سامحني لأني أكرهك..
أكرهك لأني مازال لي قلب نابض..
أكرهك لأن عقلي لم يفقد زمامه بعد..
أكرهك لأني حاولت مرارًا أن أحبك...
ولكني لم أستطع
أكرهك لأني حاولت أن أنسى ظلمك فأبيت أنت إلا أن تذكرني به في كل يوم بل في كل لحظة..
أكرهك ولا أدري أقسى قلبي إلى هذا الحد ؟؟؟؟
أكرهك وأعاتب نفسي.. أعندي القدرة على حمل كل هذا الكره؟؟؟
أكرهك وأتعجب لا من ظلمك فقد اعتدته.. ولكن من قلبي الذي لم يعرف الكره يومًا بهذا الشكل
أقف لدقائق مع نفسي وما أغلى هذه الدقائق فربما لم يبق في العمر الكثير منها.. أقف لأتأمل عشرين عامًا مضت.. أنظر لنفسي قبلها وفيها وبعدها.. لأجد
زهرة انتزعت من بستانها وزرعت في غير أرضها.
عقدين من الزمان غريبة، وحيدة، كسيرة.. لم ترحم ضعفي .. لم تحتوِ غربتي.. لم تصن إنسانيتي..
أذكر يوم جئت لخطبتي.. جذبك هدوئي، أعجبك خجلي، استعذبت جمالي.. فما كنت وقتها إلا صيادًا اصطاد طيرًا وقرر أن يستمتع بعذابه؛ فهدوئي.. شرخته،
وخجلي.. ظلمته، وجمالي.. شوهته؛ فآثار قسوتك منتشرةٌ في جسدي، وآثار إهاناتك محفورة في نفسي، ووحشيتك لا تبرح ذاكرتي..
عشرون عامًا وأنا أنتظر الرحيل.. عشرون عامًا أدعو الله أن يجعل لي مخرجًا.. عشرون عامًا أبكي ظلمك في غربتي..
ولا أملك إلا أملي في رحمة ربي..
وها قد جاء يوم حريتي.. حتى في هذا اليوم كنتَ ظالمًا.. أعطيتني حريتي بعد أن ملأتني بشروخٍ لا أعلم متى ستبرأ.. ولما وجدت أنني لم اعد أنفعك بشيء
وأنين جسدي صار يؤلم جيبك قررت أن تعطني حريتي بعد أن صرت نزيلة دائمة في المستشفى
الآن فقط أعطيتني حريتي
وربما يكون هذا هو الموقف الوحيد الذي أذكره لك وأشكرك عليه
صدقني رغم كل هذا حاولت ألا أكرهك
حاولت صدقني..
ولكن لم أستطع.. ربما أستطيع فيما بعد.. ربما..
إنني أدعو الله ألا أكرهك.. لازلت أدعوه .. لا أريد أن أكرهك
ولكن أرجوك سامحني
سامحني لأني أكرهك..
إني ألف أكرهك..
واقرأ أيضا :
عشرون عاماً ... مضتْ / إليك يامن كنت يومًا حبيبي../ آه لو يصمتون / صوت الباب / دم الشهيد../ جزارة على النت / الجمال / موعد من غير ميعاد ولكن....