كان مفاجأة لكل العاملين بمجانين ما وجدناه على أليكسا، حيث أن موقعنا مجانين دوت كوم يحتل الآن المرتبة 90 في موريتانيا؛ بمعنى أنه يزداد مرتبة فمرتبة في أقل من أسبوع.. وهو ما زادنا نهما لنعرف أكثر عن هذا الشعب العريق.
ومع الدخول للعالم الموريتاني؛ تجد أنك أمام مجتمع يختلف عنا في كثير من الأمور، وأيضا يتفق معنا.. ولن أتحدث عن مواطن الاتفاق؛ فكلنا مجتمع مسلم عربي ولكن سأتحدث عن بعض العادات الغريبة في المجتمع الموريتاني.
السحوة:
أول ما لفت انتباهي في رحلة بحثي عن كل ما يتعلق بموريتانيا الشقيقة هي تلك العادة "السحوة".. والتي تظهر في جميع أشكال الحياة الاجتماعية؛ وتعني ضرورة إخفاء المشاعر وعدم إظهارها أمام الآخرين فنجدها في علاقة الأبناء بآبائهم، وتدخل في علاقة البنت وأمها، وفي علاقة الزوجة بزوجها، حتى علاقة الرجل بأصهاره والمرأة بأصهارها تأثرت بفعل السحوة.
السحوة تتدخل في مظاهر الفرحة والحزن على حد سواء فلا تستطيع المرأة مثلا أن تفرح أمام المجتمع بزوجها، وكذلك لا تستطيع أن تحزن لفراقه بأي شكل من الأشكال.
وهذه العادة مسيطرة على المجتمع الموريتاني حتى يومنا هذا، ويتساءل الجميع.. من أين أتت؟؟ وما هي جذورها؟؟.. لا أحد يعرف ولكن الجميع أيضا اتفق على أنها عادة فقط ولا علاقة لها بالدين الإسلامي الحنيف؛ حيث أن ديننا أمر "بالحياء" ولكن السحوة تطرفٌ في الحياء إن لم يخنني التعبير.. مما يخلف اللامبالاة بين أفراد الأسرة الواحدة وأيضًا فقدان الألفة.
فتجد أن الأب لا يستطيع تدليل أو حتى حمل أبنائه أمام والده أو أعمامه، وكذلك الأم ممنوع عليها أي تدليل أو لعب مع صغارها أمام أي شخص، وتصل السحوة حد أن الزوجة تخجل من مناقشة أمور حياتها الزوجية مع زوجها، فلا عجب إذا كانت تزف ليلة العرس وهي تذرف الدموع، ومن العيب أن تشاهد وهي تبتسم!!.
وتقل تلك العادة كلما ذهبنا ناحية الحضر، وتتضخم مع الاتجاه للبادية، فهناك لا تستطيع المرأة احتضان أبنائها نظرا لظروف السكن المتمثل في الخيمة، حيث اللاخصوصية للأسر.
وكذلك إذا كانت الأسرة تسكن مع أهل الزوجة أو أهل الزوج فلا تستطيع الأم رعاية أبنائها بشكل يتلاءم مع متطلباتهم النفسية، والبيولوجية.
فهناك بعض الأسر بالريف لا يدخل الأب على أولاده نهارا.. وإذا قدم الليل يتسلل بسحوة شديدة إلى أسرته والسبب هو وجوده في بناية متقاربة مع والده وأعمامه، فهو لا يستطيع التعامل مع أبنائه بأي شكل أبوي أمامهم.. وأيضا لا تستطيع الأبناء مناداته أمام من هم أكبر منه سنا ولا حتى الاقتراب منه.
وعندما قرأت عن هذه العادة أكثر، وجدت تعليقا من شاب موريتاني يقول فيه:
"كنت وأنا صغير أمسك المرآة أمام أخي الأكبر بغرض رؤية أسناني، ووقتها اتهمني الجميع بالوقاحة وعدم التربية، وحتى عندما كبرت وكنت أتطيب –أضع المسك- وبعدها أخرج أمامه وجدت الجميع وبخني وقالوا إنها وقاحة بالغة!!.. حيث إن شم فيك أخوك الأكبر رائحة الطيب اليوم فمعنى هذا إنك ستستخدمه في المستقبل أمامه!!.. فالكثير من الحياء عندنا لا فائدة منه".
بين الحياء والسحوة فارق..
أما من الناحية الدينية فلا أصل لها فيه، يقول الدكتور محمد الأمين ولد محمد موسى الباحث الاجتماعي بموريتانيا:
"السحوة خارج الأخلاق الإسلامية فلا علاقة لها بالدين؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يدخل على ابنته وزوجها، وكان يتناول الطعام مع علي كرم الله وجهه، وكان علي يحمل أبناءه أمام الرسول عليه الصلاة والسلام"... كما جاء على لسانه بجريدة الأخبار الموريتانية- العدد رقم 245- الصادر بتاريخ 06/12/2006.
وكلما تعمقت أكثر داخل عادات موريتانيا كلما وجدت ما يشد انتباهي أكثر وأكثر..
ويتبع>>>>> : المجتمع الموريتاني: التبلاح
واقرأ أيضاً:
بالجوز بالفرد نفديك يا منتظر / من المسئول عن مقتل دكتور هشام حجاب؟؟!!!