ساخن من مصر أيام الغضب أحد الشهيد
بدأت معدلات القلق تتزايد أصبحت ثائرا من الثائرين فقط على الفيسبوك.... الزقازيق اليوم هادئة والله أعلم... ففضلا عن هجوم البلطجية الذين أصبح معتادا أنهم يفضون المظاهرات بمجرد أن ينفذ صبرهم عليها.... هناك إحساس الناس أنهم أصحوا يحتاجون لغة أخرى للتعبير عن رفضهم لمبارك فكل ما قالوه على مدى أسبوعين بدا كأن لم يفهم أو هم لم يفعلوا بعد ما يجعل إسقاط الرئيس ممكنا ومحتارون ما يفعلون..... لست أدري ماذا سيحدث غدا هل ستكون المظاهرات عامة في كل مكان وهل ستكون مليونية أم لا؟.... تنازلات متتالية يكاد المرء لا يصدق نفسه.... وزير العدل السابق متورط في تفجير كنيسة القديسيْن بالإسكندرية ليلة رأس السنة 2011..... وأعلن كذلك ما يبين أن علاقة وزير العدل المصري بإسرائيل وأمريكا قوية لدرجة أنه يتآمر معهم ضد مصر من أجل إطباق الطوق على حماس..... 300 شهيد في ذلك التفجير..... هذا الوزير ظل وزير الداخلية لفترة طويلة جدا وغير شعار الشرطة من الشرطة في خدمة الشعب إلى الشرطة والشعب في خدمة القانون... هل كانت مفاجأة للفرعون أن وزير داخليته يدبر تفجيرات لينجز إنجازات أمنية واستخباراتية؟ هل فساد هذا الوزير كان مفاجأة للفرعون؟ بكل تأكيد لا فهذا الوزير بالذات طالت مدة خدمته مقارنة بغيره في عهد مبارك.
الناس في الثورة يغنون غالبا أغنيات حماسية من عهد السادات أو عبد الناصر، نادرا ما سمعت أي مقاطع من أغنيات أنتجت في عهد مبارك، كأنهم كلهم يريدون محو أيامه السوداء كلها من حياتهم حتى الأغاني الوطنية أيام مبارك كانت ماسخة ككل شيء في عهده، فأما الأغنيات التي أنتجت في عهد مبارك فإن المعتاد هو فقط أن تسمعها من الأبواق الحكومية أي الإذاعة أو التليفزيون المصريين.... ونادرا ما يرددها أحد رغم أن كلمات بعضها قد تكون جميلة ومحكمة من الناحية الفنية لكنها مع الأسف كانت تفشل في الوصول إلى الناس بسبب الحالة العامة التي صبغت مصر في عهد الفرعون.
كل من أعرفهم من المتميزين موجودون بشكل أو بآخر في ميدان التحرير، أحمد سعفان سمعت الاسم في الجزيرة إعلان عن عقد أول عقد قران يحدث في ميدان التحرير وسط فعاليات الثورة المصرية قالت الجزيرة الشاب أحمد سعفان وعندما رأيت وجهه عرفته إنه د. أحمد سعفان ذلك الطبيب النفسي الذي كانت أول معرفتي به في أيام الحرب على غزة عندما أعلنا عن تنظيم مجموعات وفرق عمل نفسانية للتعامل مع الآثار الكارثية للحرب على غزة، ورغم أنه لم يكن من المحظوظين الذي شملهم الفوج الأول وهو الفوج الوحيد الذي سمحت السلطات المصرية بدخوله إلى غزة يوم 1 فبراير 2009 مشترطة الخروج منها قبل يوم 5 فبراير 2009،.. عرفته أيامها في أكثر من فعالية أقيمت لمحاولة مساعدة الناس في غزة، في البداية وسط الزحام كان من أشد الشباب حماسا..... وبعد مقابلة ثانية اكتشفت أنه يمتلك عديدا من المميزات أقلها شبكة اتصالات بهيئات ومؤسسات دولية يمكنها أن تساعد الناس في غزة...... وعرفت أنه استطاع إيجاد تلك الاتصالات بنفسه عبر الإنترنت...... اتصلت به اليوم وباركت له بمناسبة عقد القران ودعوت له بالرفاه وبالبنين.
