يقولُ النَشِيْدُ الذي قَدْ مَضَى
فَسُطِّرَ فِي العَقْلِ طولَ العُمُرْ
"إذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيْبَ القَدَرْ
ولا بُدَّ لليْلِ أنْ يَنْجَلِي
وَلا بُدَّ للْقَيْدِ أنْ يَنْكَسِرْ"
وَلكِنْ بِعَصْرِ الطُغَاةِ العُتَاةِ
وَقَدْ طَوَّقَ النَاسَ عَيْشٌ أمَرْ
إذَا الشَعْبُ يومًا أرادَ الحَيَاةَ
تَوالَتْ عَليهِ صُنُوفُ العِبَرْ
فَلا بُدَّ للقّيْدِ مِنْ ضَمَّةٍ
وَلا بُدَّ للرَأْسِ أنْ يَنْكَسِرْ
وَثَارَ الوُلاةُ وَرَأْوُا الحَيَاةَ
عَلى مِثْلِهِمْ نِعْمَة تُحْتَكَرْ
وَأَغْرَوا بِهِ أكْلُبًا ضَارِيَاتٍ
لهَا فِيْ العَذَابِ فُنُونُ التَتَرْ
وَصَارَ النَّهَارُ عَليْهِ سَوَادًا
وَذَاقَ فِي الليْلِ طُول السَّهَرْ
وَقَالتْ كِلابُ الولاةِ نَعيمٌ
تَعِيْشُونَ فِيهِ فَهَلْ مِنْ كَدَرْ
فَقُلْتُ بِرَبِكَ إنْ كَانَ ذَا
نَعِيْمًا فَخَبِرْنِيْ كَيْفَ سَقَرْ
وَثَارتْ عَليْهِ شُيوخُ الوُلاةِ
ليُرضُوا الطُغَاةَ فَقَالوا كَفَرْ
وَقَالوا يُخَالِفُ دَرْبَ الهُدَاةِ
مِنَ الصَالِحِينَ وَأهْلِ النَّظَرْ
فإنْ كَانَ ذَلك سَنَنُ الهُدَاةِ
فَأينَ ابنُ حَنْبَلِ أيْنَ السوَرْ
وَلوْ أنْ هَدْيَكَ يَا رَب ذُلٌ
فَهَبْنِيْ ضَلالاً بِهِ أسْتَعِرْ
فَهَلْ ضَيَّعَ الحَقَّ إلا الوُلاةَ
وَشيْخٌ دَعِيٌ وَكَلْبٌ خَفَرْ
وَشَعْبٌ يُؤَمِلُ رَغْدَ الحَيَاةِ
وَليْسَ لهُ هِمَّةٌ أوْ أثَرْ
فَيَا شَعْبُ قُمْ وَانتَصِبْ للطُغَاةِ
إذَا كُنْتَ تَرْجُو حَيَاةَ البَشَرْ
فَمَنْ مَاتَ مَاتَ أبِيًا عَزِيْزًا
وَمَنْ عَاشَ عَاشَ حَيَاةَ تَسُرْ
وَإلا فَدَعْكَ مِنَ الأمْنِيَاتِ
وَأمْضِ حَيَاتَكَ مِثْلَ البَقَرْ
واقرأ أيضا:
نقش على لوح قصيدة مطرية: لا معذرة / اللص المحترم / الشبح القاتل! / أمةٌ عجب! / رثاءُ روح.. / شبه أسيرةِ العرب.. / الواقي الذكري! / الشعبُ المُمَهَّد!