درج الأستاذ بفصله
الفصل يموج ويرتفع الصوت
الكل يقول ولا أحد ينصت
دخل الأستاذ بيده السوط
عم الصمت وحل الموت
وتلك العادة قائمة
في بلدي بين الناس
والعادة في الشرع محكَّمة
والقبضة مُحْكَمة
لا ترجو الفوت
إما الهرج وإما الصمت
**
قال الأستاذ لتلميذ
أخرج.. واكتب بالسبورة
درس اليوم .. شبه جزيرة
خرج التلميذ وكان نبيهًا
كان شقيًا مثل القط
بدأ الخط
درس اليوم.. شبه أسيرة
**
نظر الأستاذ وحدق
صرخ بتلميذه..
صحح خطأك يا أحمق
قال التلميذ لأستاذه
يا أستاذي
لست بأحمق
أنا لم أخطأ
عفوًا منك فأنت المخطئ
انظر .. دقق
يا أستاذي وأدر عينك
بين الماء وبين الأرض
بخط الطول وخط العرض
**
تلك بوارج تحمل طيرًا
تأكل من خبز المصلوب
وتشرب خمرًا
هذي الطير
ليست تبغي إلا الخير!
تجمع بين الرؤيا والرؤيا
والعابر ذو الوجه الأحمر
ليس نبيًا صديقًا
بل شيطان أكبر
في تعبير الرؤيا يتفنن
كي تقع كما أخبر
وساقي الخمر
يسقي الرب زمانًا
لا يطلب للمصلوب أمانًا
والمصلوب
يئن بصمت
وعلى خشب الصلب يذوب
**
ثم يفوت العمر
وتحل سقاة أدهى وأمر
**
يا أستاذي
تلك قواعد
وجنود تزحف وجيوش
لتقام ممالك وعروش
لتقيم أميرًا أو ملكًا
لتقيم رئيسًا
لا فرق في الأمر
فالكل سقاة للخمر
والمصلوب
يئن بصمت
وعلى خشب الصلب يذوب
**
يا أستاذي
ليست تلك بشبه جزيرة
هذي بلد شبه أسيرة
واقرأ أيضا:
ما ذنبي؟!! / ..صمود.. / اللص المحترم / الشبح القاتل! / أمةٌ عجب! / إذا الشعبُ.. / رثاءُ روح.. / الواقي الذكري! / الشعبُ المُمَهَّد! / لوْ أنِّي قلتُ الشعرَ؟!