أصبحت الآن متأكدا من عدم صلاحية النظريات النفسية والاجتماعية القديمة في تفسير ما يجري في مصر، معظمنا إن لم يكن كلنا برغم ما تعلمناه وندرسه من نظريات علم النفس والاجتماع كلنا لم نكن نفهم الشباب المصري ولا حتى الغالبية من أبناء مصر، فبينما كانت آراؤنا في الشباب أنه شباب تافه وأنه غير مُكَوَّن اتضح أنهم كونوا أنفسهم بأنفسهم.... فلا أحد يستطيع ادعاء أن جيلنا قدم لهؤلاء الشباب ما كان يجب أن يقدم لهم، وعندما نودي للتظاهر يوم 25 يناير لم يتوقع أحد منا أن يكون التظاهر بهذا الحجم ولا أن يكون الإصرار وتكون الصلابة بهذا الشكل، عندما قامت الثورة أذهلنا الشباب بما لديه من زخم ووعي بأنفسهم يختلف عن وعينا بهم أو فهمنا لهم، كذلك كانت آراؤنا في المصريين عموما كمجتمع أنهم عاجزون عن العمل الجماعي ثم فاجأنا المصريون بقدرتهم الجاهزة للقيام بدور الشرطة في حراسة أمن مصر من اللصوص والمخربين.... في حين أثبتت الشرطة خسة ودناءة لم يكن يوما متوقعا أن تصل إلى هذا الحد.
فلنسلم بأننا لم نقدر شبابنا حق قدره لأنه بالفعل أذهلنا بوعيه وصموده ولكن من الممكن أن نجد تفسيرا من نظرياتنا القديمة لقدرة المصريين المفاجئة على تشكيل لجان لحفظ الأمن فنقول أنه بعدما سمع المصريون بتجربة الشعب التونسي في تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن العام وتأمين الممتلكات الخاصة والعامة ثم وجدوا أنفسهم في موقف مشابه بل وأقسى فزين العابدين بن علي أطلق العصابات والمجرمين على شعبه عقابا لهم بعد رحيله لكن الفرعون أطلقهم في وجوده إرهابا للمصريين وإجبارا لهم على الرضا ببقائه بل ربما تخيل أنهم سيرجون منه البقاء، النقطة الأهم في نفسية المصريين هي ذلك الفوران النفسي والعاطفي والمعرفي الذي يتحرك داخل كل مصري مزيج من الفرح والخوف والرغبة في المشاركة والرغبة كذلك في التلاحم مع الآخرين لمواجهة الخطر المشترك.... هذا أظنه استجابة متوقعة.... أيضًا أظن أن المشاعر الجياشة التي تجتاح النفس أثناء التظاهر الجماعي وأثناء مشاهدته وسماعه فضلا عن جو الثورة بوجه عام كل هذا له أثر سحري في إخراج أجمل ما في الناس....... فعلا وبحق ودونما مبالغة ولا تحيز أقول أن الثورة المصرية كانت حدثا أخرج أنظف وأنبل وأعظم ما في المصريين وفي نفس الوقت أخرج أخس وأحط وأقذر ما في النظام المصري وشاء الله أن يفضح ذلك كله أمام أعين العالم.
مرتان اتصل بي أخي المستشار العراقي المقيم في اليمن أ.د خليل إبراهيم عليوي ليسأل ويطمئن على أحوالنا، وكعادته كان صوته دافئا شهما وروحه ثائرة وتمنى لو كان معنا في مصر، كل الذين اتصلوا بي من خارج مصر كانت معنوياتهم عالية كل الناس فرحون لأن مصر أفاقت أخيرا من ثبات طال حتى أصاب العرب جميعا باليأس من المستقبل، واتصلت بي كذلك من لبنان الزميلة الصحفية أ. أمل عيتاني وحقيقة كان من ما يشعرني بالأسف أنهم يسألون عن ميدان التحرير وكلهم متوقع أني في ميدان التحرير بينما أنا زرت الميدان أيام الأربعاء والخميس والجمعة 26-28 يناير..... ثم اتجهت إلى الزقازيق لأن علي التزاما ماليا -مصاريف الجامعة الألمانية- ولما كان الحصول على مبالغ كبيرة من عمل حلال في مصر معناه أنك لا بد أن تقتل نفسك عملا ومعناه أنك نادرا جدا ما تمتلك ترف أخذ عطلة.... المهم أن الله أعلم بالحال وكان علي أن أكمل قسط المصاريف والحمد لله الذي رزقنا..... لكنني ظللت كل يوم أسأل عن الطريق إلى ميدان التحرير وأتصل بابن عبد الله وبكل من أعرف أنه يداوم على زيارة ميدان التحرير من سكان القاهرة.... ومثلي كان أخي الأكبر د. محمد المهدي يتوق إلى زيارة ميدان التحرير واتفقنا أن سنلتقي هناك وأن سنحاول مع كل من د. خليل فاضل وأ.د إسماعيل يوسف وزميلي أحمد عبد الله أن ندشن فريق المساندة النفسية ليكون وسط المتظاهرين هذا ما نأمل أن نحققه فاسألوا الله أن يوفقنا.
