هل تذكر يا حبيب ؟!!
الركض على الشريط الموازي لبحر اليونان
حين أخذت الفرشاة من يد العجوز ..
وصبغت نوافذها الزرقاء
واخترت الجدران البيضاء لي قائلا" :
لونك هذا
لون الطهارة والعفة يا غيداء ..
وزينت أنت الحائط الأبيض بحرفين من زرقة البحر
وهربنا
وتركنا الأصباغ المختلطة ..وبصمات شغبنا
على حائط شهد أيام حبنا .. وجنوننا ..
هربنا ..
هربنا .. أيها الإنسان .. ببراءتنا
كأطفال .. ضاحكين .. تمسك بيدي وأستمد القوة منك
لطالما كنت تستغل ضعفي وطيبة قلبي
والغريب يا حبيب :
الربيع الماضي مررت أمام أطلال ذاك المنزل باليونان
وتبسمت حين رأيت الجدار مازال "مزيناً" بالحرفين
وأصص الزهور في الأسفل ..
فما كان لي إلا أن أشكر العجوز
وأهديها عقدا" كنت أهديتني إياه هناك في اليونان..
وبطاقة سفر ..
وحين سألتني عنك ؟
أجبتها أنني جرحتك ....
وأنا التي غادرتك !!!!
وأنك تستحق إنسانة أفضل مني!
داريت على جرحي !!!! أيها الإنسان ..
محت حرفي.. ووضعت اسمها عوضا" عني !!
شتمتني هي باليوناني
وشتمت أنا حظي بالشامي
أول باش تان : ((يضرب حظي))
ثاني باش تان : ((يضرب الحب شو بيذل))
ودمعاتي تلك الليلة أبكت الحجر..
واقرأ أيضاً:
مشاعر أم / أحجار الوَداع . / أنا لست مثالية! / إذا غيرت رأيك