الوجه الحقيقي للحرية الأمريكية
كنت أشاهد فيلما وثائقيا بعنوان (محور الشعب) على قناة الجزيرة، كان يعرض لوجهة النظر المعارضة للحرب على العراق وقد التقى ببعض الجنود الذين غيروا وجهة نظرهم نتيجة لحوادث عدة تعرضوا لها جعلتهم ينظرون إلى هذه الحرب ويفكرون, البعض فقد حياته والبعض أصيب بعاهة أو تعرض للتشوه من أجل ماذا؟ أين هي القضية العادلة التي من أجلها تركوا أوطانهم وجاءوا للحرب في بلاد بعيدة.
أحد الجنود كان على مقربة من فتاة عراقية صغيرة هي وأخواتها كانت تلهو بقنبلة عنقودية وقبل أن يستطيع أن يقترب منها أو يحذرها كانت القنبلة قد انفجرت وشطرت وجهها إلى نصفين ومات كل أخواتها أصبح يسير في المظاهرات المنددة بالحرب وقد تقلد أوسمته حتى تم تحذيره بالابتعاد عن هذا النوع من التظاهرات وعدم الإفصاح عن أي شيء بخصوص الحرب.
أحد الجنود الذي ترك الجندية بعد ما شاهده في العراق قال لقد قتلنا أسرة مكونة من أب وأم وطفل في الرابعة وطفلة في الثانية من عمرهما لمجرد أن السيارة كانت تسير بسرعة أطلقنا عليها نحو مائتي رصاصة، قال أستطيع أن أعتذر بعدد أيام عمري ولكن هذا لن يعيد شخص واحد ممن قتلوا.
أعلم أن أي عراقي من حقه قتلنا فهو يدافع عن بلاده فهذا حقه ولكن صدقوني في موقع المعركة كل ما يدور في ذهنك هو أن تبقى حيا وتعود سالما إلى الوطن، أحد المجندات التي خدمت في العراق لمدة عام ثم عادت تروي كيف أنهم شعروا في هذه الحرب بأنهم فقدوا إنسانيتهم حين سلبوا الآخرين إنسانيتهم، ثم استطردت قائلة لقد أمرنا أن نذهب لإذلال شعب فقير، ومعظم المجندين هم من أحياء فقيرة أيضا انضموا للجندية أيمانا منهم أنهم يدافعون عن الوطن وعن مبادئ الحرية التي ترفع أمريكا شعارها.
الكثير من الجنود أصابهم اضطراب ما بعد الصدمة يروي أحد المجندين الذين أصابهم اضطراب ما بعد الصدمة وتمت إعادته إلى الوطن قائلا: أنت تظن أن كل شيء سينتهي حين تعود إلى الوطن ولكن هذا ليس صحيحا، فالحرب تظل في رأسك طول الوقت والمشاهد تتكرر أمام عينيك، في هذه الحرب الظالمة التي قتل فيها أكثر من مليوني شخص من العراقيين دون ذنب أو جريرة.
عرض الفيلم كذلك المظاهرات التي قام بها مدنيون رافضون للحرب في العراق وقد أخذوا يرددون عبارة (فقط أعطوا للسلام فرصة), وقد وقف على الجانب الآخر من المسيرة بعض المعارضين الذين أخذوا يصيحون قولوا ذلك لأسامة (قاصدين أسامة بن لادن) بالطبع، أحد المهتمات بهذه القضية والرافضة للحرب على العراق قامت في إحدى جلسات الاستماع في الكونجرس بطلاء يديها باللون الأحمر وتقدمت باتجاه (كونداليزا رايس) وأخذت تصيح هذه دماء أطفال العراق وتشير إليها وتقول مجرمو حرب…. حتى قفز عليها رجال الأمن وقيدوها.
عرض الفيلم مشاهد لآباء وأمهات فقدوا أبنائهم في الحرب وكيف أنهم يرون أن أبناءهم فقدوا حياتهم نتيجة قضية غير عادلة، وبعد فهل هناك أمل في أن تتخلى أمريكا عن سياساتها في الشرق الأوسط؟
وهل حقا وعت أمريكا الدرس من أن العنف لا يولد سوى المزيد من العنف وأن سياساتها هي الدافع والمحرك الأساسي للإرهاب؟
وهل هناك أمل جديد إذا ما تولى الحزب الديمقراطي الحكم؟
لنكن متفائلين.
واقرأ أيضًا:
بائعة الكبريت / أعمق خوف لدينا / شروق وغروب مشاركة