذا؟
قالت: أقصد أن التوقف عند الوصف، سوف يتساوى فيه المتشائم والمتفائل كما في الأغنية، المهم أننا نحن الذين نقوم بملئها حتى لو فارغة،
قال: ربما، لكن ماذا عندنا نملأ به الكوب أصلا وقد امتلكوا كل ما يمكن أن يوضع في أي شيء؟ واحتفظوا به لأنفسهم
قالت: ليس تماما، فلنفعل ما علينا أنا وأنت، نملؤها بما نستطيع
قال: اسم الله اسم الله، هم يفرغونها ونحن نملؤها بكل قلة حيلتنا
قالت: ألستَ أنتَ أو أنا جزءا مما في الكوب
قال: الجزء الفارغ أم الجزء الملآن؟
قالت: يا سخفك!! لنفرض أننا نحن الفراغ نفسه، وأنهم هم الذين أفرغونا مما ملأنا الله به، فإن الله سبحانه يحاسبنا، وسوف يحاسبنا على ما نملأ أنفسنا وحياتنا به،
قالـت: ماذا جرى لك بالضبط؟!! دروشة هذه أم هرب أم تبرير؟ كيف نملأ أنفسنا وهم لا هم لهم إلا أن يفرغونا أولا بأول مما أودعه الله فينا، أو مما نبتدعه؟ بطّل أوهام يا أهبل
قال: الأوهام أحسن من أن أمضى بقية عمري أتساءل عن النصف الفارغ والنصف المليء، ماذا أقول لربنا إنْ أنا فعلت ذلك؟
قالت: والله أنا مستغربة عليك، إيش أدخل ربنا فيما تقول؟
قال: حكاية التشاؤم والتفاؤل هذه لعبة الصالونات من ناحية، والَنّفَاقَََاتْ من ناحية أخرى،
قالت: نِفَا... ما ذا؟
قال: نِفَاقَاتْ، جمع نِفَاقـَهْ
قالت: تعني ماذا؟ الله يخيبك
قال: هي مشتقة من النفاق، هي "كلمة المرور" إلى الحزب الوطني، ومنه إلى الوزارة أو ما هو أهم،
قالت: وكيف عرفتها؟
قال: لا، هذا سر، دعكِ من هذا، اسمعي ما سمعت: جاء في الأثر: إنه "لعن الله من تشاءم جالسا، قالوا: ومن تفاءل جالسا؟ قالوا: عليه لعنة أكبر ما لم يساهم في البدء في تنفيذ تفاؤله حالا، أو ليصمت"
قالت: من قال هذا
قال: أنا.. أليس من حقي؟
قالت: أستغفر الله العظيم
قال: ماذا في هذا؟ ثم هل أنا الذي قلت؟ أغنيتك هي التي توصينا أن نفرغ الكوب مما فيه، لنملؤه بمعرفتنا، فنصبح مسئولين عما به، نفرغه ونملؤه باستمرار،
قالت: تتكلم عن "تداول السلطة"؟!
قال: وعن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، أليس هذا هو بعض ما تذكرّنا به الأغنية؟
قالت: لا يا شيخ !!!؟
نشرت في الدستور 26-9-2007
ويتبع >>>>>: تعتعة الكبار بأغاني العيال(12) حقوق الإنسان
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: كرامة الناس.. وكرامة الحكومة! / تعتعة سياسية: اختبار الأحزاب بالرنين السياسي / تعتعة الكبار بأغاني العيال