يتبع : .............. ساخن من مصر أيام الغضب الثلاثاء3
واقرأ أيضاً:
رؤية: ثورة الشباب في خطر داهم/ حكاوي القهاوي/ مجموعة نفسانيون من أجل الثورة المصرية
الناس في الثورة يغنون غالبا أغنيات حماسية من عهد السادات أو عبد الناصر، نادرا ما سمعت أي مقاطع من أغنيات أنتجت في عهد مبارك، كأنهم كلهم يريدون محو أيامه السوداء كلها من حياتهم حتى الأغاني الوطنية أيام مبارك كانت ماسخة ككل شيء في عهده، فأما الأغنيات التي أنتجت في عهد مبارك فإن المعتاد هو فقط أن تسمعها من الأبواق الحكومية أي الإذاعة أو التليفزيون المصريين.... ونادرا ما يرددها أحد رغم أن كلمات بعضها قد تكون جميلة ومحكمة من الناحية الفنية لكنها مع الأسف كانت تفشل في الوصول إلى الناس بسبب الحالة العامة التي صبغت مصر في عهد الفرعون.
كل من أعرفهم من المتميزين موجودون بشكل أو بآخر في ميدان التحرير، أحمد سعفان سمعت الاسم في الجزيرة إعلان عن عقد أول عقد قران يحدث في ميدان التحرير وسط فعاليات الثورة المصرية قالت الجزيرة الشاب أحمد سعفان وعندما رأيت وجهه عرفته إنه د. أحمد سعفان ذلك الطبيب النفسي الذي كانت أول معرفتي به في أيام الحرب على غزة عندما أعلنا عن تنظيم مجموعات وفرق عمل نفسانية للتعامل مع الآثار الكارثية للحرب على غزة، ورغم أنه لم يكن من المحظوظين الذي شملهم الفوج الأول وهو الفوج الوحيد الذي سمحت السلطات المصرية بدخوله إلى غزة يوم 1 فبراير 2009 مشترطة الخروج منها قبل يوم 5 فبراير 2009،.. عرفته أيامها في أكثر من فعالية أقيمت لمحاولة مساعدة الناس في غزة، في البداية وسط الزحام كان من أشد الشباب حماسا..... وبعد مقابلة ثانية اكتشفت أنه يمتلك عديدا من المميزات أقلها شبكة اتصالات بهيئات ومؤسسات دولية يمكنها أن تساعد الناس في غزة...... وعرفت أنه استطاع إيجاد تلك الاتصالات بنفسه عبر الإنترنت...... اتصلت به اليوم وباركت له بمناسبة عقد القران ودعوت له بالرفاه وبالبنين.
أصبحت الآن متأكدا من عدم صلاحية النظريات النفسية والاجتماعية القديمة في تفسير ما يجري في مصر، معظمنا إن لم يكن كلنا برغم ما تعلمناه وندرسه من نظريات علم النفس والاجتماع كلنا لم نكن نفهم الشباب المصري ولا حتى الغالبية من أبناء مصر، فبينما كانت آراؤنا في الشباب أنه شباب تافه وأنه غير مُكَوَّن اتضح أنهم كونوا أنفسهم بأنفسهم.... فلا أحد يستطيع ادعاء أن جيلنا قدم لهؤلاء الشباب ما كان يجب أن يقدم لهم، وعندما نودي للتظاهر يوم 25 يناير لم يتوقع أحد منا أن يكون التظاهر بهذا الحجم ولا أن يكون الإصرار وتكون الصلابة بهذا الشكل، عندما قامت الثورة أذهلنا الشباب بما لديه من زخم ووعي بأنفسهم يختلف عن وعينا بهم أو فهمنا لهم، كذلك كانت آراؤنا في المصريين عموما كمجتمع أنهم عاجزون عن العمل الجماعي ثم فاجأنا المصريون بقدرتهم الجاهزة للقيام بدور الشرطة في حراسة أمن مصر من اللصوص والمخربين.... في حين أثبتت الشرطة خسة ودناءة لم يكن يوما متوقعا أن تصل إلى هذا الحد.
