متشبثة بآخر صاري للسفينة.. بأعلى جزء منه. دون أن ترتجف... لو نظرت إليها من بعيد لظننت أنها واقفة تستكشف أمرًا.لحسبتها تقف متأملة للأفق البعيد المليء بالماء.. أو ربما كانت تلعب و قد فازت وأصبحت أول الواصلين.. حتى إذا نظرت إليها من قريب, لرأيت وجهًا جامدًا, شفتان مطبقتان, عينان ثابتتان.. تحدقان بشيء قريب بقوة. للاحظت تعبير الإصرار الناطق على وجهها.
فإن سألتها: على ماذا أنت مصرَّة؟ لقالت: على الحياة.
- حياة ماذا؟؟
- حياتي .... فأنا آخر الباقين.. آخر الباقين على هذه السفينة الغارقة..
متشبثة بآخر صاري لازال فوق سطح الماء..... اسألها! بماذا كنت تحدقين؟؟ ستقول: بغدي ..... أحدق بغدي الذي أنوي أن أحياه! أعرف ما سيحل بي.... ولكني لا أتأهب!! لا أتأهب لفعل شيء طالما توكلت على الله.. متوكلة عليه ما حييت.
هل ستسألها عن الخوف؟... عن الدموع ؟؟؟ لا أظن. فهاهو الصاري, يغوص أيضًا.. وهاهي الأمواج تقترب.... بدأت تغوص مع صاريها تحت الماء..... ولم تحرك ساكنًا.. غطى الماء جسدها و بدأ يطوق عنقها.
قالت: لا..... لا سيدى .. لن أذهب بدون أن أحارب! مازلت أريد أن أعيش، أريد غدي!، مازال أمامي الكثير! ومازلت متوكلة على ربي!....
عندما غطى الماء أنفها... أمالت برأسها إلى الوراء. ولم ترض عيناها إلا أن تذرف آخر قطراتها.. آخر قطرات حياة في بحر من الموت.. سالت دموعها على وجنتيها,, فكرت,, تعسًا لهذه الدموع... فأنا لم أذهب بعد!
غمر الماء رأسها .. ومع أول دفعة ماء إلى رئتيها... فكرت,,, أريد شهقة هواء واحدة... أريد أن أعيش..
وأريد .........
واقرأ أيضا:
عشرون عاماً ... مضتْ / إني ألف أكرهك.. / ونفترق.. / إليك يامن كنت يومًا حبيبي.. / آه لو يصمتون / صوت الباب / دم الشهيد.. / جزارة على النت /صور صامتة !!