توقفت عن الكتابة لفترة، وربما أتوقف لفترات أطول لاحقا، وفي ذهني أولئك الذين يتضررون من أسلوبي أو يرون كلامي هجوما أو مكررا، وإحداهن قالت أنني أتحرش بالجمهور، وأطلق ألفاظا نابية في إطار ظن أو ادعاء بأنني وحدي أفهم، والباقي يجهلون!!
وأزعم أن من يبحث عن الحقيقة سيدقق وينقب ويصل، وهم للأسف قلة في مقابل كثرة مغفلة جاهلة، ومصيبتها الأكبر أنها تحسب أنها تعرف وتفهم، وعلى جدارة بأن تتحاور، وتبدي رأيا وتخوض جدلا ونقاشا بينما بضاعتها من المعلومات زهيدة، وحصيلتها من الفهم ضعيفة، وقدرتها على الحوار المفضي إلى نتائج نافعة محدودة، بينما سلاطة اللسان، أو التهكم الأجوف، والاعتراض من باب الدفاع عن النفس دون النظر إلى أهمية الحقيقة، والبحث عنها، وتحري الدقة في تحليل وتشخيص العلل، والبحث عن مخارج وأدوية، تلك القدرات غير المفيدة لدينا منها الكثير، وأنا أزهد الناس في لغو المجالس، أو ثرثرة النت، وطحن الهواء الذي يعشقه البعض، وهم أحرار بالطبع في وقتهم، وحياتهم، وتبديد طاقاتهم!!!
أقول أن من يتحرى الحق والصواب والنفع والفهم ربما سيصل كتبت أنا أو لم أكتب، ولكن مستجدات تحصل تجعلني أكتب حتى لا أنفجر غيظا، وأعتذر مقدما لمن لا يعجبه كلامي:
منذ العدوان على غزة وردود الأفعال الشعبية العالمية هنا وهناك تحاول محاصرة إسرائيل وإدانتها وفضح عنصريتها وإجرامها!!
ومنذ اللحظة الأولى للعدوان وأنا أصرخ ما بلغ صوتي بالكتابة، والصوت الإذاعي في برنامجي"فش غلك"، وكل ما سنح من فرص أن الفرص مواتية بشكل كبير جدا ـ هذه المرة ـ لهزيمة إسرائيل مدنيا وشعبيا بدعم مبادرات وتحركات وتقارير وأفكار انطلقت لإدانتها على مستويات عدة، ولكن ما إن انتهى العدوان حتى عادت ريما لعاداتها السخيفة القديمة، ولكن المفارقة مفزعة هذه المرة، وأقصد أن الهيئات والدوائر الغربية تبدو متحمسة ومستمرة ومصممة، بينما مئات الملايين من الجماهير العربية والإسلامية بليدة كسلى ومنشغلة بقائمة قضايا أخرى أسميها تافهة حتى لا أطلق ألفاظا أخرى تعتبرها أختي المعترضة ألفاظا نابية!!!
آخر هذه الجهود ـ وقائمتها تضيق عن الحصر أو الإحصاء ـ هو انتهاء تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، وقد صدر هذا التقرير الواقع في قرابة الستمائة صفحة، وفيه إدانة واضحة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتبذل إسرائيل (الدولة والمنظمات وجماعات الضغط) جهودا محمومة لإسقاط مناقشة التقرير، وعدم نشره في أكتوبر القادم، والحكومات العربية لا نسمع لها صوتا، بينما النخبة أو النخب العربية منهمكة كالعادة في إدانة صمت الحكومات، وخرس المؤسسات الرسمية عن متابعة جهود مضادة لما تبذله إسرائيل!!!
والشعوب العربية نائمة في المجاري أو الترف أو التخلف العقلي أو... أو متغافلة أو متشاغلة عن مئات الجهود الأكاديمية والفنية والسياسية والحقوقية الناشطة في العالم لمناصرة قضايا أمة نائمة!!!!
واقرأ أيضًا
على باب الله: دم بارد.. دم رخيص/ على باب الله: الأمة هي الحل