تاراباتاتوووه... ومدخلتش غزة!!(4)
عود جديد مع فراغ أكبر، فالمعبر خالي تماما من البشر فلا وفود ولا صحافة ولا تليفزيون ولا أحد، فالباص هو الشيء الوحيد المختلف في المعبر عن الناس الموجودة فيه دوما، وكأننا صرنا بقعة سوداء لا يراها العالم وذهبنا للبوابة التي لم تفتح ويقف عندها مراد لنسأل ماذا عن اليوم؟ قال لنا بابتسامته المعهودة والله يا دكاترة أنتم تتعبون أنفسكم المعبر مغلق ولم تأتي أوامر بفتحه، وقلت في نفسي يبدو أن قناة الجزيرة ستكون هي الأمل أو اليأس طول تلك الرحلة فقد يأمر باشا من الباشاوات في أي لحظة بفتح المعبر وأخاف أن يأتي الأمر في غفلة مني أو وأنا في طريق العودة من رفح للعريش إذن فلا مناص من العودة لمتابعة الجزيرة صباح مساء، وكانت الحقائب ثقل على القلوب فنحن نسافر كل يوم ونرحل كل يوم دون أن نشعر بأي راحة في مكان المبيت فنحن مضطرون لعدم فتح الحقائب أو تسويتها لأننا نسافر كل يوم في التاسعة صباحا متجهين لغزة!
وظللنا على المعبر حتى جاءت الرابعة دون جدوى دون بشر دون تقدم، ولكن للحق أقول أن وجودنا في تلك المحنة ووقوفنا طول تلك الفترة جعلتنا نعرف بعضنا البعض أكثر مما كان متوقعا وتناقشنا في أمور مختلفة كثيرا وسمعنا آراء رائعة سياسية أو اجتماعية أو حتى فنية! فكلما كان اليأس يدب في أوصالنا ونشعر بأننا لن نعبر اليوم كان أنطونيوس يؤلف شعرا أو يلحن غنوه في الحال! وانظر له وأتعجب كيف تم تركيب شخصيته بتلك المفردات في ظل دراسة الطب واختلاف العقيدة واتصالات زملائه من المستشفى لإبلاغه بأنه تحول للتحقيق الذي إن لم يذهب لمباشرته فورا سيتم رفده وقد حدث!!
ويتبع >>>>: تاراباتاتوووه ومدخلتش غزة (6)
واقرأ أيضًا:
تاراباتاتوووو / يوميات مجنونة صايمة / من أنت؟