مشاركة في شر البلية ما يضحك
تقول ربة المنزل المصرية، المسلمة (هند إبراهيم 26 سنة)؛ ليه كل ده؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله، أشكركم على هذا المجهود، أنا نفسي أعرف هم ليه يعملوا فينا كده ليه وآيه جرى للناس؟!، كل واحد يفكر في نفسه فقط، لو كل واحد فكر في غيره أكيد سنعيش أحسن في كل حاجة ليه يسبوا الدين؟!، ليه يظلموا؟!، ليه أنا مش عارفة أقول آه؟!، بصراحة جوايا كلام كتير بس مش عارفة أعبر عنه، ما فيش غير أنى أقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وربنا يورينا إن شاء الله يوم في كل ظالم عليه ربنا.
5/4/2008
الأخت "هند"، تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك مع المجانين والعقلاء.......
الإجابة على سؤالك هو أننا متشرذمون متفرقون ضعفاء، والبشر أختي العزيزة لا يحترمون إلا القوي؛ هذا هو القانون الدولي الأول، وهذه هي شريعة البشر؛ كن قويا يحترمك الآخر ويهابك، وخير وسيلة لتحقيق السلام هي الاستعداد التام للحرب، ولكن من يسمع؟!، ومن يدري؟!، نحن نكذب على أنفسنا ونقول القانون الدولي!، وقوانين الأمم المتحدة!، ولو كانت دول العالم المتقدمة ترعى تلك القوانين وتحترمها لما حدث الغزو الأمريكي للعراق!!، ولما قتل المئات كل يوم بالأراضي المحتلة، أليس كذلك؟!، وإن استمر تفرقنا وضعفنا وتشرزمنا فالقادم أسوأ أنكى!؛ ولا بديل عن وحدة شعوب الأمة ولو في شكل تكتلات في المشرق والمغرب، لمواجهة هذا الغزو الصهيوني، وتلك الحملات الصليبية المسعورة، وأتعجب من تجميع الدويلات العربية والإسلامية للسلاح كل دويلة على حدة!!، فلمن تجمع هذه الدويلات السلاح؟!، ومن ستحارب من الدول الأخرى؟!.
بالطبع هي لن تقوى على حرب الولايات المتحدة الأمريكية وهي دويلات متفرقة، ولن تقوى على حرب الاتحاد الأوروبي مثلا ولا الصين ولا الهند كذلك، فلماذا تضيع كل دويلة من هذه الدويلات أكثر من نصف ميزانيتها في تجميع السلاح من دول أخرى (وليس صنعه) وشتان بين الفعلين، وشعوب هذه الدويلات في مسيس الحاجة لكل هللة وقرش وليرة وفلس لمشاريع التنمية الأساسية الهامة!!، أظن أن تلك الدويلات تجمع السلاح لترهب بعضها البعض؟!، وليحافظ كل نظام في عالمنا الإسلامي على كينونته!!، أيا كان هذا النظام على صواب أم على خطأ!!، ونحن في انتظار اليوم الذي تتحد فيه هذه الدويلات المتفرقة ليكونوا جيشا واحدا مشتركا وسوقا واحدة مشركة، ولا مانع من اختلاف النظم والقوانين في كل دويلة؛
بمعنى أن السعودية ملكية ولبنان جمهورية وعمان سلطنة والكويت إمارة وإيران حكومة إسلامية شيعية ديمقراطية، ولكن يظلهم جميعا جيش واحد مشترك مهمته الدفاع ضد أي معتدي وفي أي وقت وعلى أي جزء من أجزاء أمتنا الواحدة، وهذا الجيش له قيادة خاصة بعيدة عن النظم الداخلية الخاصة بكل دويلة، وحينها فقط سيحترمنا البعيد قبل القريب، وستعتذر شعوب أوروبا قبل حكوماتها إذا أخطأ أحد الرسامين الفاشلين وسب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا يدري عن سيرته صلى الله عليه وسلم إلا قليلا، ونفس الشيء بالنسبة للسوق المشتركة؛ ودعم التجارة بين دويلات أمتنا الواحدة، مع حرية التنقل والتزاوج وتبادل المنافع والمصالح بين أبناء الأمة الواحدة، والبديل الوحيد لكل ذلك هو ما قلتيه وذكرته أختي العزيزة من مرارة وحسرة وألم على الجميع، وعلى الشعوب قبل الحكومات؛
