((مذكرات شابة مجنونة!!!!!))
ملحوظة لابد منها، قبل أن يصيبك الجنون، وتقرأ كلما:
جميع شخصيات هذه المهزلة العلمية خيالية، ولا تنتمي بأي شكل كان لواقعنا، وأي تشابه بين أحداث الفيلم "قصدي المهزلة" وبين الحقيقة (الأكثر إيلامًا) من واقع المصادفة البحتة، وأي تشابه بين الأسماء أو الشخصيات هو (مصادفة بريئة) وغير مقصودة بالمرة.
إمضاء:
المجنونة كاتبة هذا الكلام
إزيكو ؟!
أنا نور....
مش نور الدين محمود الشخصية العبقرية التي ابتكرها المبدع د.نبيل فاروق
أنا نور شمس الدين.... اسم منور.... صح؟!
.... أريد أن أروى لكم عن تجربتي باعتباري شابة مجنونة رسمي....
***
أنا أعمل معيدة بإحدى الجامعات الخاصة
.... وإن كنا في عصر الخصخصة الذي نعيشه لا أستطيع أن أفرق بين جامعة خاصة وجامعة جزرة
والمعيد باختصار "لمن لا يعرف" معاون أو مساعد للسيد الدكتور الذي يتفضل مشكورًا بتعقيد الطلبة وتسويد عيشتهم، قصدي شرح المادة، وبث روح التفاؤل في نفوس الطلبة كي يبنوا مصر الحديثة (هم لسة ما بنوهاش ولا إيه؟)
وسأروى لكم بعض مذكراتي ويومياتي هناك....
(المشهد الأول)
الزمان: زمن مهبب ومنيل، وقال إيه بيقولوا عليه القرن الحادي والعشرين.
المكان: سوبر ماركت لبيع التعليم وادعوا إنها جامعة ...."خاسة".
الأشخاص: هو وأنا.... قصدي الرقيب العميد....! (د.قهري)، صاحب شعار"اخبط راسك في الحيط، اللي في دماغي هو اللي هيمشى"
وفى مكتبه الفخم الضخم.... دار هذا الحوار....
***
أنا: مساء الخير يا دكتور"قهري". كنت أريد الاعتذار عن عدم الحضور غدًا..
رفع يده اليسرى إلى وسطه بينما كانت اليمنى تدس ورقة كبيرة في مفرمة الورق بتلذذ عجيب، ورمقني بنظرة "بجحة"، وهو يقول بلهجة كبير المعلمين الكبير قوي، وقال: ليه؟!
حاولت ابتلاع كل شبورة النكد والعكننة التي صبغها على الحجرة، وعليّ أيضًا، وعلى كل الموجودين في مكتبه....
وحاولت رسم ابتسامة جاءت صفراء وتقرف:
-عندي موعد مهم مع الدكتورة المشرفة على رسا...."كنت أريد أن أقول رسالتي"
قاطعني، وكأني دست على إصبع قدمه الصغير ببلدوزر (مشرفة إيه. من المشرف عليك أصلاً... وما هو موضوعك، ومن قال إني موافق على موضوعك. إذا لم يكن موضوعك هذا يتناسب مع تخصصات "الكشك"، فلن نسجل لك، ولن نرقيك.... فهمتي؟!)..
الدكتور بسلامته ينتمي لقسم آخر غير قسم البطيخ الذي أنتمي إليه بل ينتمي إلى تخصص آخر تمامًا هو تخصص الباذنجان.... لكن الشعب المصري معروف أنه يفتي في كل كحة قطة في البلد، ويبدأ أصغر عيل يبرر ويفسر السبب وراء كحة القطة المسكينة...
كنت أريد أن أشرح له "رغم عبقريته الجبارة" أن أي تخصص في رسالتي لابد وأن يفيد الكشك.."عشان كله بيتباع عندنا" قصدي أن الكشك يحاول التغزل والتدلل على وزارة التعليم العالي من أجل معادلة الفاتورة "قصدي الشهادة"بدرجة البكالوريوس عندنا في الكلية الأصلية. ولن يتم معادلة أي فيزتة "يا دي النيلة، قصدي شهادة"
إلا بعد أن تطابق المشتريات"المواد" الموجودة في الكشك عندنا في الكلية القديمة "قصدي العريقة".
