أحبتي
هذا نموذج من الرسائل التي تأتيني على بريدي الخاص "بمنتدى مجانين"، وهذه المريضة بالذات لها فكر عميق يُحترم، وعندما يشتد مرضها وألمها قد يصل مجموع الرسائل المتبادلة بيني وبينها إلى 20 رسالة في اليوم الواحد وبالذات أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وهذا نموذج لرسالتين منها رددت عليهما برسالة مني
وبالطبع أرسلت الأسئلة والردود للمنتدى بعد أخذ إذن منها بذلك:
رسالتها الأولى:
هل تعرف لماذا تحيا
لا تظن أنني أريد الموت كما أخبرتك من قبل أعرف أن ما بعد الموت رحلة غامضة لم يعد منها أحد!!، ما نسمعه عنها خاصة لمن ختم الله علي قلوبهم أمر يشيب له الولدان!!!.
لا أظن أن الحال هناك سيكون أفضل من هنا فقط لا أعرف لماذا نحيا؟؟!!
نعم سنعبد الله ثم نموت فيأتي غيرنا ليعبدوا الله
أعرف أنك ستقول أنها حكمة إلهية استغفري الله فقد كفرت
ستقول أنه شيطان يوسوس لك
ولكن هو والله سؤال بريء هل تعرف لماذا تعيش
الأطباء نفسهم الذين ذهبت إليهم لا يعرفون فإذا سألتهم يعطونني دواء للذهان
أتعجب هم يعرفون أن ما أسأل عنه منطقي وطبيعي
ليست مشكلتي أنهم يتعامون عن التفكير بهذه الطريقة مفضلين الحياة في ساقية تدور بلا توقف؛ نلف فيها كالثور المغماة عينيه لا يعرف ماذا يفعل؟؟ ولا أين يقوده دورانه؟؟ غالبا إلى لا منتهي، وما الحكمة من أن يدور هكذا بلا توقف فإذا جاء ثور ووقف يسأل هذه الأسئلة اتهموه بالجنون مع أنها أسئلة منطقية
أفني كثيرا من الفلاسفة حياتهم للبحث عن إجابة لها.
الرسالة الثانية:
أنا أحيا لأنني أستمتع بالحياة هكذا قال لي أحد أطبائي النفسيين المعالجين، فلسفة الاستمتاع بالحياة؛
الاستمتاع بالفساد الذي أصبح كالوباء يحيط بنا من كل جانب
الاستمتاع بالغابة التي نحيا فيها، دولا تسحق شعوبا وتزهق ملايين الأرواح
فقط من أجل حفنة من الأموال
فقر ومرض ورشوة ومهانة ووساطة!!!
أخبرني كم معك أخبرك كم تساوي؟؟!
هذه هي الحياة التي يستمتع بها طبيبي المعالج؟؟؟!!
ويتعجب أنني لا أعرف لماذا أحيا!!!
لا أريد أن أموت أريد أن أجد هذا الأمل الذي يجعلني أشعر بأن الحياة أجمل
وأن هناك ما يستحق أن نحيا من أجله
لا أن نحيا لأنه لابد لنا من الحياة
ردي عليها:
نحن نعيش لأداء رسالة، والرسالة قد تختلف من شخص لآخر، قد تكون رسالتك الأساسية في الحياة هي تربية أبنائك أفضل تربية على الدين والأخلاق وأعمار الكون، قد تكون رسالة البعض هي جمع ثروة مادية كبيرة، قد تكون رسالة البعض هي السيطرة والسطوة والسلطة وبأي وسيلة، قد تكون رسالة البعض هي تحقيق المال مع السلطة والسطوة معا، قد تكون رسالة البعض هي تعليم الناس الخير وبناء جيل أو أجيال قوية خيرة فاضلة.
قد تكون رسالة القليل هي البحث والإتقان في مهنته والتي هي هوايته إلى حد الإضافة والتطوير لعلمه ومهنته.
قد تكون رسالتك الرئيسية في الحياة هي تحقيق الأمن -الذي افتقدته وأنت طفلة صغيرة- لك ولمن تحبينهم سواء بالمال أو بالسطوة أو حتى بالهجرة إلى بلد آخر.
قد تكون رسالتك في الحياة هي تحقيق كل المتع الشخصية التي يمكن أن تتاح لك؛ من مال ونساء وسلطة وذرية ورحلات وفسح، وبأي ثمن وبأي مقابل ولو كان ذلك على حساب الآخرين وفوق جثثهم.
قد تكون رسالتك في الحياة هي فعل كل ما أمر الله به وتجنب كل ما نهى الله عز وجل عنه.
قد تكون رسالة البعض الأساسية هي الدعوة والتبشير بدينه.
قد تكون رسالة البعض في الحياة هي تحقيق الشهرة في أي مجال ولو في عالم الإجرام.
قد تكون رسالة البعض الأساسية هي محاربة عدو غاشم محتل.
قد تكون رسالة البعض هي تحقيق مشروع قومي أو وطني.
قد تكون رسالة البعض هي الدفاع عن الضعيف والمظلوم وأيا كان الثمن.
قد تكون رسالة البعض هي تحقيق الإثارة والمغامرة وبأي وسيلة ولو كانت الوسيلة هي السرقة والانحراف الجنسي والشذوذ والمقامرة.
كل هذه سيدتي الفاضلة وأكثر أنواع وألوان من الأهداف الرئيسية للناس في الحياة، المهم أن تكون عارفا لهدفك الرئيسي في الحياة وأن تسعى جادا لتحقيقه إن كان هدفا نبيلا، أو تغيره إلى هدف آخر شريف إن شعرت أن هدفك في الحياة دنيء، وأودى بغيرك للدمار والتعاسة.
ولا أنسى أن أقول أن هناك بشرا ضائعين يعيشون يوما بيوم وساعة بساعة بلا هدف أساسي لهم في الحياة، وأولئك يحق لهم أن يقفوا مع أنفسهم ويفكروا ما هو هدفهم الأساسي من حياتهم؟؟!!.
واقرأ أيضاً:
من الكباريه للكازينو .. يا قلبي لا تحزن / جيل منحط... جيل فاشل... جيل بلا أخلاق