أية لحظة لا ترى نفسك إلا وتدندن شيئا أو تنشد شيئاً أو تتلو آيات قرآنية كما سمعتها من قارئ مميز كعبد الباسط أو محمد رفعت.. والإنترنت وفر فرصة لم تكن قد وجدت في الأولين ومن تبعهم.. وهو أنه ببساطة يمكنك أن تسمع تلك القصيدة أو الأنشودة أو تقرأ ما تشاء فقط أن تذهب إلى جوجل وتضع ما تريد..
منذ زمن لم أستمع إلى الموسيقى ربما منذ أحببت سماع القرآن وخصوصاً بعد أن اشتريت مرة ختمة كاملة مجودة لعبد الباسط يوم كنت في مكة منذ حوالي 10 سنوات.. فالصوت الرائع المعبر الخاشع.. يأخذ كل جوارحك معه إلى المعنى الذي يريد الله سبحانه أن يوصله لنا.. وقد أسكرتني هذه القراءة لدرجة أني لم أعد أستسيغ سماع غيرها ولفترة طويلة.. فاشتريت في البداية آلة تسجيل صغيرة (ووكمان) بسماعات ورحت أستمع ساعات طوال كل يوم وخصوصاً في الصباح وقبل النوم.. وبعد ذلك حين صار عندي سيارة كانت أشرطة عبد الباسط ترافقني فيها دائما وخصوصا حين السفر الطويل.. ثم صارت الأمور أسهل مع وجود الكمبيوتر والإنترنت وسهولة أن تخزن ختمة كاملة ومجودة بصوت عبد الباسط في ملف صغير على سطح المكتب..
إلا أن ما أحببناه من أغان وأناشيد في الصبا.. يلح على الأذن بين فينة وأخرى.. وأحمد الله أني لم أستسغ في حياتي سوى الموسيقى الراقية التي جاد بها أمثال عبد الوهاب ورياض السنباطي والرحابنة..
وهذه الليلة وجدتني بلا شعور وفي وحدتي وغربتي أدندن..
أنا يا عصفورة الشجن .. مثل عينيك بلا وطن
التي غنتها فيروز للشاعر مرسي جميل عزيز
ثم شعرت بحنين جارف لسماع تلك الأغنية الفيروزية التي طالما سمعتها من زمان يوم كنا أو ما نفكر فيه حسن نستيقظ هو فتح المذياع لنسمع صوتها.. وببساطة فتحت موقع جوجل وكتبت أنا يا عصفورة الشجن فحصلت على 27700 نتيجة وكان أول موقع فتحته يحتوي على الأغنية بصوت فيروز الذي لم يتغير.. عذباً ما زال كأول صباح سمعتها به ولكن أنا الذي تغيرت.. وإن كان..
بي كما بالطفل تسرقه أول الليل يد الوسن
واغتراب بي وبي فرح كارتحال البحر في السفن
أجمل ما بالشعر هو أنه يعبر عنا.. فكيف إذا تماوج في أغنية فيروزية
أنا لا أرض ولا سكن أنا عيناك هما سكني
أنا يا عصفورة الشجن أنا عيناك هما سكني
وربما يعيد لأحزاننا بعض الاعتبار وقد ضيعنا زمنا جميلا..
راجع من صوب أغنية يا زمان ضاع في الزمن
صوتها يبكي فأحمله بين زهر الصمت والوهن
من حدود الأمس يا حلما زارني طيرا على غصن
تمنيت وعلى طريقة بعض الأفلام الخيالية لو أن الإنسان يستطيع أن يعمل (داونلود) لنفسه متى يشاء أو يعيد (فرمتة) نفسه ويرجع شاء شباباً وربيعاً ونقاءً..
ولكن..
أي وهم أنت عشت به كنت في البال ولم تكن
ويتبع >>>>: داونلود مشاركة
واقرأ أيضاً:
أتمنى لو كنت ماليزياً / من المنتظر..... / حلم بعد الأربعين.. ما رأيكم