مذكرات شابة مجنونة(2)
هائنذا في حلقة جديدة.. من العذاب والضنى.. محدثتكم هي نور شمس الدين.. نور شمس الدين.. يا سلام.. يا ريتني كنت اتخرجت من معهد الأضواء الساطعة لتلميع النجوم في عز الظهر.. كنت هابقى مشهورة ومعايا فلوس تسد عين الشمس.. وأوعوا بقى يا جماحة عشان أكمل حكايتي.. ما حدش يمسك فيا.. سيبوووووني..!
***
الزمان: أهي أيام بعد الأيام السودة اللي فاتت.. وانتو طبعًا متابعين معايا..
المكان: طبعًا حجرة التعذيب.. المكتوب على مدخلها خطأ -عميد الكلية-!! (أوعوا يكون العميد عضو في المنتدى.. تبقى واقعة سودة.!)...
وأنا طبعًا مقبوض عليا قسرًا وقهرًا في مكتب الدكتور قهري على سن ورمح.. وأثناء دخولي تحاصرني نظرات الشفقة من السكرتارية.. ولسان حالها يقول: "الدور.. الدور.. الدور.. موعودة يا يلي عليك الدور.. حسرة عليها وحسرة عليها.. جت رجليها ماجت رجليها.. وعدها.." ولكني بكل شموخ وبنفس لا ينقطع -ولا شجرة الدر في زمانها يا أخواتي- كنت أناقش وأحاور.. وأدافع باستماتة عن وجهة نظري أمام من لا يخاف الله ولا يرحم عباده.. والأدهى هو وجود خيال المآتة -أقصد الدكتور رئيس قسم البطيخ- طبعًا فاكرينه: أيوة صح.. دكتور فلتة.. وكان فعلاً فلتة زمانه وأوانه.. ودخلت المناقشة منعطفًا جديدًا خطيرًا ومستفزًا.. وأنا؟؟ هيهات.. على الأمر ماضية -لا تراجع ولا استسلام- وكلمات عبد الناصر أثناء العدوان الثلاثي ترن في عقلي ووجداني: "سنقااااتل.. سنقاتل.. الله أكبر.. الله أكبر".. وطبعًا سأنقل لكم بعضًا من الحوار الممتع والمثير.. والمشوق.
بعد ما يأس من هزيمتي في حلبة النقاش العلمي في تخصص اخترته لنفسي عن حب وعلم وثقة ومعطيات تفي وتؤكد على قدرتي على خوضه بل والإجادة فيه -كلمتين جامدين أوي دول..احترسوا- قال الدكتور فلتة:
-وهل تعرفين شيئًا في تلوين البطيخ هذا يا نور؟؟ أنوووووور.. زي ما فؤاد المهندس كان بيقول لمحمود الجندي في المسرحية الشهيرة..؟؟ (يلا ما هي مصطبة مش مكان علمي!!)
-بكل استنكار وأنا أكاد أخنقه وأشياء أخرى سيحذفها أي رقيب محترم هنا على الكلمات.. قلت له: نعم.. حضرتك ممكن تسال دكتور "شايف نفسه حبتين".. لأنه كان مغرم بالتصميمات التي كنت أقوم بها في أثناء الدراسة وكان يحتفظ بها كي تكون نموذجًا للطلبة ودليل لهم "فبهت الرجل وأسقط في يده".. (يلا حبة بالنحوي أهم عشان الحبايب).
أدرك العميد د.قهري أنه لن يتمكن من هزيمتي هو ومحور الشر مجتمعان -محور الشر طبعًا معروف العميد د.قهرى ود.فلتة- فقال: نحن لا نشكك في قدراتك.. نحن فقط نقول أن هذا التخصص غير مطلوب..
هتفت بحدة لم استطع كتمانها: كيف..؟ الكشك يحتاج هذا التخصص تحديدًا فهناك أساتذة يأتون مخصوص هنا لأنه ليس لدينا من يدرس هذا المجال.. ثم إن الوقت الذي مضى بسبب هذا التأخير وأنا أبحث في الموضوع والمدة الزمنية تتقلص أمامي ولابد أن أنهي رسالتي في موعدها..؟ (وكأنني كنت أقول له بصيغة أخرى إنتو ما عندكوش ضمير؟ إنتو ما عندكوش دم؟)
-اجاب الدكتور قهري وهو كتلة من البرود اللامحدود: يا نور إنت أدامك عام وسأقوم بتحويلك لوظيفة إدارية؟ (آه يا أولاد ال...) هذا غير قانوني.. هي تكية أبوك..؟ وبدأت لعبة اللعب بالأعصاب.. حرب نفسية باردة.. يعتمد فيها على أنه لا رقيب عليه.. وهو طبعًا لا يعتبر الله رقيبًا.. والعياذ بالله.. وكأن الله يراقبه-أحيانًا- تعالى الله علوا كبيرًا.. وحاشا لله...
ثم جاءت الخلاصة والتي تلخص المؤامرة الحقيرة: فقد أكمل د.قهري (عذبه الله بذنوبه) قائلاً: ثم إن د.زعبلة لا يمكن أن يشرف على رسالتك..!
