فاجأتني جريدة الجمهورية على الريق بخبر مختلق كاذب أعجب من العجب في الصفحة الأولى من عددها الصادر يوم السبت الموافق 26/6/2010. يقول الخبر إني أرسلت ما أسموه "بفتياتي" إلى الإسكندرية ساعة وجود الدكتور محمد البرادعي هناك، وأني كلفتهن بالوقوف على باب المسجد لمنع الشعب بكل متظاهريه من الدخول لأداء صلاة الجمعة! ولا أعرف أي خيال قاس مريض يمكنه أن يخترع كذبة قاسية شريرة إلى هذا الحد ومن أين أتوا بها وما المقصود من وراء ذلك ولماذا.
في يوم الجمعة كنت أنا في القاهرة ولم أذهب إلى الإسكندرية، وهذا طبيعي لأني أكون مشغولة طوال النهار بالإعداد لبرنامجي أرجوك افهمني الذي أذيع على الهواء في مساء ذات اليوم، أطبع أوراقي وأراجع كتاب الحلقة والكثير من المشاغل الأخرى التي تلتهم الوقت بسرعة، وعادة ما أزور أمي زيارة سريعة تفاؤلا بوجهها، ولأطلب منها أن تدعو الله لي بالتوفيق، زرتها قبل حلقة الخميس، وسافرت هي إلى الإسكندرية يوم الجمعة، ويبدو أن وجودي في القاهرة وانشغالي بالبرنامج لم يفت على فطنة مخترع هذا الخبر الذي بطبيعة الحال يعرف مواعيد ظهوري على الهواء، فاكتفى باختراع أني أرسلت ما أسماهن بفتياتي. ببساطة أنا ليس لدي فتيات لأرسلهن إلى الاسكندرية خصيصا من أجل منع الناس من دخول المسجد لصلاة الجمعة هناك!
ولم يذهب للإسكندرية أي فتيات من طرفي سوى أمي وخالتي، أمي فتاة تقارب السبعين، وخالتي فتاة على وش معاش، وكلتاهما محجبات! ولو كنت قد طلبت من أمي وخالتي منع الناس من دخول المسجد للصلاة لكانتا قد اعتقدتا أني مصابة بحالة جنون رسمي! ولكنهما في وقت صلاة الجمعة بالذات كانتا في ذات المسجد بالذات تصليان فيه الجمعة بعد أن أديتا واجب العزاء لأهل شهيد الطوارئ خالد سعيد. ولا أستطيع أن أتخيل مشهدا أكثر عبثية وطرافة من أم تصلي في مسجد في ذات الوقت الذي ترسل ابنتها فيه فتيات ليمنعن الشعب من دخول ذات المسجد للصلاة!! ولي فتاة واحدة فقط هي ابنتي وقد بقيت بجانبي في القاهرة، وأحبها طبعا، ومن المستحيل أن أرسلها لمنع الناس من الصلاة! ومن الطبيعي أني لن أقبل أبدا على فتيات في سن ابنتي ما لا أقبله على ابنتي ذاتها! ومن هن هؤلاء الفتيات؟ وما هي أسماؤهن؟ وكيف يقبلن مني طلبا كهذا إلا تحت التنويم المغناطيسي على أن يكون طويل المفعول حتى يستمر طوال المشوار إلى الإسكندرية؟! ولماذا لم تأت جريدة الجمهورية بصورة لهن أو فيديو وهن يمنعن الناس من دخول المسجد وهذه المسائل أصبحت من أسهل وأبسط ما يمكن؟ وهل تستطيع مجموعة من الفتيات منع الناس من صلاة الجمعة أصلا؟
أنا مسلمة أبا عن أم عن جد، وأحترم بالتأكيد عقائد الآخرين وأنادي في كل يوم وساعة باحترام العقائد ونبذ التطرف في كل الوسائل المسموعة والمرئية، بل أنا عضو في حركة مصريين ضد التمييز، ولا أفهم كيف أدافع عن الحق في العقيدة وأنادي باحترام عقائد الآخرين ثم أخالف ذلك في عقيدتي أنا شخصيا، وعلى باب الجامع، وفي وقت صلاة الجمعة؟ وما الذي يمكن أن يعود علّي من ذلك؟ أما الذي يعود على الجريدة التي نشرت هذا الاختراع فهو بالتأكيد كثير ولا يحتاج لذكاء، ولكنه يصيب في مقتل لأنه يتناول الدين، وهو أعز ما يؤمن به الإنسان، إن الذي افترى عليّ بهذا الاختراع الذي لا يصدقه عقل طفل صغير هو إنسان مدفوع بكراهية مخيفة مريضة لا أتوقع أني سوف أنجح في تفسيرها أبدا. آذوني في ديني وأنا مما افتروه عليّ براء، وأنا سوف أرد عليهم قصدهم بكل بساطة، وبأكثر من الكفاية بأن أقول أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وأخيرا(سلاما).
اقرأ أيضاً:
لو كان خالد ابن وزير.. كانت رأس العادلي تطير/ أغنية راب مصرية للشهيد خالد سعيد من حاتي مصر