مع الجميلة دبي لثاني مرة1مشاركة
مع الجميلة دبي لثاني مرة1
ربما أشياء ضائعة من ذاكرتي في دبي مثلما تضيع ذاكرة الإنسان مع الجميلات دوما فلا يتذكر كل الجمال بكل تفاصيله، الحمد لله لدينا ما نتذكر أيضًا من المهم مما كان في دبي...... في اليوم قبل الأخير لبقائي في دبي كان علي أن أقابل ثلاثة هم رفاعي وابننا عبد الله الشامي والمهندس جاد وهم من أحبائي من المصريين في دبي وكلهم آتٍ ليشملني بكرمه وخدمته لي باعتباري عابر سبيل في دبي.... صدقوني لا الوقت ولا ظروف الجلسات العلمية كانا يسمحان لي بأن أمكن كلا منهم من تقديم ما يود تقديمه من حفاوة.... لكن بصراحة ربما كان من حظ ابني رفاعي أن أقضي معه أعظم الوقت وبالتالي فإن أسداه إليّ أكبر.. جازاه الله خيرا.
عبد الله الشامي:
كان من المقرر أن يقابلني رفاعي ظهرا لكنه انشغل في عمله فاعتذر على وعدٍ باللقاء في المساء فصحبني عبد الله الشامي في رحلة داخل شوارع دبي التي يعيش فيها فأخذني إلى قرية الهدايا وهي أحد كبار المحلات التي لا تشعرني بتوحش أماكن البيع والشراء مثلما أصبح معتادا في المولات.... وصحبني كذلك في كثيرٍ من الأفكار حول الناس في دبي وكيف يعيشون وحول السيارات وأهداني رسالة محمول أضحكتني كثيرا هذا نصها المؤلم: (قرر الشيطان هجرة مصر! فبسرعة راح له المصريون وقالوا له: أرجوك متمشيش هتلاقي فين زينا كذابين وعاوزين يروحوا النار؟؟ قال لهم: إنتو متستاهلوش! الواحد منكم أخليه يسرق عشان يأكل ويلبس... ويغش عشان يتخرج بامتياز.... ويزور في الانتخابات ويرشي عشان يبقى عضو مجلس شعب.... وأول ما يبقى "ريس" ألاقيه معلق وراه "هذا من فضل ربي" !)، ونصها هذا مؤلم لأنه صادق بعمق ونافذٌ إلى الواقع المصري الأليم! وإن لم يكن الشيطان سيهاجر طبعا ولكن لأنه لن يجد أكثر خرابا من نفس المصري المعاصر.
تكلمت معه عن الأخوة الهنود الأغلبية بامتيازٍ في دبي، وباغتني بقوله أنهم يطالبون بمقعد في البرلمان فدارت الموازين في رأسي.... وسألته صحيح يا عبد الله فقال لي سمعت ذلك يا دكتور -الله أعلم- وحكى لي بعد ذلك أنهم أي الهنود كانوا سببا في تأجيل حصول أسرته على الجنسية فقلت له وهل أنت مستعد للتخلي عن جنسيتك المصرية فأجابني مستعد يا دكتور مستعد أحمل جنسية تنزانيا جنسية مصري دي أصبحت مما يُعَيَّرُ به الناس...... الحقيقة لم أجد لدي رغبة في الدفاع عن الجنسية المصرية!
المستشفى الإيراني الخيري Iranian Hospital
في الخامسة مساء كان موعد المهندس جاد وهو صديق يعمل في دبي، عرفت منه بالمصادفة وهو في مصر أن له صديقا إيرانيا يعمل طبيبا نفسيا في دبي ولما كانت لدي رغبة كبيرة في معرفة وضع ممارسة الطب النفسي في إيران التي أراها أملا فتيا لأمتنا، فقد طلبت منه أن يرتب لي مقابلة مع الدكتور على وهدان أثناء تواجدي في دبي، وبالفعل جاء المهندس جاد في موعده وأخذني إلى المستشفى الإيراني الذي يعمل فيه الدكتور علي فكانت فرصة لرؤية ذلك المستشفى الخيري العام، والحقيقة أنني شعرت بكثير من العزة لأنني وجدت في ذلك المستشفى نموذجا لعمل خيري ترعاه دولة إسلامية منضبطة ولذلك يجيء المستشفى منضبطا، فهناك فضلا عن حسن معاملة الناس حسنٌ في مناجزة الحالات وتدوينها وتوزيع المعلومات الطبية بين أقسام المستشفى المختلفة، بصراحة رأيته كمستشفى أكثر نظافة وبهاء ونظاما من المستشفيات الخاصة في مصر!...
وعرفت بعد ذلك من ابننا محمد رفاعي أن هذه المستشفى تقدم الأدوية للمرضى بالمجان وأنها كلها أدوية مصنوعة في إيران،..... وبالمناسبة فإن من بين علامات العزة في إيران أنها لا تخاف من شركات الاحتكار العالمية لأنها ببساطة لم توقع على اتفاقية الجات، وبالتالي يستطيعون تصنيع ما يشاءون من عقَّاقير نفسية بأرخص التكاليف، وهذا ما لا يقوى عليه الموقعون،...... هذا وأشياء عدة جعلتني سعيدا بوجود مثل هذا المستشفى الإيراني، حَسِنِ السمعة والأداء.
وأما الدكتور علي فكان لقائي به مثمرا حيث عرفت أن الطب النفسي الغربي والتصنيف الغربي للأمراض النفسية مسيطران في إيران مثلما هو الحال في معظم مناطق العالم وأن لديهم كذلك في إيران مهتمين بالعلاقة بين الدين والطب النفسي، وبدا الرجل هادئا واثقا محددا دمثا جزاه الله خيرا، وتبادلنا بطاقات التعريف شاملة عناوين البريد الإليكتروني وأرقام التليفونات ثم تركته لمرضاه وانطلقت مع المهندس جاد إلى حياة ريجنسي دبي حيث أقيم.
......... وفي المساء التقيت محمد رفاعي حيث أتم إعدادات كومبيوتري المحمول وأتممت أنا تجهيز الحقائب رغم ما كنت أعرف أنه لدي في الصباح من فسحة في الوقت لأن موعد التواجد في مطار دبي هو الواحدة والنصف ظهر الأحد.
ويتبع >>>>>>>: مع الجميلة دبي لثاني مرة3
واقرأ أيضاً:
عقلاء الشارع أخطر من المجانين مشاركة / فقه الإنترنت أكمل يا ابن حشيش