(25)
طيب.. وبعدين
يقول أصحاب النيات السيئة أن شيخ الأزهر ولاؤه لمن يعيّنه، وأن أحكامه يسيّرها نظام "اللبيب بالاشارة يفهم". ماذا يحدث لو تقدم أحد النواب بطلب في هوجة تلك الطلبات التي لا يُنفّذ منها شيء، وطالب بأن شيخ الأزهر وإن جاء تعينه بقرار من رئيس الجمهورية إلا أنه لا يجوز عزله من منصبه إلا بإجماع أعضاء مجلس العلماء دون شرط موافقة رئيس الجمهورية، وما ينطبق على شيخ الأزهر ينطبق بالمثل على فضيلة المفتي. هنا سنضمن لهما النزاهة في إصدار الأحكام والفتاوى. وفي هذا كف الحقد على البابا شنوده. أثق في موافقة السيد الرئيس... مش كده برضه يا أولاد؟
(26)
زنقة الفيران
دخل ذات يوم فأر في منزل أحد الفقراء، وعندما ضاق السكان ذرعاً بهذا الفأر اللعين قرروا أن يتخلّصوا منه، فقاموا بمطاردته إلى أن شعر الفأر أنه لا فرار من مصيره؛ إذ أمسك كل فرد من سكان المنزل بما وقع تحت يديه ليقتل الفأر. فأحدهم يحمل عصاه، في حين أمسك آخر شبشب وتسلح الثالث بالجزمة. أدرك الفأر أنه اليوم إما قاتل أو مقتول؛ مما أصابه بلوثة عقلية فراح يقفز في وجه من يتصدى له. قام أحدهم من شدة الرعب والتقزز عندما رأى الفأر يقفز في وجهه بضربه ضربة بالجزمة فجاءت قاضية وسقط الفأر صريعاً. ما حدث للفأر لا أدري لماذا يذكرني بما حدث لشجرة الدر على يد زوجة أيبك؟ قد يرجع ذلك لتشابه وسيلة القتل الجزمة والقبقاب أو لتشابه شجرة الدر مع الفأر، أو لتشابه سكان المنزل مع زوجة أيبك فكلاهما لم يعد يحتمل وجود من لم يعد مرغوباً فيه. مما يؤسف له انقراض القبقاب إذ أن احتمالات الموت بالجزمة شبه معدومة.
(27)
المستمصرون
يوجد في إسرائيل قوات أمن اسمها المستعربون، هم إسرائيليون من أصول عربية يندسون داخل التجمعات الفلسطينية؛ يشتركون معهم في أنشطتهم المناهضة للاحتلال وفي أثناء المظاهرة ينقضون فجأة على أحد النشطاء فيلقون القبض عليه. وبسبب ملامحهم العربية أطلقت إسرائيل عليهم اسم المستعربون، يعني بالبلدي "عاملين نفسهم عرب". الآن في مصر وحيث أن إسرائيل أسوتنا وقدوتنا، أنشأت أجهزة الأمن مجموعة تلبس الملابس المدنية لتندس وسط المتظاهرين وفجأة تقوم بالالتفاف على أحد المتظاهرين وتسحله جراً لتلقي القبض عليه؛ رجلاً كان أم سيدة فلا يهم طالما في النهاية أنه أو أنها مصري أو مصرية. الحقيقة لا أجد تسمية تليق بهذا النوع من القوات سوى المستمصرين يعني بالبلدي "اللي عاملين نفسهم مصريين".
إن ما يحدث الآن هو في تصوري البداية ليست كبداية صلاح أبو سيف، فقد كانت بدايته هي بداية الاستبداد. هنا نتحدث عن بداية النهاية لهذا الاستبداد. ستكون النهاية في ذات اليوم من أي عام لا يهم. سيخرج المتظاهرون حينئذٍ ليس فرادا، بل كلٌ يربط يداه في يد أخيه الذي يجاوره. حينها سيكون الجميع صفوف متراصة، كتلة واحدة، حينها لن يفلح المستمصرون في التقاطهم. أظن أنه في المرحلة القادمة ستحتاج مصر إلى خبراء إسرائيليين متخصصين في حرب الشوارع حتى تعطي قوات الأمن المصرية خلاصة خبراتها في مواجهة النشطاء الفلسطينيين في الضفة والقطاع فحتماً ستكون حرب الشوارع واقعاً في المرحلة القادمة.