آه أيها الحقير..أفصح عن حقارتك الكاملة التي لن تخفيها درجتك العلمية أو أسرتك العريقة أو ملابسك الأنيقة.. وتذكرت د.زعبلة الذي فر من جحيم د.قهري لأنه لم يكن ليقبل أن يعامل كالقطيع في جيش مولانا العميد.. ربنا يخليه للرعية.. لم يكن يؤمن بمبدأ رعاياك يا مولاي.. إنه رجل حقًا.. ولكنه لن يستطيع حمايتي من تلك المكيدة التي أحكموا قيودها حولي.. يا للعار.. يا للمأساة العلمية فهو يعرف تمامًا ضعف موقفي وعدم قدرتي على الالتحاق بكشك آخر دون درجة الدكتوراة.. ثم يسألون بكل سذاجة كالبلهاء: "لماذا يتطرف الشباب؟ لماذا يتعصبون؟ لماذا لا يشعرون بالانتماء لبلدهم؟" وغيرها من الأسئلة الجوفاء التي تكشف درجة فائقة من الجهل والسطحية وعدم القدرة على فهم ظروف الشباب الحقيقية..
يا أعزائي الكرام.. لم أكن أريد أن أعلنها لكم.. ولكن الوقت قد حان، إن كاتبة هذه السطور حصلت على شهادات تفوق كثيرة.. وكرمتها الدولة للتفوق في الثانوية العامة، وجهات أخرى غير رسمية لحصولها على المركز الرابع على مستوى القطر المصري، ثم كطالبة مثالية على مستوى الجامعة، ثم استطاعت رغم ظروف مرضية مفاجئة وعارضة أن تحرز المركز الثالث على أقرانها في كليتها، رغم أنني كنت وقت دراستي في الكلية مغتربة أقطع الأيام بين ساعات السفر وبين الترحال بين مكان الكلية وموطني الأصلي الذي يبعد عنها ثلاث ساعات سفر، وأعيش محشورة في حجرة صغيرة مع ثلاث فتيات أخريات.. ثم نجاح بامتياز في الشهادة المؤهلة للماجستير.. ثم يأتي هؤلاء السفهاء كي يحبطوا من عزيمتي ومن المضي قدمًا نحو حياة أفضل لي وللآخرين.. نحو تشويه رؤيتي للحياة وللناس.. ولكن أنا لا أيأس أبدًا.. سأعيش.. ولن يستطيع أحد أن يكون السبب في موتى.., لن أموت سوى حين يريد الله هذا.. ويبدو أنه-عز وجل- يدخر لى مزيدًا من المعارك الفاصلة التي ربما يذكرها المقربون.. والتي ربما تكون دليلاً وهاديًا في طريق النور والحياة.. للراغبين فيها.. والشرفاء والأخيار.. الطيبين الذين يمثلون بؤر النور في حياتنا..
وأنا مالي قلبت حازينى كده ليه.. معلش بقى.. القافية تحكم.. وكل ما سبق كان جملة اعتراضية (البت دي بايخة أوي وغلسة.. واحنا مش هنكمل المذكرات الهبلة المتخلفة اللي هي كاتباها دي.. أما مجنونة صحيح..!).
وأعود لكم ثانية في تلك الحجرة العفنة حجرة التعذيب أو حجرة العميد د.قهرى.. بعد ان نطقها، ذهلت نعم.. اندهشت جدًا.. لقد أعلنها الرجل صريحة.. إنها مسالة صراعات شخصية.. ولا يجوز لي أن يكون لي رأي.. "وكمان فاكرة نفسك بني آدمة وليك رأي ولك حق الاختيار؟ وانت تطلعي إيه انت؟" كان يقولها في قرارة نفسه حتمًا.. تركته وأنا أحتقره كما لم أفعل من قبل.. إنهم حثالة البشر، لا يتورع الواحد منهم من التخلص من شخص في قمة تفوقه ونبوغه لمجرد أنه "مستغلسه" أو أنه اختار مشرفًا لا يريده وبينه وبينه خلاف.. يا سلام على البحث العلمي.. مزاج يا ولاد صحيح.. قلتولي هو د.أحمد زويل سافر وساب مصر ليه؟ آه عشان ايه؟ آه.. طويب.. ماعلينا.. بلاش وجع قلب وخلينا في المفيد..
طلعت مع د.فلتة لمكتبه وأنا مذهولة ومحبطة وحزينة.. سيذهب جهدي أدراج الرياح بهذه الصورة وسأضطر لتغيير فكرة علمية أجهدت نفسي وسهرت عليها طويلاً من أجل أن أقدمها لمجلس القسم في كليتي الأم وسأغير المشرف الذي هو أستاذي العظيم الذي تتلمذت على يديه وتعلمت كل فنون البطيخ.. آه يااني.. وإن لم أفعل.. فويل لي.. سيقولون: صبأت نور.. لقد تركت عبادة آلهتنا والهة آبائنا وأجدادنا.. واتبعت إله محمد.. ( من فيلم عربي عن الهجرة!).. ما الحل ؟؟ ما الحل..اللعنة..
ملحوظة:
إذا كنت تريد أن تشترك معنا في حل الفزورة وتقول لنا نور هتعمل إيه في الموقف ده.. اتصل على رقم 09000000 لتربح معنا.. اتنين جنيه.. اتصل الآن.. وعلى مدار خمسة وعشرين ساعة في الأربع والعشرين ساعة.. وكل ما تتصل أكتر تكون متخلف أكتر..
تمت بحمد الله هذه الحلقة والبقية في الحلقات القادمة..
نور
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:: مذكرات شابة مجنونة(4)
اقرأ أيضاً:
عن أي حب يتحدثون؟/ زى النهاردة.... سينما مختلف/ حينما نسرق الجنس!/ للرفيق الالكتروني وجوه كثيرة/ حكايتي مع أول سيجارة/ يوميات ولاء: أنا والضابط والمرأة العجوز!/ يوميات ولاء: ليلة لا تنسى