"معراج التحول والأبدية"
أو
"أبدية التحول والمعراج"
يا لهف نفسي قد سقطت من المدى سهوا
* * *
ما عاد في القلب احتمال
للمسافات التي تهتز تحت الخطو
تمحو من أحاسيسي البريقْ
كيف استبيح الحلم
واندكت قوادم شوقه المجذوب نحو بشاشة الترغيب
من ذا سوغ التشتيت
والتفتيت
فوق طرائق الموت العتيقْ
لا تتركيني للهشاشة والتفسخ والخرابْ
موحش وقع الدوار ومدهش هذا الغيابْ
تمتد من بين الأنامل أحرف الهمس الطليقْ
* * *
متهرب من معتم
متسارع
نحو العتامة والقنوطْ
حين استباحتني شرايين الحقيقة
فاحتملت الموت والسفر الدءوب
ولم أبال بما يقالْ
أدركت أنْ..
لَامسْتُ كفّي جوهر الأشياء
فافتقدت هويتها
وأخزاني السقوطْ
* * *
هيا.. اكسري.. ما شئت من شئ..
وسوخي في دهاليز الصعود المتصلْ
كم ذا تردى القلب..
في غيبوبة اللهو الشنيع..
استمرأ الترحال في وجه الأفولات..
التي فصلت ندا الأحلام عني
مدرك حجمي..
هربت..
يئست مني
في جدار الليل أجثو..
باسطا كفين ملفوفين في ورق البراءة..
أشحذ الأمل المعاند..
غير مكترث..
بما تلقيه في جوفي الشياطين المريدة..
من خبلْ
هل من أملْ
والشوك يوخزني..
وفيَّ قد استقامت كل أبنية الضلال الشاهقات
ولم يعد بيني وبيني.. من سبيل
غير موتي
فالمدى خوفي
وما أدراك.. ما أدراك
ما يعنيه
.. تلك خصيصتي..
لغة أُشكلّها..
تشكلني...
ولمّا نَحْطمُ الأشياء في دورانها الأزليّ..
نوقف في العقارب روحها
نبني لنا زمنا جديدا..
خالصا من كل شيء
فالخطى اختارت..
ومادت..
تحتها أصلاب آلاف الجسور
وباعدت..
لجج المياه الضفتين..
وأغرقت..
سفنا تحاول أن تخوض تجارب المعراج..
هذا مبتدى النيران
درب المنتهى
لا بعد....
يحترق المحاول..
فاختراق الذات يشعل بوتقات الرؤية العظمى
يحيل الشكل إشكالا
ويبقى في انتظار اللحظة القصوى
على حد النصال..
وهاويات الرعب
ينتظر المجيء النيّرَ..
البوح الأكيد..
ولذة الذوبان فيه..
وفرحة الهذيان..
من سكر التوحد والتواصل
ثم يسأل..
كل ملهوف
ومشتاق..
لما يتمرغ المسعود فيه
**
أرأيتَ ثَمَّ رأيتَ
ما كانت عليه موائدي..
شظفا..
فأفلتت الحبوسات المزوَّقة الوجوه
تراقصت
تحت القناديل المقدسة القدود المائسات
وفوق كرسي الفيوضات استوى
أرأيت ثم رأيته
ما سُكِّرتْ أبصار من يرنو
فباب الحلم مفتوح
لمن يهوى..
.....................................
واقرأ أيضا:
من قبلة في الفيه قد خرج المغول / هلامية / كل له همهُ الفريد / القرار / الفانوس العفريت ـ الحلم / مدهن لو السغب / الدورة / اللعنة / أندم / ترنيمة سكران بحبك / أنْ أو أنْ! / أضحية / لعنة / البله!! / ولم أزل / رسالة مفتوحة الجرح