مهداة إلى : سناء مُحَيْدِلي شهيدة الجنوب اللبناني*
عن إيقاع الموت ببيروت المحتضرة
لن أكتب.....
عن صيحات الإعجاب المغموسة في لحن الحير
حين انطلقت أشلاؤك منفجرة
لن أكتب.......
عن صدق من انتحروا
بين دخان التبغ وبين لفافات الأوراق
يزفونك للعرس
بأحلى ما حفظ الشعر العربي الساحر
لكني أكتب كي أسأل
هل هذا
أقصى ما يمكن أن يبذل شاعر
كلمات... كلمات
تتناثر فوق رفات الشهداء
آه ما أعظم ما فعل الشعراء
******
حين أحس مذاق اللغم بحلقي
وأرى الموت يحاصرني
في قبو محكوم الغلق
وأحاول أن اهرب
لكن الموت يطاردني
يطيق أكثر.... أكثر
أصرح
قد مات الشهداء
كي يرقص فوق ضمائرهم
كل الجبناء
******
كانوا يتمنونا غدا أفضل
ويغنون بكل النشوة للمستقبل
ويخطون الأشعار الساذجة الحمقى
للحب الأول
لكن لهيب الواجب
فجرهم بركاناً يقذف بالثورة والنار
فاحتضنوا الموت
كما يحتضنون المحبوبة بالعشق الفوار
ماتوا في عمر الأزهار
هل تجدي الكلمات
أمام المنسوف.... إذن
فلتسقط كل الأشعار
******
وأفكر أحياناً
من يقبض في سترة معطفه
ثمن التضحية العصماء
من يجلس في ألأقصى درجات الخيلاء
يرشف فنجان القهوة
يمتص رحيق السيجار
ويكتب في أول سطر بأجندته الخضراء
<<هذي يا جمهور الوطن العربي....
- المدلوق على خارطة العالم كالزئبق من أقصى الصحراء إلى أقصى الصحراء-
هذي ملحمة من شعر قد نزعت حرفا حرفا من ألياف القلب... حبيبات العرق المسفوح عليها صادقة ودمي فوق الأحرف مسفوك من شدة إخلاصي تبعا لعروض الشعر العربي وقافيتي محكمة الأجزاء.
وقصيدي مهداة لجميع الشهداء.>>
آه ما أقبح كل العظماء
وما أحمق جمهور القراء
نيسان " ابريل" 1985
*سناء يوسف محيدلي استشهدت _ الثلاثاء 9 نيسان " ابريل" 1985
واقرأ أيضاً:
معراج التحول والأبدية / لو / إلى امرأة مستحيلة / خواطر ليلة أرق / كابوس الواقع / رسائل لا تعرف الخجل(5)