هاجر (أم الخير) المصرية
أرسل الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني يقول:
الأخت الفاضلة الدكتورة هالة مصطفى؛
أعجبتني كلماتك عن أم سيدنا إسماعيل عليه السلام، السيدة الجليلة هاجر، والتي يفخر بالاتصال بنسبها كل مصري ومصرية، وكل عربي مستعرب من نسل إسماعيل عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم،
وهي قصة جليلة يزيد عمرها عن أربعة آلاف عام، تقريبا في نهاية عهد الدولة المصرية القديمة، وبعد احتلال الهكسوس لمصر، ومازال من الأمهات المصريات من يشبهن في طباعهن أمنا هاجر عليها وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وإن قل وندر عددهن، هي عطاء وتضحية بلا حدود، هي صبر وتحمل للصعاب والمشاق والآلام بلا كلل ولا ملل، هي وفاء وإخلاص لزوجها وأبنائها بلا مقابل يذكر في كثير من الأحوال.
هي اسم على مسمى، فلقد هاجرت إلى مكان يصعب على أشد الحيوانات تحملا أحيانا "الجمل" أن يتحرك فيه أثناء قيظ الظهيرة!!، تذكرتها عليها السلام منذ أيام قلائل عندما أشار ترمومتر الحرارة في سيارتي إلى الخمسين درجة مئوية عندما تركتها قليلا في مكان مفتوح بجدة!!، وأشفقت عليها وعلى سيدنا إبراهيم ورضيعها إسماعيل عليهم جميعا وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم وهم يطيعون أمر الله تعالى مهاجرين ثم باقين في مكة المكرمة –إلى ما شاء الله تعالى- عند بيته تعالى محاطين بالصخور والجبال والشعاب المرعبة والمخيفة من كل جانب في ذلك الزمن السحيق، ولكنه الإيمان العميق والرضا والقناعة والتسليم التام بأمر الله تعالى وأوامره؛ فسلام على هاجر المؤمنة الوفية الصبورة المهاجرة في سبيل الله تعالى الطائعة العابدة المؤمنة، والسلام على كل امرأة وزوجة صالحة تجعل من هاجر عليها السلام نبراساً وقدوة لها في حياتها الزوجية، والشكر الجزيل للدكتورة هالة على تذكرتها ومدونتها المفيدة النيرة.
واقرأ أيضاً:
ليست دعوة للعنصرية / من وحي المونديال