الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره.
هذه أول كلمات قالها عندما استيقظ من نومه في التاسعة صباحا وقد فاتته أو هو قد فوت صلاة الصبح أول موعد في اليوم مع الله رب العالمين.
ذهب متثاقلا إلى حيث يغسل أدران جسده المتهالك بعد أن أثقلته أدران نفسه المتعبة.
اغتسل وتوضأ وصلى كيفما اتفق وكأنه واجب أراد إزاحته عن كاهله ليريح ضميره تجاه ربه، ولكن في الحقيقة زاد العبء ثقلا لأنه صلى وكأنه لم يصلي ولم يصلي وكأنه صلى!.
تناول إفطاره على عجل وانطلق يدلف إلى الشارع على عجل وكأنه يطارد أحدا ما أو يطارده أحد ما.
الحقيقة نفسه هي التي تطارده ، أسئلته هي التي تطارده ، وأخطر سؤال يطارده ويلح عليه في أن يجد له جوابا (من أنا؟ والى أين المسير؟ وما المصير؟) هي في الحقيقة ثلاثة أسئلة في سؤال أو ثلاثة تساؤلات في تساؤل كبير يسأله كل إنسان عاقل لنفسه.
الجواب في صلاة الصبح التي فاتته أو التي أضاعها بكسله وضعف همته.
ولكن نفسه تقول له: لاتلم نفسك فأنت لست نبيًا أو حواري نبي وأنت لست صحابيًا ولا تابعي، أنت لم تكتحل عينك مرة واحدة برجل رباني كأنه صحابي أو تابعي، فلماذا تبحث عن الصحابي والتابعي في نفسك؟.
ثم إن زمنك ليس كزمنهم والناس اليوم ليسوا كالناس في ذلك الزمن وكل شيء يختلف عن ذلك الزمن في كل شيء.
قالت له نفسه: ألم يكن والدك رجل رباني يشبه أولئك الرجال؟.. ولكن أين هو والدك؟، لقد حرمك منه الطاغوت الذي يتكرر في كل زمن، ولكنه في هذا الزمن أبشع من كل الطواغيت الذين مروا عبر التاريخ..
الطاغوت حرمك حتى من قبر لوالدك بل لم يعترف به حيًا و لاميتًا..
إذن لماذا تحملني ما لا طاقة لي به؟:قالت له نفسه .
صرخ في أعماقه من أعماقه ولكن لا أحد يسمعه إلا ...
إلا الله رب العالمين
إذن ليتصالح مع ربه عز في عليائه وليعد صلته بربه وليصلي الصبح في موعده ولتكن أول صلة له في يومه مع ربه بعدها لن يصرخ في أعماقه من أعماقه بل يناجي ربه في أعماقه من أعماقه التي لا يعلمها إلا ربه الله رب كل شيء وخالق كل شيء ورازق كل دابة في الوجود ، هو وحده يرزق الإيمان و يرزق التقوى ويرزق المال ويرزق الإخوان.
ويرزقك الجواب عن أسئلتك وتساؤلاتك:
من أنت؟ وإلى أين المسير؟ وما المصير؟
واقرأ أيضاً:
بوح / استغاثة / وصية دمياطي لابنه