الذي يسـتهدف مصر بالتفجير والتدمير والتقسـيم هو ذاتـه الذي يسـتهدف السـودان بالجوع والاقتتال والتقسـيم، وهو ذاتـه الذي مازال يسـتهدف العراق بالحرب والتفجير والتقسـيم، وهو ذاتـه الذي يسـتهدف اليمن، والصومال، وهو ذاتـه الذي يُرتب للجزائر وللمغرب، وهو ذاتـه الذي يسـعى إلى إشـعال الفتنـة في باقي بلاد العرب، وإشـغالهم بأنفسـهم، ونسـيانهم أم مشـاكلهم ووالد مصائبهم؛ الذي اغتصب أمام أعينهم فلذة كبدهم أرض فلسـطين سـنـة 1948.
الكيان الصهيوني هو رأس الفتنة في بلاد العرب، ورغم كل المواثيق والمعاهدات مع مصر العربية، إلا أن هذا العدو مازال يُخطط ويُرتب ويستهدف قوام مصر، لأنه يعرف أن العدو الأول للجيش المصري هو هذا الكيان، قبل أن تكشف ذلك وثائق (ويكيليكس)؛ وما اكتشاف شبكة التجسس الصهيونية داخل مصر، إلا الدليل العملي على أن مخابرات الكيان الصهيوني لم تكف يدها عن العبث بأمن مصر، ولن تكف يدها عن ذلك، والسبب يرجع إلى التناحر الوجودي بين كيان قام على الاغتصاب، وبين دور مصر التاريخي في مواجهة الغزاة، وعليه؛ كي يُحافظ الكيان الصهيوني على رغد العيـش فإن على مصر أن تشـحذ رغيف العيـش، وكي يرتوي الكيان بالماء على مصر أن تظمأ، وكي يطمئن المواطن الصهيوني في تل أبيب على أمنـه، على المصري في القاهرة والإسـكندريـة أن يحيا خائفاً قلقاً، وكي يتوحد اليهودي في الكيان الصهيوني خلف كتابـه (التناخ) لا بد أن يتمزق المصري ببن مسـلم وقبطي...!!!
لقد أضحى واضحاً لرجل الشارع العربي أن الكيان الصهيوني هو الراعي الفعلي لكل ما ظهر بينهم من أشكال الانقسام الطائفي، والتمزق المذهبي، والتفرقة الحزبية، والكيان الصهيوني هو الأب الروحي لكل أنواع قمع الحريات، ونشر الفساد، وتسلط الطغاة، والكيان الصهيوني هو الوكيل الوحيد لكل الأوبئة الاجتماعية التي تُعتبر المرشد الأول للإرهاب.
جريمة قتل الأبرياء في الإسكندرية لا يُقرها مسلم ولا قبطي، ويرفضها العقل والقلب العربي؛ الذي أمسى يعرف أن كل المصائب التي تحط على رأس بلاد العرب مصدرها الإرهاب الصهيوني الذي وجد في الكيان الصهيوني ملاذاً، ونقطـة ارتكاز كي يواصل بث تخريبـه، وتخطيطـه لتمزيق هذه الأمـة، ومن يرجع لحديث (عاموس يادلين)، رئيـس جهاز الاسـتخبارات العسـكريـة الصهيونيـة، يُمسـك بخيوط المؤامرة على مصر، والتي ترجع إلى بدايات التفكير بقيام وطن قومي لليهود في فلسـطين، وليـس بعيداً عن ذلك ما جاء في مجلـة (كيفونيم) العبريـة الصادرة سـنـة 1980، والتي أشـارت إلى أن سـلامـة الكيان الصهيوني تقضي بتمزيق بلاد العرب إلى دويلات، ومنها مصر المسـيحيـة في الجنوب، ومصر الإسـلاميـة في الشـمال..!!
على مصر العروبـة أن تحمي رأسـها، وأن تُدرك أن التفجير الذي أحرق لحمها تم الترتيب له في تل أبيب قبل عشـرات السـنين، وعلى مصر أن تُدرك أن عدوها الحقيقي هو الإرهاب الصهيوني الذي يتفرع عنـه باقي أشـكال الإرهاب الدولي.
واقرأ أيضاً:
سَمّني ما شئت! / التعاليم اليهودية أيديولوجيا على صفحات الجرائد