لكن مخه "وتذكروا معي أن هناك مرض منتشر اليومين دول يصيب مخ الـ.....
واسمه جنون الـ.... "
واستمر سيادته بصوته الذي يشبه جرار زراعي قديم يبخل صاحبه أن يزيته بربع جنيه، وظل الضجيج مستمرًا: "يصعب على أن تبذلي سنين وجهد من حياتك في إعداد رسالة لا تفيدنا .....ووقتها لن أرقيك ولن نوافق على هذا الموضوع...!"
ثم سألني وكأنه تذكر وسيلة جديدة "لقهري"، وحرق دمي..."هل تخرجين في مهمة مع الطلبة يوم إجازتك؟
أجبت بنعم... فرد سريعاً بلهجة من ينهى الحوار: حسن تغيبي الغد.. مقابل هذا اليوم."
وصمت قليلاً ووجه إلى آخر جملة في طريحة القرف والعكننة: وبعدين .. أنت حرة. افعلي ما تريدين.
وخرجت من عنده وأنا أسب وألعن التربية المريضة التي حولت على يديه مكاناً تعليميًا إلى أشبه بسجن حربي، يقتل فيه الإبداع.. وتمارس فيه أقوى صور الـ"القهر" والاستبداد الفكري. أضف إلى هذا بيع التعليم لمن يدفع حتى لو كان راسب ثانوية عامة وأكرموه ورفعوا مجموعه ليصبح "50%" فيأتي عندنا للتعليم في الجامعة، ويحصل على البكالوريوس بفلوسه....
وتذكرت كيف كنت أحلم في المرحلة التمهيدية للماجستير بمرحلة فيها حرية وإبداع أختار فيها المشرف على رسالتي مع موضوع يتناسب مع اهتماماتي وقدراتي وقراءاتي....
ولكن فوجئت بكل شيء تحكمه القيود المستفزة والمؤلمة والمتخلفة.. فمن الطبيعي أن أي مجال اختاره لرسالتي سيخدم مكان عملي وبشكل مباشر وواضح...
مسكين أصل الدكتور "قهري". أصله "باذنجان" وليس "بطيخ" مثلي.......!
***
(المشهد الثاني)الزمان: لحظة بعد اللحظة المهيبة السابقة.
المكان: سيارة زميلتي"نهى".. ونحن ننطلق بعد يوم العمل في طريقنا للمنزل....
أنا: هذا الرجل لديه قدرة فائقة على استفزاز الآخرين بشكل عجيب...!
ابتسمت "نهى" بمزيج من الإشفاق والسخرية، وقالت: خير. ماذا قال لك؟
كنت كصنبور ماء معطوب وقد أصلحوه فتدفق منه الماء كشلال، فأجبت: "شيء سخيف.. تخيلي حدثني عن التخصص...."
قاطعتني قائلة: "وطبعًا هددك أنه لن يرقيك إلا لو كان موضوعك يتناسب مع اهتمامات الكشك"....
أجبتها بضيق يتصاعد مع الوقت..."نعم..."
ثم انفجرت كقنبلة عنقودية كتلك التي يرميها الأمريكان على الشعب الأفغاني: "نعم.هذا ما قاله لي. ألا يدري بعقله الجبار الذكي أن أي موضوع أحدده يخدم القسم؟!"
ردت بثقة: "متخلف وغبي."
أكدت أنا "حاجة تجنن......!"
والله نحن نعمل مع مجموعة مجانين.....
***
(المشهد الثالث)
في ركن صغير بحجرتي وقبل أن أبدل ثيابي أسرعت أدون مذكرات هذا اليوم كي أزيدكم قرفًا وجنانًا.... من التعليم المخصوص المقصوص.... في كل شيء...
تمت بحمد الله
المجنونة: ولاء الشملول
الاثنين : 12/11/2001
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:: مذكرات شابة مجنونة(2)
واقرأ أيضاً
زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة5/ القدس... نزور؟ ولا ما نزورش؟/ حينما توصلنا الفلسفة إلى العبث!/ في الماراااثون!/ عن أي حب يتحدثون؟/ زى النهاردة.... سينما مختلف/ حينما نسرق الجنس!/ للرفيق الالكتروني وجوه كثيرة