ملصقات، وإعلانات، وهتافات انتشرت بعد الهجوم على غزة العام الماضي... وفعلاً يا غزة... كلنا غزة!! أرى في هذه العبارة وجهًا آخر... ولعله أصدق في حالنا من معناها الذي وضعت له...
أرى فيها معنًى يعبر عنا بحق.. معنًى بعيدًا عن جلجلة الهتافات التي تفتقر –في كثير من الأحيان- إلى صدق المشاعر، وحسن التطبيق...
نعم يا غزة!! كلنا غزة!!
عندما يقيم أحدنا جدارًا ظاهرًا من القطيعة بينه وبين أخيه في الدم أو في الدين...
وعندما يقيم في قلبه جدارًا مخفيًا من الحقد الدفين، والحسد...، ويدعمه بجنود من الضغائن وسوء الظن... فكلنا غزة!!
عندما يضيق الخناق على صوت الحق الذي يدخل قلبه...، ويسد أذنيه عن سماع النصح...، ويستمر في حقده... فكلنا غزة!!
عندما يتنكر أحدنا لمعروف أقرب المقربين إليه... فكلنا غزة!!
عندما يتقرب أحدهم إلى من أساء إلى أخيه لأجل إغاظته... فكلنا غزة!!
كلنا غزة يا غزة!!
عندما يقوم المحترقون على الافتراق بدعوة إخوانهم للوحدة والصلح...، والتعاون في سبيل تطبيق أوامر الله تعالى، وترك السخافات والالتفات إلى ما هو المهم في الحياة... فيعرض أولئك المساكين، ويقذفون الناصحين بقنابل من سوء الكلام والفعال... فكلنا غزة!!
عندما يتخلى أحدنا عن أخلاقه، ومبادئه من أجل كرسي بلا أرجل... فكلنا غزة!!
عندما يشتري جهنم ببضع دراهم مغصوبة...، أو برشوة حقيرة... فكلنا غزة...
عندما أرى حالنا أهتف بملء فيّ: كلنا غزة...!
أترى حصار غزة يزول، قبل أن يزول جدار الحقد بيني وبين أخي؟؟
أترى الكيد بالمقاومة يزول، قبل أن يزول كيدي بمن ينصحني ويقدم لي المعروف؟؟
أترى تنتصر غزة التي في فلسطين، قبل أن تنتصر غزة التي في قلوبنا، وفي بيوتنا، وفي شوارعنا، وفي مدارسنا، وفي كل شيء من حولنا؟؟
أترى نهزم اليهود، قبل أن نهزم داعيَ الشر في قلوبنا، وبين أظهرنا؟؟
لا.. وألف لا... وإن صحنا في الشوارع وهتفنا...
وإن علقنا ذنوبنا على شماعة (ما باليد حيلة)، (وليس في الإمكان أفضل مما كان)، (ولو أنهم فتحوا لنا المجال...)...
وإن بحّت حناجرنا من الصراخ، وإن بكينا دموع التماسيح...
أواه يا غزة... نحن من أضعناك!!
أواه يا فلسطين.. نحن من سلبناك!!
والله أعلم متى سنعيدك، ومتى سيكون النصر...
وكلنا غزة!!
ويتبع>>>>> : كلنا غزة....!!! مشاركتان