حكاوي القهاوي (1)
(5)
الدمار الشامل
يحكى أن في الاتحاد السوفيتي لما كان لسه اتحاد ولسه سوفيتي، كان هناك مسئولاً يشغل منصباً رفيعاً في الدولة وقد حامت حوله الشكوك بأنه عميلاً للمخابرات الأمريكية. وقد تم وضع الرجل تحت المراقبة الشديدة وفشلت كل المحاولات للتأكد من صحة هذه الشكوك والإيقاع به، ومرت السنين والسنين حتى اُكتشف أمر الرجل في النهاية وبعد سنوات طويلة حيث اتضح أنه كان بالفعل عميلاً للمخابرات الأمريكية وأن له راتباً شهرياً. لم تكن مهمة الرجل تجنيد عملاء أو كتابة تقارير وحبر سري وخلافه، فقط كانت مهمته بسيطة للغاية وتتلخص في أن يستغل موقعه الحساس لكي يختار أسوء الأشخاص المرشحين لشغل أي وظيفة أو منصب من المناصب التي يشرف عليها هذا المسئول.
لو صدقت هذه الراوية فإنها تعبر لنا عن ذكاء وبعد نظر المخابرات الأمريكية حيث أنها فطنت إلى أسهل أسلحة الدمار الشامل للقضاء على دولة عظمى كالاتحاد السوفيتي، وذلك بأن تخرب النظام من الداخل فتسعى إلى أن يتولي الأمر الشخص غير المناسب. سوف تدور حتماً العجلة بعد ذلك من تلقاء نفسها لأن هذا غير المناسب لن يتخذ إلا القرار الخاطئ والذي سيصل في النهاية بالمؤسسة أو الهيئة أو الدولة إلى الخراب والانهيار الحتمي.
ماذا لو أن هذه الراوية صادقة بالفعل، ماذا لو أن الاتحاد السوفيتي لم يكن هو وحده المستهدف وإنما أيضاً الاتحاد العربيتي. ماذا لو أن رئيساً في دولة ما كان عميلاً تتلخص مهمته في أن يختار دائماً المسئول الأسوأ. ألا يفسر لنا ذلك سر ما يحدث حولنا من تدهور ليس له من مثيل، ألا يفسر لنا ذلك سر تغاضي الطرف غير المفهوم عن كل الفاسدين والمفسدين وإعطائهم كل الفرص للنمو والتكاثر السرطاني بل وتقليدهم أعلى النياشين. لقد كشفت المخابرات الأمريكية عن رؤساء دول ليسوا في الحقيقة إلا عملاء لها، فهل ستكشف لنا وثائق هذه المخابرات بعد أن يُفرج عنها عن عملاء آخرين كانت مهمتهم العمل على تحقيق الانهيار والتخريب للدولة من الداخل بدلاً من الدخول في حروب ودماء ومعاناة. إن تأثير مسئول كهذا لهو أخطر من تأثير أشد أسلحة الدمار الشامل فتكاً، كتلك التي تقضي على كل ما هو حي ولا تترك إلا كل ما هو جماد لا روح فيه.
(6)
الخلطة السحرية
اقتداءً بالولايات المتحدة الأمريكية قرر حاكم دولة شيكا بيكا أن يرشح نفسه ومعه النائب بتاعه وناخدهم الاثنين بيعة واحدة إذا كان عاجبنا. ثم استلهاما لفكر بوتفليقة رغم اختلافنا الكروي معه، واقتداءً بدولة كوبا كانوا برضه حبايبنا زمان قرر الحاكم الشيكي بيكي أن يكون النائب بتاعه هو أخيه في الرضاعة. وعملاً بما ذكره في كتابه الأسود الذي ألفه سيادته بعنوان "كيف تعيش وتموت رئيساً" كتب سيادته يقول أنه يجب على الرئيس أن يفرض على شعبه أحد الأمرين إما أن يبقى دون، أو أن يختار نائباً من فصيلة أخيه حتى يدعوا من في الداخل والخارج للرئيس بالبقاء ولا يفكر أحد في اغتياله في أي يوم من الأيام وإلا حنلبس أخوه. وقد أطلق سيادته على هذه الوصفة السحرية "وصفة الامريكوبيا" وقد حصل سيادته على براءة اختراع لها وينتظر في القريب العاجل تصديرها إلى كل دول المنطقة لتكون دولة شيكا بيكا هي الدولة الرائدة دائما لكل دول الجوار. وحتى يقبل شعب الشيكا بيكا الرئيس وأخيه وهم في غاية الانبساط قام سيادته بجلب بعض من سحر شمال ووسط أفريقيا حيث ينتشر هذا النوع من السحر في ذلك الجزء من الكرة الأرضية. وحيث أنني من أكثر الخائفين علينا وعلى الرئيس من سحنة أخيه إذ يكفينا سحنة واحدة، فإنني أخشى ما أخشى أن يأتي يوماً وأجد فيه سيادته يبكي بكاء الأسد في عرينه... أخشى ما أخشى أن يفترش سيادته الثرى... أن يجلس كما نجلس نحن القرفصاء ليغنى مثلما تعودنا نحن الغناء
"أنا بس اللي محيرني ومخلاّنيش أنام اللي تحسبه موسى إزاي يطلع هامان"
(7)
تخاريف
تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر ترشح السيد تامر لمنصب رئيس الجمهورية. فقد ذكرت أنه لما كان للفوز الثالث على التوالي بكأس أفريقيا وما سبقه من أحداث رياضية له الأثر البالغ في إشعال الشعور بالانتماء، فقد قرر سيادته خدمة أبناء الدائرة والترشح للمنصب منافساً بذلك السيد البرادعي. فالرجل يعرف مصر ومشاكلها ومشاكل شبابها جيداً مش زي البرادعي اللي ما يعرفش حاجه. وقد باركت بعض الأوساط السياسية هذا الترشح متوقعة أن تصبح المعركة حامية الوطيس بين الطرفين.
كما نقلت وكالات الأنباء فرحة الشعب وخروجه عن بكرة أبيه شباباً وعجائز في مظاهرات تأييد للسيد تامر وقد هتف الجميع "والله وطنا عامر... زي ما قال تامر". وفي رد فعل تجاه ما ردده بعض المشككين من أن السيد تامر قد تهرب من أداء الخدمة العسكرية ولا يجوز له أن يترشح لهذا المنصب، قال أحد المؤيدين معلقاً "طيب وإيه يعني هرب ولاّ مهربش إحنا راضيين، وكمان بقى هو مهربش دا بس نسي وجلّ من لا يسهوا... ومن الآخر كده زي ما بيقول المثل أبوها راضي وأنا راضي". هذا وما زالت أصداء ترشح سيادته للمنصب تثير جدلاً واسعاً بين مؤيد ومؤيد حيث اختفى كل المعارضين وسنوافيكم لاحقاً بآخر الأصداء من وكالات الأنباء.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:: حكاوي القهاوي (3)
واقرأ أيضاً:
هيلن كيلر معجزة لن تتكرر / ولمَ لا؟