ألا يَارب رُحمَاكَ فقَد فَاضَتْ مَسَاوينَا
فإنا أمةٌ عَجَبٌ.. بكى مِنَّا مُدَاوينَا
ففي العَزمَاتِ تفقِدُنَا وفي النَزَوَاتِ تلْفِيْنَا
وَنَبْكِي مَجْدَنَا الدَاثِر، وَنلْعَنُ حَظَّنَا العَاثِرْ
ويبقى دَاؤنا فينَا
إذا الداعي دَعَا شَرًا أجابَ الجَمْعُ آمِينَا
وَإنْ نَادَى إلى خَيْرٍ تَرَانَا مُسْتَخِفِّينَا
وَيَظْلِمُ بَعْضَنَا بَعْضًا وَنَشْكُو ظُلْمَ وَالِينَا
وَنَشْكُو الظُلْمَ فِي صَمْتٍ وَنَخْنُقُ صَمْتَنَا فينَا
لِئَلا تَظْهَرَ الشَّكْوَى فَتُقْلِقُ بَالَ رَاعِيْنَا
فإنْ ظَهَرَتْ بِلا قَصْدٍ فَقَدْ نَنْسَى أسَامِيْنَا!
وَيَخْذُلُ بعْضُنَا بَعْضًا وَيُنْصِفُنَا أعَادِيْنَا
دِمَاءٌ تَبْلغُ القِمَمَا وَعَارٌ يَمْلأُ الأُمَمَا
وَلا زِلْنَا مُغَنِّينَا
ضَلَلْنَا دَرْبَنَا السَامِيْ، تَرَكْنَا هَدْيَ بَارِيْنَا
وَرُحْنَا نَتْبَعُ الغُرَبَا وَدِيْنُ اللهُ يَهْدِيْنَا
إلى الأخْلاقِ يُرْشِدُنَا وَلِلْعَلْيَاءِ يُعْلِيْنَا
وَلَمْ نَفْطَنْ وَلمْ نَفْقَهْ وَلا زِلْنَا مُوَلِّيْنَا
بَأنَّ الغَرْبَ قَدْ سَعِدُوا بِقَبْسٍ مِنْ مَعَانِينَا
عَرَفْنَا الدِّيْنَ كلمَاتٍ وعَرِفُوهُ قَوَانِيْنَا
فَعَاشُوا دِيْنَنَا حَيًا وَغِلْنَاهُ بأيدِيْنَا
ألا فَاثأرْ لنَا مِنَّا وَلا تُبْقِيْ حَدًا فِيْنَا!
واقرأ أيضا:
ما ذنبي؟!! / ..صمود.. / اللص المحترم / الشبح القاتل! / إذا الشعبُ.. / رثاءُ روح.. / شبه أسيرةِ العرب.. / الواقي الذكري! / الشعبُ المُمَهَّد! / لوْ أنِّي قلتُ الشعرَ؟!