أرسل محمد (27سنة، صاحب مصنع، تونس) يقول:
موجة اكتئابية 3
أختي؛
السلام عليكم أختي في الله.... لا أريد أن أزيد هما على همك... ولكن ستعلمين لماذا أكتب هده الكلمات... فأنا والله أعاني نفس أعراضك.... 5سنوات قاعد عن العمل تقريبا لا أستطيع فعل أي شيء... كيف أفعل وأنا فكري شبه مشلول إحساسي بالوجود معدوم، أعاني القلق والتوتر والحزن وما يتبعه من عجز وملل وفتور حتى أصل إلى شلل كامل عن فعل أي شيء، أحس نفسي مجنونا وسط هذه الحياة لا عقل لي ولا قدرة في جسد يبدو أمام الناس طبيعي.
أختي يكفي أن أقول لك أني أنقدت من محاولتي انتحار... الأولى شربت فيها علبة كاملة من الدواء وقطعت شرايين يدي... ذهبت إلى البحر في يوم عاصف وقمت بهذا... نعم ولك أن تتخيلي،... والله - وأنا أكلم ربي أقول له أفعل بي ما شئت لم أعد أطيق لم أعد أتحمل وتلوت الشهادتين، ولكن برحمة منه نجوت وجدوني حماية الشواطئ ورقدت في المستشفى أسبوعا كاملا.... بعد أن عالجوا لي الجرح، ولا زالت حالتي للأسف في التعكر إحباط جزع خوف فتور احتقار قوي جدا للذات والنفس وساوس تفتك بي ليل نهار اكتئاب حاد جدا وكأن ضلوع صدري ستنطبق وكأن قلبي من يمسك به ويعتصره... ويشهد الله كم صبرت وتحملت انتظارا للفرج...
أصبحت أكره كل شيء أخاف من كل شيء حزين جدا خائف جدا لا أستطيع عملا أو فعلا أو حتى التفكير في أي شيء حتى جاءت لحظة الصفر لأحقن نفسي بمبيد حشري.... وأخذوني إلى الاستعجالي لأمكث أسبوعين في المستشفى وكادوا أن يقطعوا لي يدي المحقونة لأنها تآكلت وتعفنت من أثر المبيد... ومرة أخرى لم يشأ الله لي هذه النهاية.
إياك أن تظني أني ناقص الإيمان فوالله ما علمت أحدا أخوف من الله مني ويشهد الله سبحانه كم صبرت وتعذبت حتى أني لا أدري كيف فعلت هذا، حتى الآن مررت ب7 أطباء نفسانيين ومنهم الأستاذ الدكتور الذي أحبه كثيرا وائل أبو هندي وأخذت كل العقاقير التي تخطر في بالك وقمت حتى بالصدمات الكهربائية وها حالتي كما هي... نمت حتى في المستشفيات النفسية ولكن دون جدوى.
لماذا أحكي لك كل هذا؟؟؟ لأقول لك احمدي الله أختي فهناك من يعاني أكثر منك وأبدا لا تيأسي يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لكل داء دواء وأنا لازلت أترقب الدواء وحتى إن لم يأتِ في الأجل القريب فكل ما أعانيه هو في صحيفة حسناتي وتطهيرا لذنوبي الكثيرة... ولا تنسي أن الله سبحانه قال ليس على المريض حرج... ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها لأنه رحمان، فمهمتي أختي وأنت وأمثالنا هو الصبر ولا شيء غير الصبر.
وأراك تعلمين قصة المرأة التي تعاني من الصرع التي جاءت لرسول الله صلى الله عيه وسلم فقالت إني أصرع يا نبي الله فقال لها أدعو لك الله أن يشفيك أو تصبرين ولك الجنة... فقالت أصبر ولي الجنة... فهكذا بصبرنا على بلائنا ندخل الجنة وهذا يقين.
أرجو منك الإجابة فأنا أيضا محتاج لمن يواسيني ويطبطب علي فالمؤمن بأخيه.
23/11/2007
أخي العزيز محمد، سلام عليكم...........
الحمد لله رب العالمين على كل حال، فعلاً هناك من هو أسوأ مني.
ولكن أنت ظللت مدة تعاني، لماذا لم تبحث عن السبب من أجل الخلاص مما أنت فيه، إن عذابك شديد، وأشعر حقاً بألمك، ولكن يبدو أنك أخذت قرارا بعدم الشفاء... وسامحني إن جرحتك كلماتي.
أين إرادتك؟ أين عزمك وتصميمك من أجل الشفاء؟
لا ترمي المسئولية على أحد فأنت مسئول، بقدر ما عن وصولك لهذه الحالة، أخرج مما أنت فيه فالحياة جميلة وتستحق أن نعيشها بكل كياننا وإحساسنا وفكرنا وكل ما نملك، فلا داع للسوداوية، لم تصل منها إلى شيء أبداً، استعن بالله ولا تعجز، ولا تترك نفسك ريشة في مهب الريح يا أخي، أرجوك أفعل شيئاُ وقاوم الإحساس الرهيب الذي يملؤك هذا، الزم صحبة صالحة تعينك على تذكر نعمة الحياة التي منحها الله لنا يا عزيزي.
ابحث عن الأسباب واقتلعها من الجذور، استيقظ الفجر وناجي الله إنه قريب مجيب دعوة المضطر، ولا تحسب أن ألمك وعذابك بلا ثمن، فالثمن مغفرة وجنة إن شاء الله.
أشكرك لاهتمامك وردك.
ويتبع ........ : موجة اكتئابية مشاركة من أجل الصمود.... مشاركة
واقرأ أيضًا:
يوميات مجنونة صايمة: الاكتئاب / يوميات ولاء: لماذا أنا مكتئبة؟ / موجة اكتئابية1 مشاركة / موجة اكتئابية1 / موجة اكتئابية2