شكرا سوريا مؤتمر مختلف2
في صباح السبت 22/ 8/2008 ثالث أيام مؤتمر "النتائج النفسية للعنف" في سوريا بحثت عن جدول برنامج المؤتمر في الحقيبة التي كنت لم أتفحص كل محتوياتها بعد.. وأردت أن أعرف في أي موعدٍ سألقي البحث فكانت المفاجأة لست موجودا في اليوم الثالث.. من حيرتي قلت لابني انظر يا أحمد أين موعد محاضرتي مفروض أنها في اليوم الثالث وأنا رأيتها على الجهاز في النسخة الإليكترونية التي وصلتني وأنا في مصر... وأمسك أحمد بجدول المؤتمر وبعد نظرة غير طويلة فاجأني بقوله: موعد محاضرتك كان في اليوم الأول يا بابا قلت لا يا أحمد أنا ألقيت في اليوم الأول محاضرة أخرى والأساسية مفروض أنها اليوم فقال لي انظر.. فوجدت أن عنده حقا وأن المفروض كان إلقاء المحاضرة في جلسة اليوم الأول في القاعة "ب".. قلت إن شاء الله لا مشكلة سأناقش الأمر مع الدكتور أديب...
وصلت قاعة العرض في المؤتمر وهناك وجدت د. أديب وحين قلت له أنا لم ألق البحث يوم الخميس لأنني كنت أظن موعده اليوم.. لا أدري سببا لهذا اللبس ولكنني جئت من مصر وهكذا الترتيب في ذهني... قال لي فعلا بعضهم قال لي أنك لم تلق بحثك يوم الخميس وسألوني أولم يحضر أبو هندي فقلت لهم كيف لم يحضر لقد تعشى معنا بالأمس.... لا تقلق يا دكتور سأتدبر الأمر وهكذا كان د.أديب دائما عنده الحل... وإن هي إلا دقائق وقال لي هنا في الجلسة التي يديرها د.وليد عبد الحميد... بدأت الجلسة بعرض من الأخوة في فلسطين وتكرر ذكر منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأخوتنا من غزة من الحصول على تصريح السفر إلى سوريا فكلمتنا أمل الحدوة عن إستراتيجية برنامج الصحة النفسية للاجئين الفلسطينيين وكلمنا د.عبد الله النجار عن العيش مع الكرب في فلسطين وعرض علينا د.علاء فرغلي (من مصر) جزءًا من محاضرته عن الجديد في الكرب، ومن الجزائر عرض مليك بن عباس دراسة بعنوان اضطراب الكرب الحاد مؤشرات الإزمان.... وأيضًا ألقيت محاضرتي وإن اضطررت لضغطها لأن الجلسة كانت بالفعل مضغوطة وأرشدت كل من يريد الحصول على نسخة من مقياس أعراض الوسواس القهري إلى هذا الرابط: مقياس أعراض الوسواس القهري.
بعد انتهاء هذه الجلسة كان علي أن أنفذ ما اتفقت عليه مع د. عبد الرحمن الذي لم يتمكن من حضور الجلسة لأنه كان منشغلا بشأن لم يوضحه لي وإن كان لا شيء غير ذوي العلاقة بإسعاد ضيوفه وضيوف سوريا فالرجل نذر نفسه لذلك وكان طوال المؤتمر يسألني عن كلٍّ من زملائي القادمين من مصر د.خليل فاضل، د.علاء فرغلي.. وغيرهما حتى قلت بيني وبين نفسي عجيب هذا المستشار المضياف إنه بحق يشعرنا بأنه واحد منا وكأنما هو ضيف في سوريا... المهم كان اتفاقنا أنه لما كان اليوم هو اليوم الأخير في المؤتمر وهو مضطر لقضاء كثير من الأعباء منها إعداد صور المؤتمر وغير ذلك كثير فإن علي أن أحاول إنجاز بعض ما علي في دمشق وهو سيقابلني في المساء لننجز ما تبقى.... وبالفعل اخترت الذهاب إلى سوق المسجد الأموي لأن هذا أهم ما لا أيد أن أضيعه وبالفعل مررت بالسوق الطويل وقلت لابني أحمد سوق الحميدية هذا تاريخيا أقدم من خان الخليلي ومن الموسكي في مصر... من المؤكد أنه كان مجاورا للمسجد الأموي منذ أيام بنائه في القرون الأولى للإسلام... وفي الطريق إلى الجامع الأموي مررنا بمحل بيكداش بائع البوظة الذي نادرا ما يزور أحد سوق الحامدية ولا يأكل من عنده بوظة -أي جيلاتي بالمصري-..
