صحيح أم خطأ
الطب
هل يمكن أن نكون مدمنين على الكافيين؟
لا. وليطمئن شاربو القهوة! الكافيين ليس مخدرا، حتى لو رافق التوقف عن استهلاكه ترافقه أعراض الانسحاب/الفطام.
يعرّف الفرد "المدمن" على مادة بأنه يتناولها بشكل مفرط، يستهلكها على الرغم من آثارها السلبية، ولديه رغبة لا تقاوم في استهلاكها. كما ينمي لديه احتمال المفعول (يزيد من الكمية المستهلكة لمواصلة الشعور بآثارها) ويعاني أعراض الانسحاب.. لدى التوقف عن استهلاكها. هل شاربو القهوة بكثرة معنيون بهذه المشكلة؟
أبدا، لا... يبدو أن استهلاك القهوة بكميات كبيرة ليس خطيرا لا بالنسبة للأفراد ولا بالنسبة للمجتمع.
تعزي كثير من المزايا إلى القهوة. وتشتهر بنكهتها القوية ومذاقها الجيد. منشطة قليلا وتحفز الشهية. لكن ليس هذا كل شيء... فبعض الناس يصرحون أنهم يواصلون شربها لتخفيف الصداع، الفتور والإغفاء. كما يعمل الكافيين على زيادة اليقظة، عن طريق تنشيط الجهاز العصبي المركزي والجهاز القلبي - الشراييني.
يحافظ على اليقظة لفترة محدودة من الحرمان من النوم. يستغرق الأمر نحو ساعة ونصف إلى ساعتين لكي يكون تركيز الكافيين هو الأعلى في الدم. يبلغ الكافيين الجهاز العصبي في غضون عشر دقائق بعد التناول ولا يبقى فقط إلا نصف الكمية الأصلية في الدم بعد حوالي خمس إلى سبع ساعات - المدة الزمنية تختلف تبعا للفرد.
كثيرا ما نجد أن أكبر مستهلكي القهوة (أكثر من 1000 ملليغرام من الكافيين في اليوم) قد تعاطي أحيانا الكحول أو المخدرات الأخرى. الشاربون "المعتدلون" (130 إلى 600 ملليغرام يوميا) يقولون أنهم لا يشعرون بالآثار المنشطة للكافيين إلا قليلا. في المختبر، لدى إعطاء الحيوانات جرعات مماثلة من الكافيين، لا يتم تحفيز الدوائر الدماغية للمكافأة والمسئولة عن تطوير الإدمان للمخدرات.
ولو تم الاستهلاك بإفراط، تبقى الكافيين غير خطرة. حالات التسمم الوحيدة التي سجلت همّت أفرادا تناولوا بقصد أو بدون قصد أقراص كافيين. وشرب القهوة كل صباح أو كل مساء بعد العشاء لا يؤدي إلى ذلك الضرر! هؤلاء الناس لا يشعرون بأي انزعاج عندما يحرمون من شرب القهوة، حتى لو كانوا يميلون إلى شرب الكثير. كيف يتم احتمال المفعول من طرف الجسم لدى الكافيين؟ يبدو أن آثاره السلبية (الكافيين يحفز القلق، سرعة الانفعال والعصبية) تضعف أو تختفي، في حين أن آثاره الإيجابية (زيادة اليقظة) تتعزز.
وماذا يحدث عندما نتوقف للشرب؟ بعد استعمال لفترة طويلة، قد تحدث أعراض انسحاب (صداع، خمول، تهيج) لدى أولئك الذين يشربون أكثر من كوب واحد من القهوة يوميا (حوالي 100 ملليغرام يوميا). وتظهر بين 12 و 24 ساعة بعد وقف الاستهلاك، تبلغ ذروتها في 48 ساعة، ثم تختفي تدريجيا مع مرور الوقت.
لقد تم إجراء دراسات عديدة لدى البشر لتحديد ما إذا كان الكافيين مخدرا، وإذا ما كان قادرا على أحداث إدمان. فتم الخلوص عموما إلى أن انسحاب... الكافيين ليست ظاهرة إكلينيكية هامة وأن معظم الأعراض النفسية، هي ناتجة عن تحسب لآثاره.
هل علينا إذن الحد من استهلاكه؟ لا تعترف الجمعية الأمريكية للطب النفسي بالإدمان على مادة الكافيين. وحده الانسحاب.. مذكور في دليلها المرجعي، وهذا وحده ليس معيارا كافيا. وحتى لو كان البعض يدعي وجود إدمان، فالمؤشرات الإكلينيكية –عدم القدرة على منع تناوله ومواصلة تناوله على الرغم من الآثار السلبية على الصحة- يبدو أنها من الصعب للغاية البرهنة عليها.
وبالتالي، الكافيين هو بكل بساطة منبه ضعيف يستعيد مستوى معينا من الإيقاظ والاستثارة في حالة التعب. استهلاكه لا ينطوي على مخاطر خاصة والكافيين ليس بالتأكيد خطيرا بقدر المخدرات الأخرى (الكحول، التبغ، الكوكايين، الحشيش والأفيون). إلا أن التوقف المفاجئ عن استهلاك (أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة يوميا) يمكن أن يؤدي إلى الصداع لدى أشخاص احتمالا هم مستعدين لذلك.
المصدر:
المجلة العلمية Pour la Science- n 388-Février 2010
واقرأ أيضاً:
الأبحاث تتوصل إلى ربط الدماغ بالكلمات، والقدرة الموسيقية / الشوكولاته، هل هي مفيدة لنا؟