الغيرة.... متى تكون مَرَضية؟؟
بخصوص موضوع السعي الحثيث الذي يقوم به –أحد معارفي من شيوخ الأزهر-، وجدت في جريدة المصري اليوم، بتاريخ 16 /9، وفي باب "السكوت ممنوع" نداءً صريحاً من نفس الشيخ، الأستاذ المساعد في جامعة الأزهر، موجهاً لفضيلة شيخ الأزهر، يتضمن ثلاثة بنود أهمها هو "رفع اسم مسمى «أزهري» من قناة إعلانية مرئية فضائية"، ولما كان ذلك النداء –أو الرجاء، أو الأمل- يفهم منه أته غيرة على الأزهر الشريف، أو على النيل من مكانته –الحالية- المرموقة، داخلياَ وخارجياَ، ومن واقع تخصصي ومهنتي كطبيب للأمراض النفسية –والعقلية- كان من الواجب عليّ أن أوضح للقراء شيئاَ عن مفهوم الغيرة، ومتى تكون غيرة مرضية، ومتى تستوجب العلاج، وما هو القدر الطبيعي من الغيرة...
إن من الغيرة ما هو مرضي وما هو محمود ومطلوب، وحتى لا يتوه القارئ، فالفرق بينهما باختصار شديد هو أن الغيرة عندما تصب في مصلحة من نغار عليه، وعندما يكون الدافع فيها أن يكون من نغار عليه فوق الرؤوس، تكون غيرة صحية ومطلوبة ومحمودة... أما أن يكون الدافع للغيرة هو مصلحة الشخص الذي يغار بغض النظر عما يصيب من نغار عليه من ضرر أو نفع، أو عندما يكون الدافع هو الرفع من قيمة الغيور، فهذا ليس له إلا أحد تفسيرين......
- أولهما أن تكون حالة من الغيرة المرضية التي تستوجب العلاج النفسي الطبي، نظرا لما تؤدي إليه من ضرر وإعاقة لمن نغار عليه، ويكون صاحبها المسكين معذورا بسبب مرضه...
- أما الثانية فهي أشد نكبة عندما تكون تلك الغيرة ما هي إلا ادعاء بالباطل، أو رياء أو تملق أو نفاق، فهي تضع صاحبها في موضع من اضطراب السلوك أو الشخصية التي لا علاج طبي لها، حيث أنها تدل على (سيكوباتية) وأسلوب حياة لدى من يدعيها...
فالزوجة التي تغار على زوجها -غيرة صحية- لا تقبل أن يمسه أحد بسوء، ولا تقبل أن يخرج من البيت غير متناسق الهندام، حسن المظهر، يُشار له بالبنان، أما الزوجة ذات الغيرة المرضية فهي تحيل حياة زوجها إلى جحيم لا يطاق عندما تراه يختار ثياباً أنيقة، وقد تتهمه بالخيانة بدون أدنى سبب لذلك.... وهذا لا ينفي بالطبع وجود نسبة من الغيرة العاطفية التي لا تصل لحد وصفها بالمرض طالما لا تطغى ولا تؤثر على سير الحياة بشكل عادي وإيجابي في الحياة الزوجية....
ومن رؤية أخرى يظهر لنا لونان آخران من الغيرة... هما: أن تغار "مــِن" شيء أو أن تغار "على" شيء....
والحالة هنا -من وجهة نظري- ليست غيرة على الأزهر فحسب، إنما هي غيرة على الإسلام- أو هكذا يجب أن تكون، فمن مات على عصبية ليس من المسلمين، كما روي عن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، وليصحح لي من هو من أهل الذكر إن أخطأت...
وهذا يدفعنا لمناقشة الدوافع والنتائج حتى نصل إلى تشخيص سليم...
فماذا يضير الأزهر الشريف من أن ينتسب إليه -اسماً- من يقوم بنشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة –أو حتى من يدعي ذلك- في قناة فضائية فشلت في أن يكون بثها من بلد الأزهر الشريف، في حين يبث بلد الأزهر الشريف العشرات والعشرات من قنوات تُعد سبة في جبين من يغار على الإسلام؟؟؟
وأين كان كان ينادون بخطوات –إصلاحية مباركة- في الأزهر ومن خلال الأزهر الشريف في العصر البائد للأزهر؟؟؟ ألم يكونوا قد انتسبوا للأزهر بعد؟؟؟
ثم ألم يلفت الأنظار وجود ارتباط –عليه علامة استفهام- بين بنود هذا الأمل والرجاء من تغيير للمسميات؟؟...
وأتساءل.... من المستفيد من غلق قناة أزهري، أو الترويج لذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واقرأ أيضاً:
قناة السويس أم قناة أزهري؟ / وجهة نظر : من يحلم بالموت سوف يموت