العالم في النصف قرن القادم 1
تعليق على المحاضرة من د. مصطفى السعدني:
هذا اختصار لمحاضرة الأستاذ الدكتور زويل مع معظم الأسئلة والأجوبة التي أُثيرت بعد المحاضرة، وأنا لا أعرف الدكتور أحمد زويل عن قرب، ولكن لي شرف أني خريج وأحد العاملين بالجامعة التي تخرج منها الدكتور زويل؛ وهي جامعة الإسكندرية، وإن اختلفنا في الكليات فهو خريج كلية العلوم -في العام الذي وُلِدت فيه– وهذا يوضح مدى اختلاف الأجيال – وأنا خريج كلية الطب، وحتى عامين سابقين كان الدكتور زويل قدوة ومثل بالنسبة لي كنجم شهير من نجوم السماء وأنا طفل صغير من أطفال الأرض المنبهرين بتلك النجوم، حتى كان عصر ذلك اليوم من صيف 2005 وكنت في محاضرة إلزامية بكلية علوم إسكندرية؛ لأترقى لدرجة أستاذ، وكان الدكتور المحاضر من كلية العلوم وزميل قديم للدكتور زويل،
وأدبيا لن أذكر اسمه رغم أنني أتذكره، وقد قام هذا الأستاذ الدكتور بالقدح في تصرفات الدكتور زويل نحو كليته، أقصد كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، والتي تخرج منها الدكتور زويل منذ أكثر من أربعين عاماً، وأقل ما قاله هذا الأستاذ في حق الدكتور زويل: "أنه لا يوجد في فريق الدكتور زويل العلمي -بجامعة كالتاك والذي يزيد عن العشرات من الباحثين- باحث واحد صغير من مصر أو من البلاد العربية، وأن الدكتور زويل، عالم الطبيعة الحاصل على جائزة نوبل في الفيمتو ثانية لم يتبرع لكليته القديمة ولو بجهاز قديم واحد من أجهزة الجامعة التي يعمل بها في الولايات المتحدة، وليس التبرع ببعض المال"، وكطبيب نفسي لم أستطع أن أبلع هذا الكلام ممن قاله؛
وكان عليَّ أن أسأل بعضا من الزملاء أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم، والذين يحضرون معي هذه الدورة للترقية أيضاً، وأذكر منهم مدرسا نابهاً بنفس الكلية –كلية علوم إسكندرية- مُبتَعثا لعمل بعض الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع ليس في الجامعة التي يعمل بها الدكتور زويل، وقد أكد لي حقيقة ما قاله الأستاذ المُهذَّب عن الدكتور زويل!!، ولم أكتفِ بهذا القدر من الأسئلة، ولكن ذهبت أستطلع رأي خالي عوني الحوفي "جدو العزيز"، وخالي رجل طيب القلب وحسن الظن بالبشر جميعاً، ولا أزكي على الله أحداً، ولكن خالي دائما متابع للحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر، وبالطبع رد عليّ خالي العزيز قائلا: هؤلاء من الحاقدين على المتفوقين، ومن أعداء النجاح، واستكمل قائلا: لقد قرأت عن د.زويل مثل هذا الكلام من قبل ولكنني أنكره ولا أصدقه!.
وفي هذه المحاضرة من شهر فبراير 2008، تم توجيه سؤال لم يجب عنه د. زويل، ولكنني لم أستغربه؛ هذا السؤال هو: لماذا يساعد د.زويل في مشروع علمي ضخم بالمملكة العربية السعودية ولا يساعد في مشاريع مشابهة في مصر؟ هل السبب هو المبالغ الضخمة التي يمكنه الحصول عليها من أحد دول الخليج الغنية؟!، ولاحظت أن السؤال ضايق د.زويل ولم يرد عليه؟، بل ولاحظت أنه أنهى اللقاء بصورة أسرع من محاضراته السابقة، والتي تُعقد سنويا في نفس الوقت تقريبا!، وفي نفس المناسبة!!؛ ولو كنت مكانه لأوضحت أنني بالفعل أتمنى مساعدة بلدي الفقيرة، ولكن بشرط أن أضمن أن مساعدتي ستصل بالفعل لفقراء الناس من أهلي وأقاربي.
