دكتور وائل أبو هندي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل عام وأنت بخير وكل أصحاب مجانين بخير وبإذن الله دوما من نجاح إلى نجاح يا دكتور كم أتمنى أن أرفع عنك بعض الأعباء التي تحملها وحدك على قدر استطاعتي وعلمي وكنت قد رأيت أن موضوع اسم الموقع نقطة محورية تختلط فيها الأفكار والآراء ثم ترتب على ذلك نتائج متشعبة بعضها سيء، ثم يشغل حضرتك الدفاع عن الاسم لمن لم يعرف المعنى الذي تقصده من الجنون فدفعني ذلك لاقتراح الاسم البديل وكان غرضي أن أرفع عن كاهلك مشكلة ما ولكن أرهقك ذلك بالرد على المشاركات التي جاءت على الاسم البديل آسف يا دكتور.
هذا الاقتراح الذي تحمس له ومعي الدكتور العظيم مصطفى السعدني والأستاذة بسمة عساف واعترض على التغيير بعض القراء وفي هذه المشاركة سوف أعيد قراءة الآراء حول تغيير الاسم ومنهج ترجيح رأي معين حتى يكون هناك اقتناع قوي بالاسم البديل أو بعدم التغيير
منهج الترجيح
منهج الترجيح بين الآراء هو:
* ألا نستهين برأي معين أو أن نعتبر أن هناك آراء واهية مردودة شديدة الضعف.
* أن نرجح القول الأكثر نفعا والأكثر دقة والأكثر موافقة لصحيح العقل والنقل والعلم والحكمة لأن كل الآراء بها نفع ولها دليل ولكن نختار الأنفع والأدق.
أولا: الترجيح العام
ترجيح اسم مجانين عقلاء أو مجانين العقلاء على اسم مجانين فقط
من الجانب النفسي:-
* لم تثبت صلة نهائية كاملة في الطب النفسي بين الجنون (مرض الذهان) وبين الإبداع وإن كان بعض من من أصابهم الذهان مبدعين فهذا تم بعد تخلصهم من الذهان والأمراض النفسية وأيضا نتيجة تمتعهم بمميزات خاصة في شخصيتهم، لذلك اسم مجانين فقط ليس دقيقا وبإضافة صفة العقل سوف تصنع تربة خصبة للإبداع ولأن العقل مع البصيرة هما النواة الأولى للتفكير الإبداعي.
* رأي الدكتور يحيى الرخاوي الذي كتبه في مقدمة كتابه حكمة المجانين والذي ذكرته في المشاركة السابقة.
* من الدين الإسلامي: لفظ الجنون لم يأتِ في معنى محمود في القرآن أو في الأحاديث النبوية.
* من الواقع: أن المبدعين نرى أثر تميزهم ونرى أثر أعمالهم التي تفيدهم وتفيد الآخرين في كل المستويات على أرض الواقع بعكس من أصابه المرض النفسي والعقلي فإنه يؤثر على حياة المريض العملية والعلمية بالسلب لذلك اسم مجانين غير مناسب، أما مجانين عقلاء فصفة العقل سوف تجعل صاحب الإبداع ينقله إلى أرض الواقع وسوف تعني أن صفة الجنون لم تتمكن منهم بشكل يعيق الحياة.
فوائد اسم مجانين عقلاء: وقد ذكرتها في المشاركة السابقة لابد أن تقرأ بعناية مرة أخرى.
ثانيا: الترجيح الخاص (ترجيح مجانين عقلاء على مجانين العقلاء)
(1) المقارنة بين مجانين عقلاء ومجانين العقلاء من حيث المعنى والصفة الحالية السائدة ومقدار وجود الصفتين في العمل الواحد ونتاج العمل النهائي حرفي التعريف الألف واللام في مجانين العقلاء غيروا في المعنى كالأتي:
مجانين العقلاء:
المعنى: مجانين العقلاء تعني أن من يوصفون بهذا الوصف عقلاء يتمتعون بعقل راجح وبفكر مستنير في حياتهم العامة ولكن
( أ ) إما أصابهم الجنون أو اضطرا بات فكرية وجدانية الآن ويحملون أفكار وأفعال غريبة ومختلفة وربما تزول ثم تعود مرة أخرى.
