أرسل علاء عبد المطلب (45سنة، أستاذ باحث، مصر) يقول:
السلام عليكم أ.د مصطفى
ذكرت في مدونتك توقع د/ زويل لوجود مستعمرات على القمر خلال الخمسين عاماً القادمة. وما علمته منذ حوالي أسبوعين هو أن تلك ليست توقعات ولكن يتم حالياً من خلال وكالة الفضاء الأمريكية NASA تجميع فريق للعمل على دراسة كيفية تحقيق ذلك الأمر.
وكنت أتمنى أن أستفيض في المقارنة بين ما نتوقعه في مصر خلال الخمسين عاماً القادمة وما سيتحقق في باقي دول العالم ولكنني أشفق على المصريين من إفساد فرحتهم بالإنجاز (التاريخي طبعاً والذي وصفه أحد المعلقين المصريين بالأمجاد المصرية) بالفوز بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم.
ودعواتي لكم ولكل المجانين بالخير.
تعليق الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني:
الأستاذ الدكتور علاء، تحية طيبة وبعد.....
جازاك الله كل خير على مشاركتك، بالتأكيد نحن كأمة نعيش في الضياع والوهم، وإذا كان أهل الغرب (الولايات المتحدة) قد بدءوا في عمل رحلات مكوكية إلى الفضاء بمائة ألف دولار لمن يرغب في الإحساس بانعدام الوزن وضياع تأثير الجاذبية الأرضية على الإنسان، ورؤية الكرة الأرضية أو الكوكب الأزرق من الخارج، حيث يتسع المكوك لستة أشخاص في الرحلة الواحدة؛ فنحن مازلنا نستورد رغيف الخبز وفانوس رمضان وسجادة الصلاة من خارج أقطار أمتنا، الدول المتقدمة تتنافس على استعمار المريخ وكوكب بلوتو لو وجدوا مياه عليهما ونحن نعطي لأستاذ الجامعة -في بعض أقطار أمتنا- أقل من عشرين دولاراً في مقابل مناقشة رسالة دكتوراه عن كواكب المجموعة الشمسية المكتشفة حديثاً مثلا!، هل هذا معقول أيها العقلاء من البشر؟!، هذه هي الأوضاع المقلوبة التي نعيش فيها!!، ويذكرني هذا الكلام بما حدث في فرنسا بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789، فقد قرروا إعدام "لافوزييه" عالم الكيمياء الجليل والذي اكتشف واستخلص غاز الأكسجين، وذلك بحجة أنه كان صديقاً للأسرة الملكية الحاكمة!!؛ لذا تدخل أهل الخير والحكمة لإنقاذ العالم الجليل؛ وتصوروا كيف كانت إجابة حكام فرنسا من الثوار والقادة الجُدد لفرنسا في ذلك الزمن البعيد؟!؛ لقد كان ردهم هو: "الثورة ليست بحاجة لعلماء!!!".
وأذكر في هذا المقام أن إيطاليا قامت نهضتها في عصر النهضة بالقرنين السادس والسابع عشر الميلاديين عن طريق احتضان الشعراء والأدباء وأهل العلم والفكر والفن من الأسر الحاكمة في المدن الإيطالية المختلفة مثل فلورنسا والبندقية ونابولي وروما وغيرهم من مدن إيطاليا قبل توحيدها، وأقترح على أهل المال والاقتصاد أو لنقل كبار رجال الأعمال في أقطار أمتنا أن يقوموا بدعم أساتذة الجامعات ماديا، في مقابل الاستفادة من علمهم وفكرهم في التخصصات المختلفة المفيدة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص من أصحاب رؤوس الأموال، وبدلا من أن تُلقى أبحاث كثيرا من علمائنا وأساتذة الجامعات ببلادنا في المخازن لتغذية الفئران بأقطارنا المختلفة أو يتم إحراقها بعد امتلاء مخازن وزارات التعليم العالي بها!، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، تكون تلك الأبحاث موجهة لزيادة أموال أصحاب رؤوس الأموال بناءً على استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية المتقدمة في المجالات العلمية والاقتصادية المختلفة؛ ولن يتم ذلك إلا بناءً على جلسات ولقاءات وتفاهمات وإخلاص بين أهل العلم وأهل المال، وبدلا من المضاربة بأموال الأمة في البورصات العالمية المختلفة وإضاعتها في بنوك الغرب المكتظة بأموال بعض أقطارنا الغنية نستفيد برؤوس الأموال تلك في نهضة بلادنا، وبدلا من أن يتاجر أصحاب رؤوس الأموال الضخمة في السلاح سرا –مثلا- يقومون هم بإنشاء مصانع للسلاح –ولو السلاح التقليدي- في بلادنا، وينفقون على تلك الصناعة الهامة، والتي لن يستغني عنها البشر، وعلى الأقل تحمينا وقت اللزوم من طمع الأعداء في أراضينا!!، وكما قيل خير وسيلة للسلام هي الاستعداد التام للحرب!!.
وأضرب كفا بكف على تأخرنا؛ فالأموال موجودة والمواد الأولية للصناعات المتقدمة متوفرة، والنفط ومصادر الطاقة المختلفة ما أكثرها وأرخصها ببلادنا والعقول العلمية والأيدي العاملة الرخيصة على أتم الاستعداد للخدمة، وما ينقصنا إلا اتخاذ قرار واحد بالتعاون بين أقطار بلادنا المختلفة كي ننهض بأحوالنا، ولا نطلب من حكوماتنا إلا التشجيع وعدم التدخل لإجهاض تلك المشاريع النهضوية التنموية، فهل هذا ممكن؟!، وهل هذا مشروع؟!، هل آن الأوان لنبدأ نهضة شاملة في مختلف الفنون والعلوم؟!؛ آمل ذلك، وليكن انتصار لاعبي الفريق الوطني المصري وحصولهم على كأس الأمم الإفريقية، بعد أن أجمع خبراء كرة القدم في العالم أنهم لن يصلوا حتى لدور الثمانية في دورة غانا 2008!!، ولكنها إرادة تحقيق الذات والرغبة في التحدي والنجاح لدى هؤلاء الرياضيين المتعاونين المخلصين، مع الاستعانة بإخلاص النية لله عز وجل في إحراز النجاح والتفوق كما صرح بعضهم بذلك.
أكرر شكري أستاذي الفاضل على مشاركتك المثمرة، ولا تحرمنا المزيد مشاركاتك.
واقرأ أيضاً:
معلومة تهمك في رمضان / شر البلية ما يضحك!