عندما أموت
رفِعَ النَعْشُ غَرِّدِيْ لِيْ طُيورِيْ
واسبِقِينِي إلى مَقَامِي الوَثِيرِ
رُفِعَ النَّعْشُ فَاعْجَلِيْ واجْذِبِيهِ
نَحْوَ قَبْرِيْ كَيْ يَطُولَ حُبورِيْ
غَرِّديْ لِيْ، غَرِّدِيْ لِيْ
غَرِّدِيْ لِيْ
رُفِعَ الحُزْنُ عَنْ فُؤَادِيْ الجَرِيْحِ
واخْتَفَى البُؤسُ مِنْ دَهَالِيْزِ رُوْحِيْ
وَغَفَتْ عَيْنِيَ دُونَ دَمْعٍ مَرِيْرٍ
وَاطمَـأنـَّــتْ لِمَـأمَنِيْ بِضَرِيْحِيْ
غَرِّديْ لِيْ، غَرِّدِيْ لِيْ
غَرِّدِيْ لِيْ
رُفِعَ الظُلْمُ عَنْ حَيَاتِيْ تَمَامَا
وابْتَدَا الدَرْبُ بَهْجَةً وَسَلامَا
أنَا للرَاحِمِ العَظِيمِ سَـأغْدُو
مَا سَيُعْطِيْ الكَرِيْمُ إِلا الكَرَامَا
غَرِّديْ لِيْ، غَرِّدِيْ لِيْ
غَرِّدِيْ لِيْ
رُفِعَ الهَمُّ عَنْ مَنَافِـذِ قَلْبِيْ
وَامْتَلا الوَجْهُ بَسْمَةً بَعْدَ كَرْبِ
وَعَلا صَوْتِيَ الشجيَّ بفرْحٍ:
"أنَا يَا قَوْمُ ذَاهِبٌ عِنْدَ رَبِّيْ"
غَرِّديْ لِيْ، غَرِّدِيْ لِيْ
غَرِّدِيْ لِيْ
رُفِعَ القَهْرُ وَانْتَهَتْ زَفْرَاتِيْ
وَاستَقَلَّتْ بَعْدَ الَممَاتِ رُفَاتِيْ
أنَا فِيْ القَبْرِ أَحْضِنُ اليَوْمَ أَمْنِيْ
مَا بِدُنْيَا الأَنَامِ غَيْـرُ الشَتَاتِ
غَرِّديْ لِيْ، غَرِّدِيْ لِيْ
غَرِّدِيْ لِيْ
غَرِّدِيْ لِيْ فَـقَدْ حَظِيْتُ بِمَوْتِ
وَانْتَهَى الذُلُّ فَائِتًا كُلَّ فَوْتِ
غَرِّدِيْ لِيْ لِيَعْرِفَ الظُلْمُ قَدْرِيْ
غَرِّدِيْ لِيْ لِيَسْمَعَ الكَوْنُ صَوْتِيْ.
هدى الصاوي
واقرأ أيضاً:
نهاية / لحن مدرستي / لا تفضحيني / دموع الياسمين / دمعة هاربة / انتحار / الحكاية / حزنٌ لا ينتهي ! / أدمع لا تجف!! / لا ترجعي / قصيدتي الأخيرة! / شيء يتكسر!.!.!...! / حطام