(ب) أو أن صفة الجنون توجد فيهم أكثر وتميزهم عن العقلاء العاديين الذين هم منهم ومعهم.
(((نقطة هامة لتوضيح المعنى لو قلت العكس عقلاء المجانين تعني أنه لو كان هناك مجموعة من المجانين فعقلاء المجانين هم أكثر المجانين عقلا ويغلب عليهم صفة العقل بالمقارنة بباقي المجانين في مجموعة المجانين ولذا فعقلاء المجانين أفضل من مجانين العقلاء)))
الصفة السائدة الحالية: الجنون فرغم أنهم كانوا يتمتعون بالفكر السليم والعمل الناجح إلا أنهم الآن يعانون من التشوش الفكري والفشل في العمل فلم يعد ينفعهم ما كانوا عليه من عقل وفكر إذا لم يعودوا مرة أخرى لنشأتهم الفكري.
مقدار وجود الصفتين في نفس العمل: صفة الجنون وصفة العقل منفصلتين في نفس العمل الواحد وتكون صفة منهم هي المسيطرة على العمل وتكون صفتي الجنون والعقل مجتمعين في الأشخاص الذين هم من ضمن مجانين العقلاء بشكل عام وليس في العمل الواحد.
نتاج العمل: يكون نتاج العمل وفقا لأخر صفة سادت على الشخصية سواء الجنون أو العقل وبالتالي يحكم على العمل. والصفة السائدة الحالية هي الجنون لذا إذا كان عملا لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع وضار فيرد ويترك هذا العمل أي حسب درجة الجنون والاختلاف الضار.
مثال مهم جدا: رواة الأحاديث الثقة الذين اختلط عليهم الأمر في آخر حياتهم بشيء من اختلاط الفكر، يقول الإمام ابن كثير في كتابه (الباعث الحثيث في شرح علوم الحديث) بشرح محدث الديار المصرية أحمد شاكر ((في معرفة من اختلط في آخر عمره إما لخوف أو ضرر أو مرض أو عرض كعبد الله بن لهيعة لما ذهبت كتبه اختلط في عقله فمن سمع من هؤلاء قبل اختلاطهم قبلت روايتهم ومن سمع بعد ذلك أو شك في ذلك لم تقبل)) وأخطر مرض على الفكر الجنون والنسيان.
مجانين عقلاء
المعنى: من يحمل العقل والفكر والبصيرة وفي نفس الوقت يحمل أيضا أفكار جديدة وغريبة ومختلفة ولكن صفة العقل الموجودة مع الجنون (الإبداع) في نفس الوقت سوف تجعل اختلافهم نافعا واقعيا مطابقا للصواب لأن صفة عقلاء سوف تنقي أفكارهم من الأفكار الشاذة والضارة وسوف تجعلهم قادرين على تطوير فكرهم سوف تصبح مجانين عقلاء= مبدعين مختلفين في فكرهم وسلوكهم اختلافا نافعا مطابقا للمنهج الصحيح يمكن تنفيذه على أرض الواقع.
الصفة السائدة الحالية: هي المزيج النافع البناء بين صفة الجنون التي تعني الاختلاف وصفة العقل ولا تسود صفة على الأخرى بحيث تلغي وجودها أو تؤثر على كفاءتها فتؤثر في نتاج العمل، مقدار وجود الصفتين في نفس العمل - الصفتين موجودتين في نفس العمل وفي نفس الوقت بشكل إيجابي نافع وهذه نقطة هامة ومحورية.
نتاج العمل: سوف يكون عملا يخضع إلى العقل والتفكير والعلم وفي نفس الوقت يكون عملا جديدا غير مألوف يفيد الآخرين.
(2) مجانين عقلاء أبلغ من مجانين العقلاء لأن من يقرأ كلمة مجانين عقلاء سوف يسأل نفسه كيف هم مجانين وعقلاء في نفس الوقت إذن هناك معنى خفي وحكمة كبيرة.
