أحاول مرارا مع نفسي إعادة ترتيب نفسي ونزع الغضب والقبول والرضا بكل ما تعطيني الحياة. فمع الأيام أدرك أن الغضب والعصبية غير مفيدة كما أنها تعطل العقل وتقوده غالبا إلى ردود أفعال قد يرى الواحد نفسه بعدها صغيرا مما يقلل من احترامنا لأنفسنا. وما أكثر المرات التي أقف فيها قصاد مراية نفسي وأسأل نفسي أصعب سؤال على نفسي: هل تحترمين نفسك؟ هل أنا شخص محترم؟ هل ما فعلته لائق وطبيعي وعادي.
ممكن أروح أنام وأنا مطمئنة أن ما فعلته وعشته لم يخدش احترامي لنفسي؟ لكن السؤال هل أنت مهتم فعلا باحترام نفسك، بتفرق معاك، ولا بالنسبة لك أحمد زى الحاج أحمد، ثم بصراحة جدا كتير مننا بيكيفوا ما يفعلونه ويبررونه كي يحترموا ما فعلوا ويحترموا أنفسهم بل البعض يغير في مفهوم الاحترام ويوسعه عشان يتكيف مع ما نرتكبه.
كم مرة قلنا لنفسنا في سرنا يا واد خليك باحترامك أو كن محترما وبلاش تتورط في كذا أو كذا. من أين يأتي الشعور بأننا بدون قيمة؟ نظرية التحليل النفسي بتقول بسبب "النرجسية". النرجسية تعني حب الذات، الشعور بالأهمية، الصورة التي نرى بها أنفسنا. بصراحة كلمة نرجسية شاعت كمرادف لشعور غير مستحب لدى الآخرين كأن نطلق على شخص أنه نرجسي بمعنى أن طبعه سيئ وغير محبب. ولكن الحقيقة أن النرجسية الطبيعية هي شيء ضروري للإنسان فنحن لا نستطيع أن نكون أصحاء نفسيا إذا لم نكن نحب أنفسنا. وأولى الخطوات لتعلم ذلك يبدأ من الطفولة.
قيمة الذات عادة ما تكون مبنية على شعورنا الداخلي بقيمتنا بناء على تحقيقنا للأهداف، موقفنا المادي، مركزنا الاجتماعي، مهارتنا أو حتى مظهرنا الخارجي. هذا هو ما يطلبه منا المجتمع المحيط بنا وقد يتسبب أحيانا في العجرفة والشعور الشديد بالذات. ومن هنا أتت حيرتنا ما بين أحبوا نفسكم وأنكروا ذاتكم. لذا لازم نكون منتبهين إلى أن الأشياء التي تقلل من قيمة الذات سريعاً هي الندم، الغضب، الخوف.
اللهاث وراء الكمال وإرضاء الآخرين يبعدنا تماماً عن الهدوء النفسي الداخلي والثقة بالنفس. فكلنا نمر بتغيرات في حياتنا، سواء تجارب شخصية، تغيرات اجتماعية أو تغيرات جسدية وذهنية. كل هذه العوامل تؤثر على هويتنا وهويتنا هي التي تقودنا إلى الشعور بالذات وقيمتها. لابد أن نتذكر أننا كلما نضجنا وتغيرت ظروف حياتنا، فنحن في النهاية غير محكومين أو مقيدين بتقييم الآخرين لنا.
هناك أوقات يجب فيها أن نسامح أنفسنا ونفهم أن الكمال لله وحده. ولكن في نفس الوقت نبذل كل ما فى وسعنا ونعطي أحسن ما عندنا. توقعاتنا من أنفسنا أحياناً تحملنا أكثر من طاقتنا. النجاح فردي ولكن لابد أن نتذكر دائماً أن لا نجعل النجاح يصل إلى رأسنا ولا نجعل الفشل يصل إلى قلبنا. عندما نصل إلى هذه المعادلة، سنحب ونحترم أنفسنا.
لو أردت أن يحترمك الآخرون يجب أولاً أن تطور احترامك لذاتك. وحتى لو لم يحترمك الآخرون، فأنت في النهاية بحاجة لأن تحترم نفسك. احترام الذات مهم جداً حتى بالنسبة للشخصيات المنطوية والخجولة. والطريق إلي احترام الذات في خطوات هو:
1. لا تقلل من قيمة نفسك. لا تجعل أخطاءك فقط تحدد من أنت. فكر في نقاطك القوية وصفاتك الجميلة. تخطى وتجاوز الأخطاء واعمل فقط على أخطائك المتكررة التي تعوق تقدمك. لا تهمل أبداً صفاتك الجميلة.
2. انظر وتعلم دائماً من الأشخاص ذوي الثقة بالنفس. ولو عندك استعداد للغيرة، ضعها على جنب.
3. ركز على أن تتعلم وتطور في نفسك والأشياء التي أنت قادر أن تعملها وتحبها أو تعشقها. لا تجعل أخطاءك تحبطك. فكر أن الأخطاء دروس نتعلم منها كيف نتفاداها في المستقبل. توماس إيدسون قال ذات مرة "أنا لم أفشل، أنا فقط عثرت على 10.000 طريقة لم تنجح".
4. توقع الاحترام من الآخرين مثلما تحترمهم وتوقع أكثر لو كنت تعطي أكثر.
5. طور شعورك بالذات ولا تقلل من ذاتك أمام الآخرين.
6. لا تجعل الآخرين يفرضون عليك أشياء لا تريد أن تفعلها كي تحظى برضاهم.
7. طور واعمل على لغتك الجسدية: كيف تتحدث، كيف ترفع رأسك، كيف تقف؟.
عندما تشعر بالثقة والاحترام لذاتك، لا تجعل الآخرين يشعرون بأنهم أقل منك وإلا ستفقد كل شيء. احترم الآخرين وأعط اهتماما للآخرين وساعد الآخرين ولكن لا تعطي الفرصة لأحد أن يستغلك.
ويتبع >>>>>: اعترافاتي الشخصية: لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة
واقرأ أيضًا:
شجاعة مودرن/ الحرية والحق تبدأ من جوه البيت