أخيرا وصلت الجامع الأموي ودخلته وتوضأت وجمعت مع ابني أحمد الظهر والعصر تقديما قصرا..... وخرجنا فاشترى أحمد صابون الغار الذي تشتهر به سورية رغم نصيحة عمه د.عبد الرحمن بأن المفضل هو أن ينتظر حتى يحصل له هو من مصدر يضمن نقاءه وفاعليته لكنها حمية الشباب ورغبته أن يهديه لزميله الذي طلبه منه....
ما علينا خرجنا بعد ذلك من السوق لنأخذ تاكسي إلى الفندق وحقيقة "شو ها الشوب اللي كنا فيه"..... ولم يكن هناك تاكسي واحد بلا زبائن حتى أصبح التعرق سيد الموقف... ثم كان سائق التاكسي يشترط قبل الركوب 150 ليرة وأنا أقول له بالعداد حسب القانون فيقول عفوا ويتركنا.... وأخيرا وبعد أن اضطررنا للعبور إلى الجهة الأخرى من الطريق بعيدا عن مدخل السوق ركبنا التاكسي وشغل صاحبه العداد... وقلت لابني أحمد أترى حالنا من غير عمك عبد الرحمن؟ كالأيتام على موائد اللئام....... وحين وصلنا الفندق كانت القيمة التي يظهرها العداد 35 ليرة سورية أعطيت السائق خمسين ليرة وشكرته ونزلت وقال لي أحمد ياه يستغلون الموقف مثل ما يفعلون عندنا في مصر، يطلبون 150 ليرة والعدل هو 35 فقط؟
في حوالي الثالثة عصر السبت آخر أيام المؤتمر ونحن في الغرفة في الفندق بعد كل ما سبق من "الشوب" أو الحر الشديد ازدادت أصوات الرياح في الخارج واختفت الشمس اختفاءًا بسيطا فقل ضوئها نوعا وإذا بالأمطار تهطل هطولا كريما.... فتحت شباك الغرفة لأتأكد.... وبعد حوالي ثلث الساعة أو أكثر توقف المطر وخرجنا نتجول حول الفندق في انتظار قدوم الدكتور عبد الرحمن.... وأخيرا اتصل الرجل وقال أنه محصور في وسط البلد وكان علينا الانتقال له لنشتري ما تبقى علينا شراؤه... وفي دمشق بعد المطر يصبح الحصول على تاكسي أيضًا مشكلة خاصة إذا تعلق الأمر بمصريين يحاسبان بالعداد... لكن والله تخليت عن ذلك في تلك اللحظات وأنا أستشعر أن الوقت أصبح ضيقا والرجل قلق على ابنه ويريد أن يسافر إلى طرطوس أي حوالي ثلاث ساعات سفر... وأخيرا التقينا فاشترينا من الحلوى السورية المعجزة المذاق والجمال ما اشترينا.... وأهلا بكل من يريد منها حتى الآن لدينا.
حملني الرجل كتابين من كتبه لأوصلهما لدكتور خليل فاضل بقيا لم يكونا معه حين أهدى له المجموعة الأولى من كتبه.. وجلسنا مع الدكتور مهدي القحطاني وأهداني عبد الرحمن هدية رمزية كذكرى في أيام المؤتمر أهدى مثلها لدكتور مهدي القحطاني وقال هي مقدمة باسم الدكتور العسالي وباسمه..... فشكرنا د.أديب عسالي معه عليها... وودعناه مسافرا إلى طرطوس بعدما بعدما اتصل ابنه به ليقول له بابا أنا أصبحت رجل ألي (اشارة إلى الجبيرة التي وضعت لساقه)، رتبنا سويا رحلتي إلى المطار في عصر الأحد..... ودخلت غرفتي ونمت ليلتي الرابعة في سوريا.
ويتبع >>>>>>>: شكرا سوريا مؤتمر مختلف4
واقرأ أيضاً:
الإنسان السعودي بين الأمس واليوم مشاركة / شذراتٌ في الحال والأحوال1