(3) مجانين عقلاء أخف في النطق من مجانين العقلاء فتأمل معي وتلفظ وقل تربية مجانين العقلاء وتربية مجانين عقلاء أو استشارات مجانين العقلاء واستشارات مجانين عقلاء أيهما أسهل في النطق ليكون اسم وعنوان موقع.
عبارة هذا موقع لعقلاء المجانين ومجانين العقلاء، فرغم ما قلته في معنى مجانين العقلاء فلابد أن تبقى هذه العبارة لأنها تجمع بين من عندهم الصفة السائدة الحالية الجنون ومن عندهم الصفة السائدة الحالية العقل ولكن عندما نختار اسم واحد للموقع وللأبواب فمجانين عقلاء أدق وأبلغ.
قراءة في آراء الرافضين لتغيير اسم الموقع والرد عليها
أولا: من يقول أننا بهذا الاسم نتهرب من وصمة المرض النفسي:
* أنا لم أزيل كلمة مجانين بل أضفت إليها ما يجعلها أدق ويجعلها أكثر تعبيرا عن محتويات الموقع الاسم الجديد مجانين عقلاء
* الجنون ليس مرض نفسي بل مرض عقلي مصاحب بأمراض نفسية
* العنوان الإلكتروني للموقع مجانين. كوم
ثانيا: من يقول أن الموقع عرف في الصحف وفي الإعلام باسم مجانين وطبعت كتب وعليها اسم الموقع مجانين ثم ربما خسرنا جمهور لا يعرف الاسم الجديد
* العنوان الالكتروني للموقع مجانين.كوم وأمامنا حلان:
(1) أما أن يبقى مجانين .كوم للاختصار ونغير في أسماء الأبواب وهذا محمود عند أهل العلم فمثلا عندما يقول العلماء قال الحافظ ابن حجر في الفتح أنما يقصدون في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري وعندما يقولون قال الألباني في الارواء يقصدون كتابه إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل وذلك للاختصار.
(2) أن يتم الإعلان عن الاسم البديل مجانين عقلاء .كوم مدة طويلة قبل التغيير (سنة مثلا) (فقط في حالة استمرار الهجوم على العنوان الإلكتروني وبقاء التحرج والوصمة وتحفظ الإعلام والقراء) ثم من يكتب مجانين .كوم يظهر له صفحة بها رابط العنوان الجديد، وكلا الحلين جيد والأول يكفي خاصة وهو محمود عند العلماء ويوفر علينا الوقت والمال وتغيير أشياء كثيرة ولا يربك المتصفحين والجمهور بين الاسم المنتشر في الإعلام وبين العنوان على النت.
ثالثا: من يقول أن اسم مجانين خفيف الظل ومضحك وجذاب هل اسم مجانين عقلاء أو حتى مجانين العقلاء ليس مضحك أو جذاب بل أنه أشد جذبا لأنه يجري مجرى الحكمة.
رابعا: من يقول أننا نهتم بالمظهر لا بالجوهر أقول له أنا لا أهمل جوهر الموقع بل أجهز لباب جديد للموقع.
خامسا: من يقول أننا عرفنا هذا الموقع باسم مجانين ولم نعد نخجل من تصفحه.
أقول:
* أن الأئمة الأربعة والكتاب والمفكرين رجعوا عن أو عد لوا في آرائهم وهذا ليس عيبا
* أننا نختار اسم الموقع الأكثر دقة والأكثر تعبيرا عن محتويات الموقع وليس السبب الأساسي للتغيير هو التحرج من التصفح فقط.
دكتور وائل أصدقاء الموقع أرهقتكم آسف جدا ولكن أريد هذا الموقع أجمل وأكمل وأنجح دائما.
نثق في علمكم نثق في ضمائركم.
ويتبع ......: اسم الموقع الترجيح بين الآراء تعليق ومتابعة
واقرأ أيضاً:
ماذا قدم موقع مجانين؟ / يوميات رحاب: مجانين إلى أين؟ / يوميات رحاب شكرا مجانين / حول مفهوم العلمنة وخطاب مجانين: مشاركة