(28)
حدوته آخر الليل
كان يا مكان يا سادة يا كرام؛ كان فيه حاكم زمان أسمه اورتيجا في بلد اسمها بنما، وقبله كان فيه حاكم تاني اسمه الشاه رضا من إيران. الاتنين دول يا حبايبي كانوا بيفتروا على شعوبهم يسجنوهم ويعذبوهم ويسرقوهم. كل واحد منهم كان بيتعامل مع شعبه على إنهم عبيد، ربنا خلقهم علشان الحكام يعملوا فيهم اللي هم عايزينه. الاتنين دول كانوا مظبطين أمورهم مع أمريكا، يعني عاملين نفسهم مداس لأمريكا يعملوا لها كل اللي هي عايزاه، وفاكرين إنه كده خلاص كل حاجه تمام وحيفضلوا الحكام لآخر الزمان. أمريكا زي ما أنتم عارفين يا أولاد زي الشيطان يخليك تعمل كل اللي هو عايزه وأول ما تقع يستندل ويقول "ماليش دعوة".
وزي ما كلنا بننسى إنْ فيه يوم للحساب وبنسمع كلام الشيطان الوحش، برضه اورتيجا والشاه نسيوا إن فيه يوم للحساب وقالوا مدام إحنا مظبطين أمورنا مع أمريكا يبقى خلاص كله في التمام. بس اللي حصل لا كان ع البال ولا ع الخاطر وأول ما الشعب أتحرك ورفض الظلم وقال "كفاية"، "لازم التغيير"، أمريكا على طول قالت ماليش دعوة وراحت سجنت واحد عندها؛ قال أيه ده بيتاجر في المخدرات طب ما أمريكا هي اللي كانت بتبيع وتشتري منه، والتاني حتى رفضت تستضيفه لأنه غير مرغوب فيه؛ وسابته يموت بالسرطان لولا ولاد الحلال. هي دي يا حبايبي نهاية ندالة الحكام مع شعوبهم، وهي دي برضه نهاية سماع كلام الشيطان؛ أنه حيسيبك يوم الحساب ويقول ما شفتوش ما عرفتوش ما حبتوش. وتوته توته ما خلصت الحدوته ما هي لسه موجودة عند باقي الحكام.
(29)
من يدخل الجنة أنا أم فينكلشتاين
شاهدت مقاطع على اليوتيوب للقاءات ومحاضرات لأستاذ جامعي يهودي أمريكي يدعى نورمان فينكلشتاين. هذا الرجل يعظم من شأن كل مقاومة، يراها الحق الطبيعي لمن يقع تحت الاحتلال، لهذا جاء يناصر المقاومة الفلسطينية ويدعم حزب الله في لبنان. يتعجب الرجل كيف نفرش بساطاً بلون دماء شهدائنا لتدنسه أحذية كلاب الاحتلال.. يتعجب كيف نصافح من خضب يداه بدماء نساءنا والأطفال. يقول لنا هيهات أن تبرموا سلاماً ما لم تحملوا السلاح. يقول الرجل في شأن المطبعين والمهرولين والمرتعدة فرائصهم "إن إسرائيل فرحة بكم ولكن هيهات أن تنالوا منها احترام"، يقول في شأنهم "من حقك إن شئت أن تعيش... فقليل يأبى أن يركع على قدميه... لكن دعوني أقَبل مناضلاً على وجنتيه". نعم سيدي أشعر بالخجل... إذ شاهدتك وطالعت نفسي بالمرآة.. لا يسعني تجاهها سوى الازدراء... ذلك أنني ممن يلعقون الحذاء... من أجل وهم بالبقاء... لا أجد ما أقوله سوى... كم أخشى من الله عدله بعد الفناء.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:: حكاوي القهاوي (7)
واقرأ أيضاً:
هيلن كيلر معجزة لن تتكرر / ولمَ لا؟ / حكاوي القهاوي