الإنسان السعودي بين الأمس واليوم مشاركات
السعودية تجربة يجب أن تدعم لا أن تهدم...
أرسل محمد مختار (32 سنة، مهندس، مصر) يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عزيزي د. وائل... كان يؤلمني من موقعكم -وأنا المتابع له مذ كان وليداً- أنني كنت ألمس فيه تحاملاً أحياناً على السعودية والسعوديين.. لذلك سعدت أيما سعادة بمقالك الأخير: "الإنسان السعودي بين الأمس واليوم مفاجأة".
أنا مصري ولدت ونشأت في السعودية بين الدمام والرياض.. وإلى اليوم أحمل ولاءًا وعرفانا بالجميل لهذا البلد الطيب.. بالطبع لم تخل ذكرياتي من سلبيات -مثلك- لكنني لي عدة نظريات فيما يتعلق بالسعودية:
1- إن كان هناك سلبيات فهذا هو الطبيعي في أي بلد من بلاد الدنيا وإن اختلفت من حيث النوع والكم.
2- كثير جداً -بل معظم- هذه السلبيات قد تزول لو نظرنا إليها بعيون أكثر تقبلا للاختلاف وأكثر قبولاً للآخر كما هو لا كما أريده أنا أن يكون.. (أتفق مع الجميع أن البدو غلاظ... لكنني أختلف مع الكثير في أنني لا أعتبر هذا عيباً... إنه مجرد اختلاف. وما أراه أنا غير مناسب قد يكون مبرراً أو حتى مفيداً في بيئته وسياقه. وإلا فلا فرق بيني وبين الغربي الذي يتعالى علي لأنني عربي).
3- السعودية نموذج فريد لإقامة حكم الله على الأرض, فهي تقريباً الدولة الوحيدة التي تعلن أنها تطبق الشريعة وتحكم الشرع على المصلحة -نعم قد توجد عيوب أو تقصيرات أو أخطاء... ولكن المبدأ موجود- وما يدهشني دائماً وأبداً تحامل بعض الإسلاميين على كل ما هو سعودي أو حتى وهابي رغم أن التجربة السعودية تستحق الدعم والتوجيه ومد اليد بالتقويم لا بالهدم.
لماذا يتجاهل معظم الإسلاميين المصريين التجربة السعودية والتي كانت قائمة على بعد خطوات منا في الوقت الذي كانت تخرج فيه في مصر الكتابات التي أفرزت الفكر التكفيري والقائمة على أن شرع الله لم يعد يطبق في الأرض؟؟
الدولة السعودية نموذج للدولة التي بنيت على أساس سليم من تطبيق شرع الله ولو حدث تقصير بعد ذلك فلا ينبغي أن ينتقص ذلك من فضلها.. -وأي نظام هذا الذي سيقدم لنا الكمال المطلق؟؟
إن عجزنا عن تقبل الآخر لمجرد أنه جاف في أسلوبه أو لهجته أو لأنه يتبع مذهباً فقهياً يتورع عن التوسع في الرخص -ولا أقول متشدداً- لهو مشكلة فينا نحن لا في الآخر. والذين كانوا يتعالون على الخليجي بناءاً على أفكار نمطية مقولبة كانوا دائماً يذكرونني بالغربيين الذين يعتبروننا همجا لمجرد اختلافنا عنهم.
مرة أخرى أكرر شكري لد. وائل على انفتاحه الفكري وإنصافه... وعلى خطوات مباركة في اتجاه تذويب حدود استعمارية بين أبناء الأمة الواحدة...
31/7/2008
تعليق الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي
أتفق معك في وجهة نظرك أو قل وجهات نظرك معظمها أو كلها... وأعجبني قولك (والذين كانوا يتعالون على الخليجي بناءاً على أفكار نمطية مقولبة كانوا دائماً يذكرونني بالغربيين الذين يعتبروننا همجا لمجرد اختلافنا عنهم..)... لكن أضيف أنهم يفعلون ذلك دون وجه حق! على عكس معظم الغربيين... فلهم حق نوعا ما في اعتبار أنفسهم أسمى أو قل لديهم ما يغريهم بذلك وليسوا فقط من فئة من (الغربي الذي يتعالى علي لأنني عربي).
فإذا قصرت على المصريين... وعلى إهمال الإسلاميين المصريين للتجربة السعودية فلا معلومات عندي ولا قدرة على التحليل حقيقة لأنني لست ملما لا بتفاصيل اتجاهات الجماعات المذكورة واختلافاتها... فاعفني من الخوض.... لكن فقط أقول أن المصريين لم يحفظوا شيئا ويضيعوا شيئا من الفرص ولكنهم مع الأسف ضيعوا كل شيء على اليمين واليسار وفي الجنوب وغير مرحبٍ بهم في الشمال... ورغم ذلك أقول أن هذا جميل على رأي ابن عبد الله... أكيد هناك جميل حتى ولو كنا لا نراه فإن علينا تدريب أنفسنا على رؤيته,... لكن المصريين في أسوأ أحوالهم غالبا وإن شاء الله لأجل.
يعني بالمختصر المفيد أتفق معك في معظم ما طرحت من أفكارٍ ورؤى... وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
واقرأ أيضًا:
إشراف دولي على امتحانات الثانوية العامة / شكرا سوريا: مؤتمر مختلف1