فلنسلم بأننا لم نقدر شبابنا حق قدره لأنه بالفعل أذهلنا بوعيه وصموده ولكن من الممكن أن نجد تفسيرا من نظرياتنا القديمة لقدرة المصريين المفاجئة على تشكيل لجان لحفظ الأمن فنقول أنه بعدما سمع المصريون بتجربة الشعب التونسي في تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن العام وتأمين الممتلكات الخاصة والعامة ثم وجدوا أنفسهم في موقف مشابه بل وأقسى فزين العابدين بن علي أطلق العصابات والمجرمين على شعبه عقابا لهم بعد رحيله لكن الفرعون أطلقهم في وجوده إرهابا للمصريين وإجبارا لهم على الرضا ببقائه بل ربما تخيل أنهم سيرجون منه البقاء، النقطة الأهم في نفسية المصريين هي ذلك الفوران النفسي والعاطفي والمعرفي الذي يتحرك داخل كل مصري مزيج من الفرح والخوف والرغبة في المشاركة والرغبة كذلك في التلاحم مع الآخرين لمواجهة الخطر المشترك.... هذا أظنه استجابة متوقعة.... أيضًا أظن أن المشاعر الجياشة التي تجتاح النفس أثناء التظاهر الجماعي وأثناء مشاهدته وسماعه فضلا عن جو الثورة بوجه عام كل هذا له أثر سحري في إخراج أجمل ما في الناس....... فعلا وبحق ودونما مبالغة ولا تحيز أقول أن الثورة المصرية كانت حدثا أخرج أنظف وأنبل وأعظم ما في المصريين وفي نفس الوقت أخرج أخس وأحط وأقذر ما في النظام المصري وشاء الله أن يفضح ذلك كله أمام أعين العالم.
مرتان اتصل بي أخي المستشار العراقي المقيم في اليمن أ.د خليل إبراهيم عليوي ليسأل ويطمئن على أحوالنا، وكعادته كان صوته دافئا شهما وروحه ثائرة وتمنى لو كان معنا في مصر، كل الذين اتصلوا بي من خارج مصر كانت معنوياتهم عالية كل الناس فرحون لأن مصر أفاقت أخيرا من ثبات طال حتى أصاب العرب جميعا باليأس من المستقبل، واتصلت بي كذلك من لبنان الزميلة الصحفية أ. أمل عيتاني وحقيقة كان من ما يشعرني بالأسف أنهم يسألون عن ميدان التحرير وكلهم متوقع أني في ميدان التحرير بينما أنا زرت الميدان أيام الأربعاء والخميس والجمعة 26-28 يناير..... ثم اتجهت إلى الزقازيق لأن علي التزاما ماليا -مصاريف الجامعة الألمانية- ولما كان الحصول على مبالغ كبيرة من عمل حلال في مصر معناه أنك لا بد أن تقتل نفسك عملا ومعناه أنك نادرا جدا ما تمتلك ترف أخذ عطلة.... المهم أن الله أعلم بالحال وكان علي أن أكمل قسط المصاريف والحمد لله الذي رزقنا..... لكنني ظللت كل يوم أسأل عن الطريق إلى ميدان التحرير وأتصل بابن عبد الله وبكل من أعرف أنه يداوم على زيارة ميدان التحرير من سكان القاهرة.... ومثلي كان أخي الأكبر د. محمد المهدي يتوق إلى زيارة ميدان التحرير واتفقنا أن سنلتقي هناك وأن سنحاول مع كل من د. خليل فاضل وأ.د إسماعيل يوسف وزميلي أحمد عبد الله أن ندشن فريق المساندة النفسية ليكون وسط المتظاهرين هذا ما نأمل أن نحققه فاسألوا الله أن يوفقنا.
يتبع : .............. ساخن من مصر أيام الغضب الثلاثاء3
واقرأ أيضاً:
رؤية: ثورة الشباب في خطر داهم/ حكاوي القهاوي/ مجموعة نفسانيون من أجل الثورة المصرية