قبيل الغروب تسير ببطء بمحاذاة الشاطيء الهاديء تستنشق بعمق نسمة عليلة ثم تلفظها في تنهيدة حارة، تنظر بعيون دامعة إلى قرص الشمس المتهاوي والذي أوشك أن يلامس سطح الماء فتغرف بكفها غرفة من المياه ثم تدعها لتتساقط قطرة تتبعها الأخرى متخللة أصابعها..
تسير مجددًا لعلها تستنشق المزيد وبأكبر قدر تستطيع.. تفك رباطة شعرها لتدعه ينساب على ظهرها ويتطاير كما يشاء النسيم أن يجعله، تفرد ذراعيها، تتحرر من داخلها، تنظر إلى السماء.. تسمح أخيرًا لذاكرتها أن تطلق المحبوسات وتترك العنان لمخيلتها في أن تتخيل ما تشاء أن تدمع.
تهيم.. تبتسم.. تهيم ثم تدمع.. وبعد لحظات يندثر قرص الشمس ويحل الظلام فتغسل الدموع وتقبض على شعرها من جديد..
تشتري بعضًا من اللب والترمس وتتجه عائدة هامسة لنفسها قائلة: الماضي غدا، المستقبل غدًا..
واقرأ أيضا:
العودة من المنفى: درويش، ذلك الشعر الآخر / حتى آخر الصلصال / كوفاد / حيث في كلّ خطوة قمر مكسور / محاولة أخيرة لقهر الزمن / نصف روح! / قصص قصيرة جدا