اتفاقية محاربة الفساد التي أصدرتها الأمم المتحدة والتي وقعت عليها مصر سوف تعقد مؤتمرها القادم في الدوحة في الفترة من 9 إلي 13 نوفمبر. وفي المؤتمر سوف تضع حكومات الدول الموقعة تقاريرها التي تقيم آدائها خلال عام مضي. وفي المؤتمر أيضا تضع منظمات المجتمع المدني تقارير موازية تعرف باسم تقارير الظل. وهكذا وبجهد مشترك من أطياف المجتمع المدني في مصر والشخصيات المصرية العامة التي تستحق التقدير والاحترام لما قدمته من جهد تطوعي وهم المستشار أشرف البارودي والاقتصادي البارز دكتور أحمد سيد النجار والمهندس الشريف يحي حسين والباحث محمد الأقطش؛
قمنا بإعداد تقرير الظل الخاص بمصر بجهودنا ودون أن نكلف أحدا مليما واحدا وها نحن نستعد للسفر إلي الدوحة علي حساب الأمم المتحدة للبعض منا ومن الجيب الخاص للبعض الآخر. وتقريرنا خلص إلي أن المسافة لا تزال بعيدة جدا بين ما هو كائن وما يجب أن يكون علي كافة المستويات تقريبا ومنها قانون إتاحة المعلومات الذي تتعسف الدولة في إصداره واستقلال القضاء الذي بح صوت القضاة في المطالبة به دون جدوى وأيضا الأجهزة الرقابية في الدولة والتي هي أيضا تحت السيطرة الكاملة للدولة! وفوق كل ذلك الحالة المزرية للأجور والتي تتراجع باستمرار والتي تدفع الناس دفعا للبحث عن مصادر دخل أخري بالفساد أو بدون.
استمعنا في الأيام الماضية لكثير من المعاني قال بها رجال الحزب الوطني ويريدون للناس أن يصدقوها ومن بينها طبعا الشفافية ثم فوجئنا بالحكومة المصرية تطلب عدم نشر تقريرها باعتباره سريا.. سريا علي المصريين طبعا الذين لا يجوز لهم أن يعرفوا إلا ما تريده لهم الدولة أن يعرفوه في أبلغ تطبيق للالتزام المصري بإتاحة المعلومات. علي كل حال فلا داع للأسف فلقد طلبت مصر أخيرا إرجاء تقديم تقريرها من الأساس سري أو غير سري لا فرق، أما سبب طلب مصر إرجاء التقرير التي التزمت بتقديمه تحت مسمي لجنة النزاهة والشفافية فهو أن أحد المسئولين عن وضعه تبين أنه متهم في جريمة نصب.
أضع هذه الحقائق مجردة كما هي أمام أسياد الحزب الوطني الذين قلبوا دماغنا بمظهرهم الفاخر وكلامهم الكبير وبما أن المظهر كان فاخرا فعلا، وبما أننا نتكلم عن الشفافية فأرجوكم أن تخبروني من الذي يدفع فاتورة هذه الدعاية المكثفة للحزب الوطني في تلفزيون الدولة، ليس تخوينا لا سمح الله ولكن فقط لكي تتعلم أحزاب المعارضة الأقل حظا من نجاحكم الباهر وتفوقكم الكبير.
اقرأ أيضاً:
عندما لبست النقاب/ مصر لما بتفرح