في ربيع لم يأت .. ومطر لم يهطل
وشموع صيف بلا أنوار
وآخر عود ثقاب .. أسود
وحديقة غير مسيجة
جلست وحيدة بمقعد القدر الخشبي
ألملم أوراق الحب المنثور على بساط
كان لونه أخضر
انسل عمري من قبضته .. كالزئبق
أقرأ فنجان قهوة الصباح، الصياح، لا فرق
ها أنت .. أيها الإنسان..
أراك بين الجبال والطرقات المتعرجة
تراقبني من قاع لوثة بنية كطيات
طبقات الأرض الباطنية
أنا لست مثالية
وأتابع قراءتي للفنجان
وعيني الأخرى في الوديان
والروح مع الذكريات
وتلك الضحكات
حين كنت ماردا في عصر المحبة
الذي لم يتأرخ بعد
في كتب الحقبة
المعاصرة، السابقة، والقادمة، لا فرق
كنت أنا .. أيها الإنسان
الأميرة الغافية
على أمواجك العالية
كنت لي الميناء وزهر نيسان
الجبل والوديان ..
أنا لست مثالية
ولكن ..
مازال الفنجان يدور بيدي
أمسك به بأصابع الشوق والأمل
وأتابع القراءة .. لطالما حولني غيابك
لمنجمة ، ساحرة ، لا فرق
أقلبه تارة إلى اليمن .. تارة إلى الشمال
وأقف هنا
حيث صورتك مرسومة
عند هذه النقطة من خارطة الفنجان
أراها انغمست بخبز ضباب الخيبة
فاختلطت أنت مع اللون البني
مع وحل الأيام المكونة لحمم البركان
لم أعد أراها مثالية ..
وضعت الفنجان الفارغ
على الرصيف الموازي لسياج المحبة
لعلك تأتي وتقرأه يوما
قبل أن يكسره
ومض من شهب نجمة
سقطت سهوا في عتمة المساء الدامع
حين كنتم تتبارزون بشفار سيوف أجدادكم
قرب حائط، الجاحظ، السبكي، تشرين، المبكي الأوهام
دمشق، حلب، لا فرق
لطالما كل الذي قرأته أيها الإنسان
نابع من قلب فنجان
لم يبرد بعد ..
سؤال:
مع من تشرب قهوتك هذا المساء ؟
أما زلت تجيد صنعها أيها الإنسان ؟
حين رشفت آلامي الأولى والهادئة معك
لم أكن أدري أني سأعتاد القهوة السريعة
والوجبات السريعة
والمحبة البطيئة
بوعاء القدر
والقفز بين صبار الحياة
حسنا سأقولها لك ..
قهوتنا هذه الأيام ليست .. عربية
إيطالية سريعة اسبريسو وكابوتشينو
ولكن تبقى رائحتها مثالية
لطالما كانت :
قوية ذكية صافية كروح إنسان ..
هل عرفت من أنا
أنا هي وردة الصباح الجورية
أقيم بجانب كأس ماء لم أشربه بعد
وفنجان قهوة لي وآخر فارغ لك
وحياتنا المحمولة بمنقار طير سلام
أنا لست مثالية
أنا مجرد
مجموعة غناء، غيداء
كليوباترا
فينوس
لا فرق طالما
لم تقرأ شيئًا بعد
ولم يداهمك الوقت
واقرأ أيضاً
مشاعر أم / هل تذكر يا حبيب ؟!!.. / إذا غيرت رأيك / أحجار الوَداع ..