نتائج انتخابات الرئاسة سنة 2011 وتوقعات 2017
ما هذا؟
لا يمكن أن يكونوا قد نجحوا أن يخمدوا حتى قدرتنا على الخيال!!! أو حتى على تلقي ما هو خيال!!
بعد أن نشرت نتائج انتخابات 2011 الأسبوع الماضي، وبعد أن سقى خيالي الحزب الوطني والحكومة "حاجة أصفرا"، فوافقوا على شروطي، وهي أقسى من شروط الدكتور البرادعي، ونشرتُ النتائج كما أملاها عليّ هذا الخيال دون مسئولية من جانبه، فوجئت بالأسئلة المعتادة، ماذا تقصد؟ ما معنى هذا؟ لكنني فوجئت أكثر بأسئلة غير معتادة مثل: لماذا أنجحت جمال مبارك في الجولة الثانية مع أنه لا يستأهل أن ينجح حتى في الدورة الأولى؟ (هل أنا الذي أنجحته!!؟) لماذا لم يوافق البرادعي على الالتماس المقدم من أنصاره إلى الرئيس مبارك ليتنازل جمال للبرادعي ولو عن هذه الدورة الرئاسية؟ لماذا أعطيت الدكتور محمد أبو الفتوح عشرين في المائة من الأصوات فقط؟ وأنت تعرف قوة الإخوان في الشارع.. إلخ... إلخ، بصراحة فوجئت حتى كدت أصدق أنني المسئول عن هذه النتائج جملة وتفصيلا، وكنت أرد على بعض هذه التساؤلات، مقتديا برد الرئيس في التعتعة السابقة، بأن هذه هي إرادة الناخبين، فإن شئتم فاسألوهم، ما لي أنا؟ ولم يقبل أحد شرحي بأنه ليس من حقي ككاتب لا يملك إلا خياله، أن يغير في نتائج انتخابات واقعية هي الدليل الأول والأخير على نزاهة الذين أجروها بشهادة الناجحين والذين لم يحالفهم الحظ على حد سواء!!!
ما هذا؟
هل قتلوا الطفل فينا: أين ذهب نشاط خيالنا البسيط؟
هل يا ترى سلبوا حقنا في الخيال كما سلبوا حقنا في الحلم؟
ما هذا؟
وبرغم كل ذلك طالبت بمراجعة نتائج الانتخابات كما دبجها خيالي الأسبوع الماضي، وذلك استجابة لمطالب الجماهير وتساؤلاتهم، أسوة بمراجعة أوراق الثانوية العامة لمن يشك في رصد درجاته، لكن الجهات الرسمية رفضت أن أراجع الأوراق أنا شخصيا لأنني المسئول عن رصد هذه النسب أولا وأخيرا، فشكلت لجنة محايدة لذلك.
وإلى حين تنتهي اللجنة من المراجعة، قررت أن أحاول تفسير النسب التي قررها خيالي دون إذن مني فجاءت التفسيرات بالنسبة للجولة الأولى كالتالي:
1) السيد جمال مبارك 32.2% حصل على أصوات أصحاب المصالح المقربين المعتادين، وأصحاب المصالح المنتظرين، وأصوات بعض العارفين بفضل والده وحكمته، وأصوات أهل القرى التي لم يزرها سيادته آملين أن يزورها بعد توليه الرياسة
2) الدكتور محمد البرادعي 31.3% جاءت الأصوات من الصفوة، والمثقفين، والمتنورين، والمنوِّرين، والآملين، والغاضبين، والعاطلين، والذين فاض بهم، وكل من يحلم بالقدرات الخارقة "للرئيس المجهول"
3) الدكتور محمد أبو الفتوح 20.2% لاحظت هبوط النسبة المنتظرة مقارنة بالشائع عن قوة الإخوان في الشارع، ربما نتيجة للخلافات الحقيقية أو المختلقة التي سادت أجواء الإخوان ومحبيهم في الفترة الأخيرة
4) الدكتورة زينب رضوان 9.1% جاءت أصواتها من الحركات النسائية، ومنظمات حقوق الإنسان، وبعض رجال الحزب الوطني
5) السيد (الدكتور) أيمن نور 6.2 % جاءت أصواته من الأحرار المتحررين من كل ما هو ليس كذلك (لم أفهم من خيالي ماذا يقصد بصراحة!)
6) السيد أسعد لطفي 1.1 % بما أنني لا أعرفه، فلم أعرف من أين حصل على أصواته
أما بالنسبة لتفسيري لنتائج الجولة الثانية فقد ثبت أن السيد جمال مبارك قد حصد أغلب أصوات الدكتور أيمن نور، والدكتورة زينب رضوان تقريبا، وحوالي نصف أصوات الدكتور محمد أبو الفتوح بعد أن شاهد أنصاره صورة زوجة الدكتور محمد البرادعي غير محجبة في الصفحة الأولى في الدستور!!
ما أن انتهيت من هذا التفسير حتى وصلني قرار اللجنة المحايدة لمراجعة النتائج، وهذا نصه:
"بعد مراجعة الأوراق بكل دقة وأمانة، وبتعاون كامل مع المسئولين تبينت، صحة النتائج في الجولة الأولى دون أي خطأ اللهم إلا بعض الهنات الكتابية التي لا تؤثر أي تأثير جوهري على النتائج، أما حين راجعت اللجنة الجولة الثانية فقد ثبت وجود خطأ كتابي بسيط غير مقصود أيضا، وذلك بأن تمت كتابة اسم الأول أمام أصوات الثاني وبالعكس، فأمرنا بتصحيح الخطأ، وتم ذلك برضا الجميع، فأصبحت النتيجة كالتالي:
الدكتور محمد البرادعي 52.1%
السيد جمال محمد حسنى مبارك 47.9%
ونحن نهنئ الفائز الكريم، ونبلغ الشكر لكل من تعاون معنا
وعلى الدكتور البرادعي أن يتولى رئاسة مصر اعتبارا من تاريخه (ولم تكتب اللجنة التاريخ قصدا).
التوقيع: أعضاء اللجنة"
يا ترى أية أسئلة سوف تصلني بعد ذلك؟
وكيف سأرد عليها؟
نشرت في الدستور بتاريخ 3-3-2010
اقرأ أيضا:
عن عمق الفرحة، وسرقة النجاح! / قصة قصيرة (جديدة) / هل نحن في حاجة إلى زعيم، أم إلى رئيس، أم بطل قومي؟