من الواضح في شخصية د.زويل أنه رجل شديد الحرص والالتزام، ولا يرغب في أن يواجه مشاكل مع السياسيين -ولا حتى مع أساتذة الجامعات- لا في مصر ولا في أمريكا ولا في غيرهما من البلاد التي يزورها، ولا حتى مع إسرائيل التي زارها بالفعل مجاملة للوبي الصهيوني في الجامعات والإدارة الأمريكية، وقد ألتمس له بعض العذر في ذلك، والدكتور زويل أيضا واضح من شدة تأنقه في ملبسه ومظهره وحتى لون شعره الأسود اللامع يجعلك تشعر بحبه للنجومية، ولكنه لا ينسى ثأره؛ أظنه قد ظل في نفسه بعض الغضاضة نحو زملائه وكليته التي يقول عنها (بلسانه فقط) أن التعليم فيها كان ممتازا، وأن فيها من الأساتذة من كانوا في مصاف بعض العلماء الدوليين الذين ينشرون أبحاثهم في الدوريات العلمية العالمية، ولقد ذكر بالفعل بعض الأسماء لهؤلاء الأساتذة الأجلاء، وأنا أتساءل لماذا لا يرد الجميل لهذه الكلية التي تخرج منها ولو عن طريق تبني بعض طلابها النابغين؟!، أو بالمساعدة في بناء مختبر لليزر الذي يعمل في مجاله؟!، أم هو فاقد الأمل في خريجي هذه الكلية؟!، وهذا يناقض ما قاله وما يقوله؟!، وهل من الصواب أن يكون أخي محتاجاً ولكني حانق عليه لأي سوء تفاهم قديم كان بيني وبينه؟ وأعلم أن أخي بحاجة لمساعدتي؟!، وأنا بالفعل قادر على مساعدته؟!، ولكنني أتخطاه وأتجاهل حاجته وأساعد الأغراب!، هل يصح لي أن أترك أخي يمد كلتا يديه للأغراب حاجة وعوزاَ، وأنا قادر على مساعدته؟!.
أنا أحب محاضرات الدكتور زويل وكلامه، ويكفي أنني اعتذرت لزوجتي وابني عن الخروج في يوم إجازة ابني من استذكار دروسه -ثقيلة الظل- كي أستمتع بمتابعة محاضرة د. زويل، بل قررت أن ألخصها لمن لم يسمعها، ثم أعرضها في مدونات الموقع، وكنت أتمنى أن تكون أفعال د. زويل مثل كلماته!.
هذا الكلام لا ينتقص من قدر د. زويل بصورة خاصة كعالم مجتهد جليل، في أحد المجالات الجديدة في فيزياء العلم، وقد شهد له علماء العالم المبرزين بذلك، وما كتبته هو مجرد رغبة مني في اكتمال الصورة الجميلة لهذا العالم الذي شرف المصريين والعرب بل والمسلمين في العالم بحصوله على جائزة نوبل في العلوم، ولكن من الصعب عليَّ عقلياً أن أصدق أن الرجل الذي لا يساعد الجامعة، وأبناء الجامعة التي تخرج منها وكانت ذات فضل عليه في يوم من الأيام (كما قال هو) سوف يساعد بلده بصدق وإخلاص!!، وكما قيل: "الأقربون أولى بالمعروف"، ولكن يبدو أن بعض الناس في بلادنا ينطبق عليهم المثل الشعبي –والذي هو غالباً ما يكون نابعا عن كثير من التجارب الفردية والجماعية- القائل: "زي القرع بيمد لبره".
ويتبع....... : العالم في النصف قرن القادم مشاركة
واقرأ أيضاً:
معلومة تهمك في رمضان / شر البلية ما يضحك!