فنحن نعيش عصر التكتلات والتجمعات، على مستوى الشعوب وحتى على مستوى الشركات والمؤسسات في العالم أجمع، ومن لم يتحد مع غيره ويتكتل فالضياع مصيره، وخسارته بين عينيه، ولكن المهم مع من نتقارب ونتحد؟!؛ خصوصا والتجربة التركية ليست منا ببعيد، فرغم نهضة تركيا الصناعية وموقعها الإستراتيجي الفريد دوليا إلا أن الاتحاد الأوروبي قَبِل مالطة وقبرص أعضاءً فيه ورفض ومازال يرفض تركيا كعضو فيه رغم إلحاح تركيا واشتياقها لذلك، ورغم كل مميزاتها الفريدة، فلماذا؟!؛
كانت معظم الإجابات على تركيا واهية، منها مثلا مشكلة القبارصة الأتراك بقبرص!!، ولكن جاءت الإجابة الصادقة من الرئيس الفرنسي السابق ديستان، والذي قال: "إن الاتحاد الأوروبي نادي مسيحي، ولن يقبل أن يكون ضمن أعضائه دولة يصل تعداد المسلمين فيها إلى 97% من تعداد سكانها"!!!، وبعد ذلك، وبعد هذا الكلام العنصري، يتهموننا بالإرهاب والتطرف ظلما وعتواً؛ نحن الشرقيين الذين تعايشنا في سلام وود وتآخ ولمئات السنين بين المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم من الملل والنحل في منطقتنا ومن بين أبناء أمتنا الواحدة، لم تحدث في بلادنا محارق لليهود، ولا حتى ما يشبه محاكم التفتيش الأسبانية لإخواننا من المسيحيين الشرقيين، بل عاش الجميع ومازالوا يعيشون في مودة وسلام، ولم يكن الإرهاب أو العنف إلا بضاعة غربية أصيلة، فهو الحفيد الحامل لجينات محاكم التفتيش والحروب الصليبية الغربية في العصور الوسطى، والابن الشرعي للحضارة الغربية المادية الأنانية البعيدة عن أخلاقيات التسامح والود.
وأذكرك أختي الفاضلة وأذكر نفسي؛ أنه بعد الرسالة المحمدية انقطعت معجزات السماء في هزيمة جيش أو نصرة آخر، وأصبح هناك قانون أساسي، أنزله الله عز وجل في كتابه العزيز حيث قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "(محمد:7)، والقانون الثاني هو: ".... وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد:38)، ولم نعد في زمان أبرهة الأشرم، حين قال له عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم: "للبيت رب يحميه"، وحدثت المعجزة السماوية؛ وأرسل الله الطير الأبابيل ترمي أبرهة وجيشه بحجارة من سجيل؛ فانهزم هذا الجيش شر هزيمة وتفرق شمله قبل أن يصل إلى بيت الله الحرام، هذا القانون غيره الله عز وجل بقانون "الاستبدال"؛
بمعنى أن الأمة غير القادرة على قيادة الأرض يستبدلها الله بغيرها، ولو دعا أهل هذه الأمة المستضعفة وتوسلوا بالنبي وأهل بيته الأطهار، والقانون الثالث هو قوله عز وجل: "..... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ...." (الرعد:11)، فالخيار الوحيد أمامنا اليوم كي نواجه أعداء الأمة هو أن نتغير إلى الوحدة، والتجمع على الخير، ونبذ الخلافات، والاستعداد للقادم من مشاكل وأهوال وتهجم وظلم من الباغين المعتدين على شعوب أمتنا؛ يقول الله عز وجل: "وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ"(الأنفال:59)، فليكن هناك أولوية للوحدة والتجمع ونبذ الخلافات والفرقة؛ وذلك تمهيدا للاستعداد دفاعا عن أنفسنا وعن مصيرنا وعن مستقبل أبناء هذه الأمة، ولنستعد للقادم من عظائم الأمور بوحدة شعوب الأمة قدر استطاعتنا.
واقرأ أيضاً:
والله يهدي من يشاء / من الكباريه للكازينو .. يا قلبي لا تحزن