لا صناعة تعلو على صناعة الفساد... هذا هو الشعار السائد في مصر الآن فبعد حادث العبارة طفت الكثير من الأحداث المتعلقة بهذه الكارثة على السطح وأظهرت مدى حجم الفساد المتفشي في مصر الآن وأصبح لهذا الفساد مهرجان كالمهرجانات التي تتم للقراءة والسينما والمسرح وهذا المهرجان يسمى الفساد للجميع ولكنه يختلف في مدة عرضه عن المهرجانات السابقة فهذا المهرجان يعرض منذ 50 عاما ولا أحد يعرف متى ينتهي .
يتعجب الكثير منا من مدى تفشي هذه الظاهرة على الرغم من اعتبار مصر أحد أكبر الدول الإسلامية في العالم وما يحرم علينا الإسلام أي نوع من أنواع الفساد والسرقة ولكن الأسباب التي أدت إلى ذلك هي أسباب سياسية تم وضعها منذ قيام الثورة وتم اعتبارها منظومة يتم احترامها بل وتقديسها فبعدنا عن القيم الإسلامية التي وضعها الله لنا والخوف الذي زرع في المجتمع وعدم وجود عدالة اجتماعية وانتشار السلبية كل ذلك كان تربة خصبة للنهوض بالفساد واستفحاله.
وحل هذه الأزمة ليس بالتشهير بالفاسدين لأن هذا لن يمنع فسادهم ولكن علينا وضع استراتيجية جديدة لمواجهة الفساد وجعل وجود منظومة لعلاج هذا السرطان. فعلينا إنشاء جهاز أمني خاص يقوم بمراقبة جميع أجهزة الدولة عن طريق أفراد غير معروفين. ويتم اختيار أفراد هذا الجهاز بحرص شديد ويعطى له السلطات الكاملة ويكون تابع مباشرة لرئيس الجمهورية لضمان قوته في مواجهة أي فاسد مهما كان منصبه. وعلينا عمل حملة إعلامية ضخمة من رجال الدين لتوعية المواطنين بخطورة هذا العمل ومدى تأثيره السيئ على الدولة.
وأخيرا إني أرى أن مشكلة مصر الأولي هي الفساد وعند القضاء على هذا الطاعون فإننا بذلك نكون قد قطعنا الكثير على طريق الإصلاح.
13/2/2008
اقرأ أيضاً:
المحارب المصري ضد الفساد لعام 2007 / أجمل معزوفة ضد الفساد / اعترافاتي الشخصية(لا للفساد..لا للتعصب) / حليم وصفوان وفساد الزمان