في اللغة الإعلامية تستخدم هذه العبارة دائماً "من المنتظر أن".. وهي تشير إلى حدث متوقع لزيارة مسؤول أو افتتاح مستشفى، أو مؤتمر أو تشييع جنازة أو قذف حذاء..
وهذه العبارة فيها كثير من الصراحة وكثير من التوقع، وفيها إعلان، وفيها رجولة بعض الشيء إذ أن الذي سيقوم بالعمل أعلن أنه سيقوم به رغم ما قد يعتري الصراحة من عمل بعض الناس أو الجهات في السر والخفاء على المنع أو العرقلة.
ومنتظر الزيدي بشهادة الشهود أعلن صراحة من قبل أنه لو التقى جورج بوش في المؤتمر الصحفي فإنه سيرمي حذائه في وجهه.. وعجباً كيف لم تعلم بذلك المخابرات العراقية أو الأمريكية رغم كثرة الجواسيس ووسائل التجسس في هذا الزمان بأن الرجل سيفعل ذلك..
يذكرني الأمر بقصة موت معلن لجابرييل جارسيا ماركيز، حين يعلن الأخوان اللذان اعتدي على عرضهما أنهما سيقتلان سانتياغو نصار بطل القصة وأعلموا الجميع بذلك وفي دخيلة نفسيهما يتمنيان أن يمنعهما الناس عن الفعل ولكن أحدا لم يكن يتصور إنهما يجرأن على ذلك..
ولكني اعتقد أن منتظر الزيدي وفي هذا المستوى من الرجولة في الإعلان عن عزمه لم يكن يتمنى أن يمنعه أحد، وفي طريق الموت المعلن لموت بوش سياسياً كان أجدر ما يكون لهذا الرأس القاتل من وسيلة قتل مناسبة تكون مثوى له .. لعله يشفى من مرضه.. ولسان حال منتظر يقول
حذائي كان في الهيجا طبيباً .. يداوي رأس من يشكو الصداع
استعارة من عنترة حيث كان في زمانه السيف هو الدواء المناسب.. وإذ في زماننا لم يعد للعرب سيف يعتدون به لتعذر وجود حامل له.. حيث تخلى الجميع عن سيوفهم في حضرة بوش وأهله.. وإذ أننا جميعا بلا سلاح سوى أحذيتنا.. فقد فعلها منتظر، واكتشفنا جميعاً بِأن لنا أحذية.. ولكن أخشى أن نكون قد أعطينا فرصة لأصحاب الفكر الاستراتيجي الذين خططوا باسم تجريدنا من أسلحة الدمار الشامل لتجريدنا من جميع وسائل الدفاع عن النفس ونخشى أن تدخل الأحذية في إطار الأسلحة الممنوعة على العرب ونجد أنفسنا حفاة ويلا جوارب أيضاً.
اقرأ أيضاً:
حذاء منتظر الزيدي ووجه بوش / الحذاء العظيم / بالجوز بالفرد نفديك يا منتظر / داونلود